الدراما في خدمة المجتمع| «لعبة نيوتن» ناقش الطلاق الشفوي.. و«ليه لأ» يشجع كفالة الأطفال

الفنانه منى ذكى
الفنانه منى ذكى

كتب: محمد الشماع

لم يكذب من قال إن الفن هو انعكاس للمجتمع، ولكن من يقول إن الدراما تخدم قضايا المجتمع الآن فهو كذلك مصيب، وهذا ما حدث مع أكثر مسلسلين نالا نجاحًا مجتمعيًا خلال الفترة الماضية، الأول هو «لعبة نيوتن» والذي عرض في رمضان الماضي، والثاني هو «ليه لأ» الذي انتهى عرض آخر حلقاته منذ أيام.


لم يكن مسلسل «لعبة نيوتن» هو الحصان الرابح جماهيرياً ونقدياً فقط خلال الموسم، نظراً لجودته الفنية الواضحة، وتمتعه بمتابعة واسعة جعلته في طليعة الأعمال التي تداولت اسمها يومياً عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي في شهر رمضان الماضي، لكنه أيضاً فجر جدلاً فقهيا ومجتمعياً وقانونياً، بسبب تناوله فكرة الطلاق الشفهي أو الطلاق عبر رسائل الهاتف ومدى الاعتداد به، إذ إن قانون الأحوال الشخصية في مصر مستمد من الشريعة الإسلامية، وهنا تم تبادل الآراء بين مؤيد ومعارض لطرح العمل الدرامي هذه القضية.


المسلسل الذي تقوم ببطولته منى زكي في دور «هناء زيتون - هنا» بمشاركة رئيسة مع الزوج الأول حازم إبراهيم (محمد ممدوح)، والزوج الثاني مؤنس عبدالرحمن الليثي (محمد فراج)، سطع نجمه تدريجياً خلال موسم دراما رمضان، وأصبح من الأعمال التي تحظى باهتمام كبير، لا سيما أنه نجح في أن يجذب المشاهدين ليتورطوا في متابعة قصة بدت بسيطة في البداية حول زوجين شابين يعانيان بسبب تأخر الإنجاب، حتى تنجح محاولتهما أخيراً عن طريق الحقن المجهري، فيأخذهما الطموح ومحاولة تغيير حياتهما المتعثرة مالياً واجتماعياً، وتذهب الزوجة لتضع مولودها في الولايات المتحدة الأميركية أملاً في الحصول على الجنسية وفتح آفاق جديدة للعائلة التي تصارع لتحقيق أي نجاح، ولكن تتعقد الأمور وتنقلب بعد عدد من الخطوات غير المحسوبة وكثير من سوء الحظ الذي تضاعف بسبب قلة الخبرة، لتجد «هنا» نفسها في خضم خلاف حاد مع الزوج الذي يغضب منها ويطلقها برسالة صوتية عبر تطبيق «واتساب»، وعلى الرغم من صدمتها، لكنها تتعامل على هذا الأساس، وتتزوج بغيره، وفي حين أن العمل يفتح أذهان الجمهور على تفاصيل كثيرة بينها اضطراب الشخصية والعقد المجتمعية والتشدد الديني، وغيرها، ولكن حظيت قضية الطلاق عبر الهاتف بالجدل الأكبر، وتعددت الفتاوى والأسئلة.


المسلسلس الثاني وهو الجزء الثاني من «ليه لأ» للنجمة منة شلبى، والذي أيضًا تلقى ردود أفعال مميزة بعد انتهاء عرضه على إحدى المنصات الرقمية عبر الإنترنت، لا سيما أنه يتناول قضية اجتماعية هامة ألا وهى تمرد الفتاة على الرضوخ لفكرة الزواج في سن معين، من أجل إنجاب الأطفال الذين تحلم بهم، ولتحقق رغبتها الفطرية بالإحساس بالأمومة.


ويرصد المسلسل حكاية «ندى»، التي ترغب في احتضان طفل لكنها تواجه صعوبات كثيرة في هذا الأمر، مسلطاً الضوء على علاقتها بالطفل؛ حيث أن العمل يتطرق إلى موضوع التمرد على المسلّمات، وهى مناسبة لنسأل لماذا علينا الالتزام بما اعتدنا عليه، وألاّ نتمرد على ما يفرض علينا بحكم المجتمع والتقاليد، ويكشف العمل بطرق أخرى لتحقيق حلم الأمومة.


ندى، 37 سنة، دكتورة عيون، تعيش وحدها في منزل أهلها بأحد الأحياء الراقية، بعد وفاة والديها وسفر أخيها الوحيد إلى بلاد الخليج من حين لآخر تذهب قريتها الريفية، لتُخدم أهلها من واقع عملها كطبيبة، ومع جريان الأحداث، تُقرر تلك الفتاة الهادئة، الوحيدة، العزباء، التي تحمل قلب أم، أن تكفل طفلاً.


المسلسل فكرة دينا نجم التي كتبت السيناريو والحوار بالتعاون مع مجدي أمين، رانيا حسن وسلمى عبد الوهاب، من خلال ورشة سرد وتحت إشراف مريم نعوم، وإخراج مريم أبو عوف وبطولة منة شلبى أحمد حاتم، مراد مكرم، مها أبو عوف، سارة عبدالرحمن، سليم مصطفى، منى أحمد زاهر، دنيا ماهر، فراس سعيد، يارا جبران، تامر نبيل، ريم حجاب وآخرين.

يذكر أن وزارة التضامن الاجتماعي قد أعلنت عن إقبال المواطنين على كفالة الأطفال الأيتام بعد عرض المسلسل في إشارة إلى زيادة عدد طلبات كفالة الأيتام إلى 2700 طلب مقدم إلى الوزارة وجاري بحثها .