«سحر مانشينى» يشعل الاحتفالات بالشوارع الإيطالية

خيبة أمل إنجليزية لضياع لقب اليورو فى عرين الأسود الثلاثة

الجماهير تستقبل لاعبى إيطاليا عقب وصولهم إلى العاصمة روما
الجماهير تستقبل لاعبى إيطاليا عقب وصولهم إلى العاصمة روما

ليلة ساحرة عاشتها الجماهير الإيطالية التي خرجت إلى شوارع العاصمة روما احتفالاً بتحقيق منتخب «الأتزوري» لقب كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2020 بعدما حققت كتيبة المدرب روبرتو مانشيني فوزاً بشق الأنفس على مضيفهم إنجلترا بركلات الترجيح بنتيجة 3-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافى للمباراة التي احتضنها ملعب ويمبلي الشهير بمدينة لندن أمس الأول بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.. وانطلقت الألعاب النارية والموسيقى فى شوارع إيطاليا، ولوح المشجعون السعداء بالأعلام وغنوا فى أمسية حارة بعد المباراة النهائية.

 


وأشاد الإيطاليون بمدرب منتخبهم الوطني روبرتو مانشيني لقيادته «الأتزوري» للخروج من أعماق خيبة الأمل عندما فشل الفريق فى التأهل لكأس العالم 2018 فى روسيا، وقيادتهم إلى لقبهم الأول فى بطولة أوروبا منذ عام 1968.. وقال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا فى بيان رسمي: «نحن ممتنون للغاية إلى روبرتو مانشيني واللاعبين الذين مثلوا إيطاليا بشكل جيد وشرفوا الرياضة».


وتفجرت السعادة من شمال إلى جنوب البلاد بعد ركلة الترجيح الأخيرة التي أنقذها حارس إيطاليا جيانلويجي دوناروما من بوكايو ساكا، واحتشد المشجعون فى ساحة دومو بوسط مدينة ميلانو وأطلقت السيارات أبواقها فى نابولي، وتجمع المشجعون للاحتفال أيضا فى جيسي، وهي البلدة التي ينحدر منها مانشيني فى وسط إيطاليا.. ويعتبر هذا أول لقب كبير تحققه إيطاليا منذ فوزها بكأس العالم 2006، وتعرض إلى خسارة ثقيلة أمام إسبانيا فى نهائي بطولة أوروبا 2012.

 


وقابلت إيطاليا، التي عانى شعبها كثيرا خلال أزمة فىروس كورونا والركود الاقتصادي العميق الناجم عن القيود، الانتصار بأمل وارتياح.. وقال جيوفاني مالاجو رئيس اللجنة الأوليمبية الإيطالية «منحونا ليلة ساحرة».
وعادت بعثة المنتخب الإيطالي صباح أمس إلى روما برفقة كأس أوروبا التي حصل عليها فى استاد ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن، وهبط أبناء مانشيني فى مطار فيوميتشينو، حيث استراح أفراد المنتخب لبضع ساعات قبل سلسلة من اللقاءات الرسمية مع مسئولين سياسيين فى البلاد كان فى مقدمتهم رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء ماريو دراجي.. الجدير بالذكر أن ماتاريلا حضر المباراة النهائية فى ويمبلي، كما فعل الرئيس الأسبق ساندرو بيرتيني، عندما توج «الأتزوري» بكأس العالم 1982 وكارلو أزيليو تشامبي فى خسارة كأس أمم أوروبا عام 2000، قبل أن يخرج اللاعبون للاحتفال مع الجماهير الإيطالية باللقب.

 


على الجانب الآخر، خيبة أمل كبيرة وحسرة ملأت أرجاء الشوارع الإنجليزية وغلب البكاء وانهمرت عيون المشجعين الإنجليز فى مدرجات ملعب ويمبلي وخارجها بالدموع بعدما فشل أبناء المدرب جاريث ساوثجيت فى اقتناص اللقب الأوروبي الأول فى تاريخ المنتخب الإنجليزي، إلا أن النقاد الرياضيين الإنجليز أشادوا بلاعبي فريقهم بعد المباراة النهائية.. وقال آلان شيرر مهاجم إنجلترا السابق عقب خسارة لقب «يورو 2020»: «كرة القدم لعبة قاسية جداً فى بعض الأحيان. هؤلاء اللاعبون قدموا أداء بطولياً لمدة شهر، ومن المخجل أن يتعرضوا إلى مثل هذا الموقف».

 


وعانى بعض لاعبي منتخب إنجلترا من التعرض لإهانات عنصرية فى الساعات الماضية، عقب خسارة نهائي اليورو أمام إيطاليا، وتعرض ثلاثي المنتخب الإنجليزي، ماركوس راشفورد وجادون سانشو وبوياكو ساكا، لإساءة عنصرية على مواقع التواصل، بعد فشلهم فى تسديد ركلات الترجيح أمام الطليان.. وأصدر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بيانًا أمس أدان فيه الإهانات العنصرية التي تعرض لها اللاعبون، بعد الهزيمة أمام «الأتزوري».وقال البيان: «اتحاد الكرة يدين بشدة جميع أشكال التمييز والتفرقة، ويشعر بالذهول من العنصرية التي استهدفت بعض لاعبي المنتخب على وسائل التواصل».. مضيفاً: «لا يمكننا أن نكون أكثر وضوحًا فى القول، إن أي شخص وراء مثل هذا السلوك المثير للاشمئزاز، غير مرحب به لمتابعة الفريق».

 


كما أوضح بيان الاتحاد الإنجليزي:» سنفعل كل ما فى وسعنا لدعم اللاعبين المتضررين، ونحث على تطبيق أقصى عقوبة ممكنة على أي شخص مسئول».. يُجدر بالإشارة إلى أن الشرطة البريطانية أكدت أنها ستحقق فى الرسائل التي أرسلها البعض للاعبين.