هيام

عم ضم ضم الترزى

محمد صلاح
محمد صلاح

بقلم/ محمد صلاح

فى كل زمان ومكان نجد شخصية عم ضم ضم الترزى خاصة فى المناطق الشعبية الاصيلة، هذا الرجل الذى يدعى دائماً أنه يعرف كل شىء، فهو السياسى الوحيد، ورجل الدين العلامة، ولاعب الكرة الحريف، والطبيب الماهر، وفى كل شىء هو الأوحد ويجب أن تعترف بذلك بل وتصدق ما يقول. وبالطبع نجد حوله حاشية تشجعه فمنهم من يستفيد منه أياً كانت الاستفادة، ومنهم من لا يفهم مثله أى شىء، مع احترامى لكل المهن وكل أحيائنا الشعبية التى أفخر بأننى تربيت فى أحدها، أما الأسماء فهى من وحى هيامى.

منذ عدة أيام وجدت عم ضم ضم الترزى يجلس أمام دكانه الصغير الذى لم يتغير منذ عشرات السنين، وبجواره شيشته، وصبيه مودى سوستة يجهز الفحم ليشرب عم ضم ضم شيشته بمزاج، وهو يضع رجلا فوق الأخرى، بينما عم مجدى العجلاتى يحضر الشاى التقيل لعم ضم ضم وحاشيته.
اجتمع الكل وبدأت المناقشة حول أوضاع بعض سكان الحى، وإذ بالحديث يتطرق لمشكلة التوكتوك الذى أصبح فيروسا ينخر فى الشوارع، ولسائقى هذا التوكتوك وهم يشكلون نسبة كبيرة من المشكلة نظراً لسلوكيات بعضهم المشينة، وسرعان ما تحول الحديث عن الأغانى التى تنبعث من التوكتوك أثناء السير وخاصة ما يعرف بأغانى المهرجانات. 

فجأة ترك عم ضم ضم الشيشة وصرخ فى الحاشية، ليسكت الجميع، ويبدأ عم ضم ضم توجيه النقد لمؤلفى الأغانى ومطربى المهرجانات، بل ويلوم ركاب التوكتوك لسماحهم للسائق بتشغيل تلك الأغانى أثناء التوصيلة.

يسكت عم ضم ضم قليلاً ثم يعلن أنه سيتولى تأليف أغنية وتلحينها ، وبدأ الجميع يهمهم بصوت رخيم ، وإذ بعم سعد البقال يقرر أنه سوف يمول مشروع عم ضم ضم الفنى . ليعم الصمت ، وفجأة يصفق الجميع ويهتف لعم سعد المنتج وعم ضم ضم المؤلف . وفجأة يصرخ بيومى الحلاق متهما الجميع بعدم الفهم والكف عن هذا الجنان وينصح عم ضم ضم بالاهتمام بدكانه ، ويحث عم سعد على اختيار نوعيات جبنة جيدة وأن يراعى الله فى الميزان . نفس الشىء فعله الشيخ حسنى بل وطالب الجميع بالتربية السليمة لأبنائهم وتعليمهم تعاليم الدين السمح ، مشيراً إلى أن هذه بداية الطريق للإقلاع عن مثل هذه الظواهر السلبية التى لا تفيد المجتمع ولا تؤدى إلى أى تنمية .