اليورو.. بطولة العجائب «الاستثنائية»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: محمد حامد

بعيداً عن الأرقام والإحصائيات التى تداولها الجميع.. انتهى يورو 2020 كنسخة سيأتى بعدها عشرات البطولات، لكنه ترك لنا قصصا وحكايات ستعيش معنا أبداً ما حيينا، لأنها مواقف أشبه بما يحدث فى الحياة اليومية، من تقلبات ومراحل صعود وهبوط.. بدأت البطولة بشخص بدا وكأن بينه وبين الموت لحظات، ثم حدثت المفاجآت الكروية تباعاً، وفى مشهد النهاية توج البطل الذى رغم عراقته وتاريخه إلا أنه لم يكن من أبرز المرشحين قبل ضربة البداية، ما بين دراما

البدايات ومفاجآت المنتصف والنهاية خرج لنا يورو العجائب.. فإلى أبرز محطاته :
- فى ثانى أيام البطولة حيث افتتاح مباريات المجموعة الثانية بين الدنمارك وفنلندا، مباراة لم تكن منتظرة من الجماهير نظراً لأنها محسومة على الورق لفارق القدرات لصالح الدنمارك، كما أن المنتخبين لا يقدمان كرة ممتعة، وعلى عكس التوقعات بدأت أول فصول دراما اليورو التى تخلع القلوب، عندما توقف قلب كريستيان إريكسين ونزل أفراد الجهاز الطبى ليُسعفوه لتعيش الجماهير فى المدرجات وفى البيوت لحظات.. أمامهم لاعب شاب بين الحياة والموت، عند تحسن حالة إريكسين تنفس الجميع الصعداء وعادت أجواء البطولة لطبيعتها.

- استثمر لاعبو الدنمارك موقف إريكسين الصعب ليكون دافعاً لهم للتقدم أكثر فى مشوار البطولة ولم لا تحققها فى النهاية كما حدث فى نسخة 1992.. ومغامرة الدنمارك توقفت عند نصف النهائى إلا أنهم قدموا بطولة كبيرة وخرجوا بصعوبة أمام الإنجليز، وما وصلوا إليه خلال مشوار اليورو كان بقوة الدفع من حادث إريكسين.

- على عكس ما كان متوقعاً، خرج المنتخب الفرنسى من دور الـ16 أمام سويسرا فى واحدة من أكبر مفاجآت البطولة، خاصة أنهم كانوا على رأس الترشيحات لما تملكه قائمة الديوك من نجوم فى كل المراكز.
لم يكن معسكر فرنسا فى أفضل أحواله قبل انطلاق اللقاء، وكثُر الصخب الإعلامى حول خلاف بين لاعب وآخر، لتكون النتيجة فى الملعب.. خروجا مبكرا.

- يعد خروج المنتخب البلجيكى من دور الثمانية أمام الطليان صدمة جديدة للجماهير البلجيكية التى تأملت تتويج منتخب بلادها باللقب، حيث من الصعب أن يتكرر نجوم الجيل الحالى فى أجيال أخرى، إلا أن خيبات الأمل أصبحت عرضا مستمرا

- قدم «الأزورى» خلال مشوار البطولة أداءً ممتعاً على غير ما كان متوقعاً من الطليان الذين نجحوا على مدار تاريخهم فى تنفيذ الهجمات المرتدة وإتقان التنظيم الدفاعى، إلا أنهم مع روبرتو مانشينى المدير الفنى المخضرم، قدموا وجبة ممتعة لم تغب سوى فى لقاء نصف النهائى أمام الإسبان رغم تفوقهم فى النتيجة إلا أنهم لم يظهروا خلال هذا اللقاء مثل بقية المباريات التى أبدعوا فيها.

- قبل انطلاق البطولة لاحق المعسكر الإسبانى عدم استقرار وإصابة بعض اللاعبين بكورونا، والحديث عن عدم الثبات على تشكيلة ثابتة فى ذهن إنريكى، ثم بعد بداية البطولة زادت الشكوك فى أن يقدم المنتخب الإسبانى بطولة جيدة، بعد التعادل فى أول مباراتين أمام السويد وبولندا إلا أن الانطلاقة جاءت بعد المباراة الثالثة بالفوز بخماسية على سلوفاكيا لتستمر رحلتهم حتى نصف النهائى.

- رغم خروج المنتخب البرتغالى من دور الـ16، إلا أن كريسيتانو رونالدو أبى الخروج من البطولة بدون أرقام قياسية ليترك بصمته بالأرقام القياسية المعتادة.. حيث حصل على هداف النسخة الحالية برصيد 5 أهداف بالتساوى مع باتريك شيك مهاجم التشيك.
كما أصبح الهداف التاريخى للبطولة بعدما وصل للرقم 14 ليتفوق على نجم فرنسا السابق ميشيل بلاتينى الذى توقف عند 9 أهداف وكان رونالدو متساوياً معه قبل انطلاق يورو 2020، ليترك الدون بذلك بصمة مزدوجة لن تُنسى فى تاريخ البطولة الأوروبية.

- أصبح الدخول الجماهيرى بمثابة التحدى، ويعد ملعب بوشكاش آرينا فى العاصمة المجرية بودابست هو الأكثر جذباً بعد أن شهد تواجد ما يزيد على 60 ألف متفرج ليسجل نسبة حضور ضخمة لم تشهدها الملاعب منذ انتشار الجائحة.
نجاح دخول الجماهير فى اليورو أعطى انطباعاً بعودة الحياة لملاعب كرة القدم من جديد وهو ما سيؤثر إيجابياً على الموسم الجديد خاصة بالدوريات الكبرى مثل الإنجليزى والإيطالى والإسبانى.