«أنجلو بولاناكي» صاحب فكرة ستاد الإسكندرية وأول دورة أولمبية في مصر

أنجلو بولاناكي  -  واجهة إستاد الإسكندرية مستوحاة من أقواس النصر الرومانية
أنجلو بولاناكي - واجهة إستاد الإسكندرية مستوحاة من أقواس النصر الرومانية

يعتبر إستاد الإسكندرية منارة الرياضة فى عروس البحر الأبيض المتوسط ، وهو الأعرق والأقدم والأشهر والأجمل فى تاريخ القارة الأفريقية والوطن العربى والشرق الأوسط ،وهو أحد أقدم الملاعب الأوليمبية فى العالم ، وترجع فكرة إنشاء إستاد الإسكندرية إلى رجل الأعمال اليوناني»أنجلو بولاناكي» المولود فى الإسكندرية ومن أصول يونانية ، الذى قرر تحويل مصنعه بمنطقة الشاطبى إلى ملعب ، ولعب الرجل دورا مهما فى انتشاركرة القدم بين أندية الإسكندرية بإنشاء كأس «بولاناكي» لتتنافس عليه فرق الإسكندرية ، ونجح فى دمج أندية الإسكندرية الأربعة « الاتحاد الوطنى - الأبطال المتحدين - السكندرى - الحديثة « بعد مفاوضات مع مسئولى هذه الأندية ليخرج إلى النور نادى «الاتحاد السكندري» .


تعرف «أنجلو بولاناكي» فى عام 1906 على البارون الفرنسي»بيير دى كوبرتين» مؤسس الألعاب الأوليمبية الحديثة ومصمم رموزها كالعلم والشعار ورئيس اللجنة الدولية الأوليمبية وقتها وبعد هذا اللقاء كرس «أنجلو بولاناكي» كل جهوده للترويج للرياضة والألعاب الأوليمبية فى مصر، فقام بإنشاء العديد من الملاعب الصغيرة فى الإسكندرية، ونظم عددا من المسابقات الرياضية فى الألعاب الأوليمبية فى القاهرة والإسكندرية، وأسس الاتحاد القومى للرياضة فى عام 1908، وتم اختياره عضوا معينا فى اللجنة الأوليمبية الدولية ، وحاول فى عام 1909 إقناع رئيس بلدية الإسكندرية ببناء ملعب أوليمبى ليكون الأول من نوعه ليس فى مصر فقط ولكن فى أفريقيا والشرق الأوسط ، وطالبه بتخصيص قطعة أرض لإنشاء الملعب ووقع اختياره على موقع متميز جنوب الشلالات لقربه من الجمانزيوم البطلمى القديم الذى كان موجودا فى نفس المكان فى القرن الثالث قبل الميلاد ، وقدم اقتراحا بأن تتقدم  مدينة الإسكندرية بطلب لاستضافة الألعاب الأوليمبية لعام 1916 وبالفعل رحب مجلس بلدية الإسكندرية بالمقترح.

وطالب فى نفس الوقت المواطنين بالتبرع لنقص الميزانية ، واستطاع فى 1910 تكوين وتأسيس اللجنة الأوليمبية المصرية برعاية الخديوى عباس حلمى الثانى ورئاسة الأميرعمر طوسون الذى كان معروفا بعمل الخير ، وشغل «بولاناكي» منصب سكرتير عام اللجنة الأوليمبية المصرية ، وأصبح أول رئيس للبعثة المصرية المشاركة فى أوليمبياد ستوكهولم بالسويد عام 1912 ،ونجح فى إقامه دورة أوليمبية محلية عام 1914 بمنطقة الشاطبى اختتمها باحتفال رياضى رفع فيه العلم الأوليمبى الذى صممه البارون»بيير دى كوبرتين» فى باريس عام 1913 ليكون الإستاد السكندرى صاحب شرف أول راية ترفع للألعاب الأوليمبية . 


وللأسف تجمد نشاط «أنجلو بولاناكي» بسبب الحرب العالمية الأولى ، وبعد انتهاء الحرب قام بتنظيم حدث رياضى ضخم فى نادى سبورتينج بالإسكندرية وإنتهز فرصة حضور السلطان»فؤاد الأول» وعرض عليه إحياء فكرة إنشاء ملعب رياضى أوليمبى بالإسكندرية ، تحمس السلطان للمشروع وتبرع بمبلغ 3000 جنيه ، وتبرع الأمير عمر طوسون بمبلغ 2000 جنيه ، وساهمت بلدية الإسكندرية بمبلغ 25 ألف جنيه ، وتبرع «بولاناكي» بمبلغ 1000 جنيه ، وتبرع المسيو «قسطنطين خوريمي» صاحب «بنك خوريمي» بمبلغ 500 جنيه ، وافتتح «اكتتاب عام» لجمع التبرعات والمساهمات التى لم تكف، فاضطر «أنجلو بولاناكي» لأن يطلق مسابقة يانصيب لجمع تبرعات لصالح بناء الإستاد شارك فيها أهالى وتجار وأعيان ونبلاء الإسكندرية من مصريين وأجانب ، وبلغ إجمالى الأموال التى تم جمعها 132 ألف جنيه ، وتم تكوين لجنة من أثرياء الإسكندرية نجحوا فى الحصول على قطعة أرض تخص «حسين باشا صبري» خال الملك فاروق فى منطقة الحى اللاتينى.

ووضع تصميمات الإستاد المهندس الروسى «فيلاديمير نيكوزوف» على طراز ملاعب أثينا ، وتميز الإستاد بواجهة جمالونية مثلثة الشكل مستوحاة هى والسورمن أقواس النصر الرومانية وعلى جدران السور منحوتات تصور الألعاب الأوليمبية ..وقامت شركة المقاولات الإيطالية بالتنسيق مع بلدية الإسكندرية بتنفيذ أعمال البناء والإنشاء ، وتم تكليف المهندس»إريكز» بإعداد الميدان والشوارع أمام الملعب ، وتم تقسيم الإستاد إلى 4 أجزاء يتوسطها المقصورة الملكية ، ويتسع ل22 ألف متفرج وبنى على مساحة 38 فدانا ، واكتمل البناء عام 1928، بسبب عدم اكتمال الأموال المطلوبة ، وافتتحه الملك فؤاد الأول 17 نوفمبر 1929 بحضور الأمير فاروق ومدير بلدية الإسكندرية ، وممثلى الدول الأجنبية، وقد تغير اسم الإستاد عام 1951 إلى ملعب «فؤاد الأول» عندما تم استضافة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط تغير اسمه إلى «ملعب البلدية»، ثم أطلق عليه «إستاد الإسكندرية».


«مركز معلومات استاد الاسكندرية»