المهاجرون ورقة بيلاروسيا للانتقام من الاتحاد الأوروبى

٫
٫

■ مرام عماد المصرى

فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات اقتصادية قاسية على بيلاروسيا، التى ردت بقرار تعليق التعاون مع الأوروبيين حول قضايا التهريب والهجرة غير الشرعية. بعدها اتهمت ليتوانيا جارة بيلاروسيا، الدولة العضو فى الاتحاد الأوروبى حكومة مينسك باستخدام المهاجرين كورقة ضغط على الأوروبيين لتحقيق مكاسب سياسية..واتهمت ليتوانيا بيلاروسيا بنقل مهاجرين من الخارج لإرسالهم إلى الاتحاد الأوروبى، قائلة : إنها ستقيم حاجزًا على الحدود وتنشر قوات لمنعهم من العبور بشكل غير قانونى إلى أراضيها.


وكانت بيلاروسيا قد قررت السماح للمهاجرين بالعبور إلى ليتوانيا ردًا على العقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى عليها بعد أن أجبرت طائرة تابعة لشركة ريان إير على الهبوط على أراضيها وذلك لاعتقال صحفى بيلاروسى معارض كان على متنها..
وقالت ليتوانيا إن المئات عبروا فى الأيام الأخيرة، واستدعت وزارة الخارجية رئيس سفارة بيلاروسيا لمطالبة مينسك بإنهاء تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وقالت رئيسة الوزراء الليتوانية إنجريدا سيمونيتى إن ليتوانيا ستتخذ إجراءات لمنع المهاجرين من عبور الحدود من خلال زيادة الدوريات وبناء حاجز. كما ستبنى معسكرًا لأولئك الذين وصلوا بالفعل.


واكد مسئول بالاتحاد الأوروبى أن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون الخطوات التالية فى اجتماع مقرر بعد أن طلبت ليتوانيا إجراء مناقشة. ومع ذلك حذر من أن الاتحاد الأوروبى ضد الأسوار بشكل عام وبالتالى من غير المرجح أن تدعم بروكسل علنًا ليتوانيا على الحاجز الحدودى.
وعبر ما مجموعه 779 مهاجرا غير شرعى الحدود البيلاروسية الليتوانية فى الأيام السبعة الأولى من يوليو، مقارنة بـ 636 خلال الأشهر الستة الأولى من العام، وفقا لمكتب حرس الحدود. لم تستقبل ليتوانيا أكثر من 104 مهاجرين سنويًا خلال الفترة 2018-2020.


وقال رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل فى وقت سابق إن الاتحاد الأوروبى «يتحدث بصوت واحد» فى إدانة قرار بيلاروسيا بالسماح للمهاجرين غير الشرعيين بالعبور إلى ليتوانيا ردًا على عقوبات الاتحاد الأوروبى.
من جانبه، قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أنه «إذا اعتقد البعض أننا سنغلق حدودنا مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا وأوكرانيا ونصبح معسكراً للأشخاص الفارين من سوريا وأفغانستان وإيران والعراق وليبيا وتونس فهم مخطئون»، مضيفاً «لن نحجز أى شخص فهم يأتون ليس إلينا ولكن إلى أوروبا المستنيرة والدافئة والمريحة».
وأرسل الاتحاد الأوروبى حراساً من وكالة الحدود التابعة له إلى حدود ليتوانيا فى محاولة منه للتعامل مع أزمة المهاجرين
وكان الاتحاد الأوروبى فرض عقوبات اقتصادية بعيدة المدى على بيلاروسيا بسبب حادثة طائرة الركاب وطريقة تعاملها مع المظاهرات المناهضة للحكومة العام الماضى عند إعادة انتخاب «لوكاشينكو» لولاية سادسة.


وأعلنت الحكومة الليتوانية حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد حيث وصل تدفق المهاجرين القادمين من بيلاروسيا إلى حوالى 150 فى اليوم ووصف لوكاشينكو رد فعل ليتوانيا بأنه «متذمر» وقال إنه لن يسمح للاتحاد الأوروبى بإعادة الأشخاص غير المؤهلين للحصول على اللجوء إلى بيلاروسيا.
وجاء رد لوكاشينكو فى نفس اليوم الذى حكمت فيه المحكمة العليا فى البلاد على السياسى المعارض فيكتور باباريكو، الذى كان يخطط لتحدى لوكاشينكو فى الانتخابات الرئاسية العام الماضى، بالسجن 14 عامًا.
وباباريكو، وهو مصرفى كبير سابق قام بجمع أكثر من 430 ألف توقيع لدعم ترشحه للرئاسة، وهى أكثر من 100 ألف توقيع مطلوبة للحصول على بطاقة الاقتراع. وشكل ذلك تحديا محتملا للوكاشينكو، الذى يحكم بيلاروسيا منذ عام 1994.. واتهم لوكاشينكو الاتحاد الأوروبى بشن «حرب» على بيلاروسيا، ردًا على العقوبات الأخيرة التى فُرضت فى أواخر يونيو.
وقال: «إنه خروج على القانون وابتزاز على نطاق دولي». «مهما يتطلب الأمر، علينا أن نتحملها.»
كما أصدر لوكاشينكو تعليمات للحكومة بتقييد العبور إلى الاتحاد الأوروبى عبر بيلاروسيا إلى روسيا والصين.
فى مايو، حظرت بيلاروسيا استيراد المنتجات التى تصنعها شركة سكودا التابعة لشركة فولكس فاجن، وكذلك الشركة الألمانية لزيوت المحركات ليكوى مولى، وشركة بيرسدورف الألمانية متعددة الجنسيات للعناية بالبشرة.
وكان ذلك انتقاما من تلك الشركات التى رفضت رعاية بطولة العالم لهوكى الجليد هذا العام فى بيلاروسيا، والتى ساهمت فى قرار الاتحاد الدولى لهوكى الجليد بسحب حقوق استضافة مينسك للبطولة.