باختصار

دموع حب الوطن

عثمان سالم
عثمان سالم

ربما كانت دموع لاعبى الجزائر الساخنة اللقطة الأهم من كأس العرب للناشئين التى فاز بها المنتخب السعودى يوم الاثنين قبل الماضى.. كان أشبه بالنحيب منهم من سجد على الأرض ليبلل نجيلة الملعب بدموعه ومنهم من جلس على دكة البدلاء فى مشهد درامى مؤثر للغاية.. بكاء الصغار كان حزنا كمن فقد عزيزا عليه.. وكان معلق المباراة بلال أحمد علام موفقا فى وصف المشهد ونقل من نجم الجزائر السابق عزالدين الميهوبى قوله إن ابناء وطنه يرفضون المركز الثاني.. لقد تعلموا الوقوف على منصات التتويج بالمراكز الأولي. هذه اللقطة المهمة جديرة بالاهتمام وحبذا لو شاهدها أبناؤنا الذين يستعدون للسفر الى طوكيو للمشاركة فى الأوليمبياد الذى ينطلق خلال أيام قلائل.. غرس مبدأ الدفاع عن الكيان.. وهو هنا الوطن.. يجب أن يتعلمه الصغار فى المدارس والملاعب.. أن يتعلموا حب الوطن والدفاع عنه حتى بالروح إذا تطلب الأمر.. وإذا توافرت هذه الصفات فى الرياضى المصرى فلا يقف أمامه شيء يحول بينه وبين التتويج.. ولايمكن التقليل من انتماء رياضيينا وإنما قد يكون بعضهم فقد القدرة والمثل فى بعض مراحل حياتهم خاصة من جانب المدربين والإداريين.. لقد عشنا أياما كان حب الوطن يملأ القلوب ويتنفسه المصريون وعاصرنا المظاهرات فى الجامعات للمطالبة بالحرب بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧.. وكان من الطبيعى أن تنتصر مصر فى أكتوبر ١٩٧٣ بفضل إيمان أبطالنا بقضيتهم العادلة بقدر إيمانهم بوطنية القيادة السياسية فى عهد الرئيس محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام الذى كان يخطط لكيفية دحر العدوان وإعادة الأراضى المغتصبة وتهدئة الشباب الثائر فى كل مكان.. ومن المؤسف أن تكون حقيقة مابعد النصر انفتاحا اقتصاديا غير مدروس ولا محمود العواقب فشعر أغلب الشباب أنهم أصبحوا غرباء فى وطنهم وفقدوا الإيمان به وهم يشاهدون أثرياء الحرب من فئات لم تذق آلام الهزيمة والانكسار ولم يشارك بعضهم فى الحرب.. إننا نحتاج الآن هذه الروح التى تحلى بها أبطال الجزائر الصغار فى المباراة.. ليس فى الملاعب فقط وإنما فى كل الميادين.