4 طفرات لكورونا.. والعالم يخشي موجة جديدة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

يعد من الطبيعي تحور جميع الفيروسات بمرور الوقت ولا يُعد فيروس كورونا استثناءً، فمنذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة في أواخر عام 2019، ظهرت آلاف الطفرات عليه، فعندما تحدث لفيروس ما طفرةٌ جديدة أو أكثر، تسمى الطفرة سلالةً متحولة من الفيروس الأصلي. 

حتى الآن انبثق من فيروس "سارس" المسبب لكوفيد-19 عدة سلالات جديدة مثيرة للقلق حول العالم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذه السلالات تشمل معظم التغييرات تأثيرًا ضئيلًا أو معدومًا على خصائص الفيروس، والكثير منها يختفي بمرور الوقت، ولكن من حين لآخر يكون الفيروس محظوظاً من خلال التحور بطريقة تساعده على البقاء والانتشار، كما حدث في الطفرة الهندية من الفيروس.

سلالات الفيروس

سجلت منظمة الصحة العالمية حتي الآن 4 سلالات جديدة من الفيروس التاجي وهى: ألفا، بيتا، جاما، دلتا.
في حين أن الأبحاث تشير إلى أن لقاحات كوفيد-19 الحالية تكون ذات فعالية اقل بقليل ضد السلالات المتحورة، إلا أنها ما زالت قادرة على توفير حماية ضد الإصابة بالحالات الشديدة، كما أن شركات الأدوية تعكف حالياً علي إنتاج لقاحات جديدة معززة لتحسين الحماية ضد هذه الطفرات للفيروس التاجي.

اقرأ ايضا الهند تسجل أكثر من 30 ألف إصابة جديدة و560 حالة وفاة بفيروس «كورونا»

كما أن منظمة الصحة العالمية أشارت إلي أنه بتلقي اللقاح بكامل جرعاته، يكون خطر الدخول للمستشفى والوفاة بسبب الفيروس التاجي، أقل بكثير مما هو عليه لدى الأشخاص الذين لم يأخذوه ممن لديهم عوامل صحية خطرة و أمراض مزمنة. 

وترجع تسمية هذه السلالات إلي منظمة الصحة العالمية التي قامت بتسميتها بالأحرف الأبجدية اليونانية لتجنب ربطها بالبلدان التي تم التعرف عليها فيها لأول مرة إلا أن هذا لم ينجح.

أين و متي ظهرت السلالات؟

وتشمل المتحورات المثيرة للقلق لفيروس كورونا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية وحتى تاريخ 31 مايو، أربع سلالات وهى:
 

*ألفا.. تعد هذه السلالة ألأسهل في الانتشار، مع زيادةٍ نسبتها 50٪ تقريبًا في انتقال العدوى مقارنة بالسلالات التي انتشرت سابقًا.

قد تزيدُ هذه السلالة أيضًا احتمالَ الدخول إلى المستشفى والوفاة..عرفت سابقًا باسم السلالة البريطانية، وترجع أولى العينات الموثقة إلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2020.

*بيتا.. يبدو أن هذه السلالة أسهل انتشارًا، مع زيادةٍ نسبتها حوالي 50٪ في انتقال العدوى مقارنة بالسلالات التي انتشرت سابقًا.


 تقلل هذه السلالة أيضًا فعاليةَ بعض الأدوية المحتوية على الأجسام المضادة أحادية وفعاليةَ الأجسام المضادة الناتجة عن إصابة سابقة بكورنا أو اللقاح.

عرفت سابقًا باسم السلالة الجنوب أفريقية، ومن أسمائها وترجع أولى العينات الموثقة إلى جنوب أفريقيا، مايو2020.

*دلتا.. تركز عليها الكثير من الاهتمام مؤخرًا، حيث ثبت أنها تمثل تهديدًا أكبر على الصحة العامة مقارنة بالسلالات السابقة.. وتسببت سلالة دلتا بالفعل في موجة ثانية قاتلة من الإصابات في الهند في أبريل ومايو الماضيين، بالإضافة إلي أنها أصبحت السلالة المهيمنة في بريطانيا.

أظهرت الأبحاث أنها تنتشر بسهولة في الأماكن الرياضية الداخلية وفي المنازل، وتم رصد هذه السلالة في أكثر من 90 دولة حول العالم، مع تأكد تفشيها في الولايات المتحدة والصين وأفريقيا والدول الاسكندنافية ومنطقة المحيط الهادئ.

*جاما.. تقلل هذه السلالة فعاليةَ بعض الأدوية المحتوية على الأجسام المضادة، بالإضافة إلي فعاليةَ الأجسام المضادة الناتجة عن الإصابة السابقة بالفيروس التاجي أو تلقي اللقاح.

عرفت سابقًا باسم السلالة البرازيلية، نظرًا لبداية انتشارها هناك، وترجع أولى العينات الموثقة إلى البرازيل، في نوفمبر 2020.

كيف يمكننا أن نقاوم عائلة كورونا؟

طبقًا للاستجابة السريعة في انتشار السلالات، تعمل الحكومات في بعض الدول على تقليص الفجوة الزمنية بين الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح للمجموعات الأكبر سنا، فقد أصبح بإمكان من تجاوز من العمر 40 عاماً الآن حجز المواعيد بعد 8 أسابيع، وهي فجوة زمنية أقصر من الأسابيع الـ 12 السابقة، مع إجراء التلقيح أيضاً خلال عطلات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية.

لكن زيادة وتيرة التلقيح تمثل تحدياً خاصة بالنسبة للبلدان الفقيرة، في الهند، على سبيل المثال، حصل أقل من 4 في المئة من السكان على اللقاح الكامل، مع 18 في المئة فقط حصلوا على جرعتهم الأولى، وفقا للنشرة العلمية لمنظمة الصحة العالمية.

لذلك، يؤكد الخبراء هناك على أهمية مراقبة الفيروس من خلال تسلسل الحمض النووي مما يعني فحص عينات من الفيروس لتحديد الطفرات الجينية.