«أنا النقيب».. صراع ساخن على صوت الفلاح

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

محرم الجهينى

- 4 نقباء يتنازعون الكرسي.. ومصير المزارع فى مفترق الطرق
- وزير الزراعة: حتى الآن لا يوجد نقيب للفلاحين.. ومجلس النواب لم يوافق على قانون النقابة الموحد


 
بعد الأحداث التي شهدتها مصر خلال يناير 2011؛ ظهرت عدد من النقابات المستقلة لفئات المجتمع، ونخص بالذكر هنا «نقابة الفلاحين» والتى أسسها الراحل محمد عبدالقادر والذى شارك فى لجنة الـ50 لإعداد الدستور المصري الجديد، لكن وافته المنية على إثر حادث تعرض له، ومن هنا كثر من يدعى أنه نقيب للفلاحين، قد يكون البعض منهم من قدم بالفعل خدمات للفلاحين، والبعض الآخر يسعى لاستخدام هذه الصفة لتسهيل الحصول على مكاسب خاصة به وبمساعديه والآخر من قبيل الوجاهة الاجتماعية.

فى البداية وبعد رحيل أول نقيب للفلاحين بدأ الصراع يشتعل لخلافة النقيب الراحل من أعضاء مجلس النقابة، وفى 11 نوفمبر 2013 تم إجراء انتخابات على مقعد النقيب بين المرشحين محمد العقارى وأسامة الجحش، ووفقاً لمحضر الفرز ولجنة الإشراف القضائي من مجلس الدولة على انتخابات النقابة، تم إعلان فوز محمد العقارى بمنصب نقيب الفلاحين تحت رقم 466-2 لسنة 2011، ولكن ذلك لم يرضٍ أسامة الجحش وقام بإنشاء نقابة الفلاحين بقيادته وبذات رقم 466-2 لسنة 2011 وبعد فترة قام "الجحش" بغلق مقر النقابة واعتزل العمل العام لتعرضه لعدد من المشاكل.

نقابة الفلاحين الأولى

نقابة الفلاحين الأولى يديرها محمد العقارى، الذى أكد أنه النقيب الوحيد المدون مهنته ببطاقة الرقم القومى، أنه نقيب عام الفلاحين لذا فإنه يتواصل مع المسؤولين لحل مشاكل الفلاحين بعيداً عن الأضواء والشهرة، كما أنه قام بتوقيع بروتوكول في عام 2018 مع المهندس عاطر حنورة رئيس شركة الريف المصري لمنح النقابة 1400 فدان في منطقة المنيا لاستصلاحها، وكذلك بروتوكول تعاون بين النقابة وجامعة الأزهر بجانب عقد بروتوكولات مع عدد من المراكز الصحية بالمحافظات لعلاج الفلاحين بتخفيض فى الأسعار، وتم حل مشكلة الفلاحين المتعثرين مع البنك الزراعى من خلال المبادرة الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى.

نقابة الفلاحين الثانية

يترأسها حسين عبدالرحمن الشهير بأبوصدام، حاصل على ليسانس حقوق وكان يترأس المجلس الأعلى للفلاحين، بجانب أنه كان يشغل الأمين العام لنقابة الفلاحين، وسرعان ما نجح "أبوصدام" فى الاتفاق مع عدد من أعضاء النقابة التابعة للجحش، بعد أن ترك "الجحش" منصب النقيب وتم عقد جمعية عمومية طارئة تم فيها تنصيب "أبوصدام" نقيبًا للفلاحين بالنقابة الثانية وأيضاً تحت رقم 466-2 لسنة 2011 وتم نقل مقر النقابة إلى شارع صبرى أبوعلم، وتضم النقابة التابعة له حوالي 20 نقابةً فرعية في جميع محافظات الجمهورية، بجانب أنه كان دائم الظهور في الفضائيات للتحدث فى شؤون الزراعة والفلاحين وطالب أبوصدام بسرعة الانتهاء من إصدار قانون موحد لنقابة الفلاحين، ويتم جمع هذه النقابات في نقابة مهنية واحدة تدافع وترعى مصالحهم.


فيديو البطيخ


وخلال الأيام الماضية نشبت أزمة بين أبوصدام ووزارة الزراعة، بسبب نشره أحد الفيديوهات عن محصول البطيخ، يفيد فيها أنه تعرض لرشة بمبيدات سامة أثناء انعقاد مهرجان للبطيخ بالغردقة، وتسبب فى أزمة فى الأسواق مما دعى الوزارة لنشر تأكيد على أن المنتجات الزراعية المصرية فائقة الجودة وآمنة ويتم سحب عينات من الأسواق لتحليلها بالمعامل التى تمتلكها؛ حيث حققت صادرات المنتجات الزراعية المصرية ارتفاعًا كبيرًا عن الأعوام الماضية للأسواق العالمية.


النقابة الثالثة للفلاحين


 والنقابة الثالثة للفلاحين تحت مسمى نقابة الفلاحين والمنتجين الزراعيين، ونقيبها هو المهندس فريد واصل نجل شقيق المفتى الأسبق الدكتور فريد واصل وهو مهندس زراعى، والنقابة هى صاحبة أهم المشروعات فى الوسط الزراعى؛ حيث حملت على عاتقها تأسيس نقابة مهنية تضم جميع العاملين والمنتسبين للمجال الزراعى، وتضم جميع الكيانات المستقلة التى تتحدث باسمه لضمان حصول الفلاح على المزيد من الخدمات التى تساعده فى تحسين أحواله وتزيد من إنتاجية محاصيله الزراعية، وتمت مناقشة مشروع قانون النقابة أمام جميع الجهات المعنية، كما اهتمت النقابة العامة للفلاحين والمنتجين الزراعيين، بجميع القضايا التى يعانى منها الفلاح البسيط، وتم مناقشتها مع مسؤولى الحكومة، واستطاع أن يصل إلى حلول جادة ومرضية، ومنها توفير الأسمدة اللازمة، والإرشادات الزراعية التى أنقذت الكثير من المحاصيل الزراعية قبل إتلافها.


جدير بالذكر أن النقابة العامة للفلاحين والمنتجين الزراعيين اهتمت بمواجهة الشائعات التى روجها البعض لإحداث البلبلة، والتي كان آخرها شائعة البطيخ المسرطن؛ حيث واجهتها النقابة بشدة لعدم الإضرار بالاقتصاد الوطني لما لها من مخاطر على الصادرات الزراعية بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل وزارة الزراعة وجهاز حماية المستهلك.


النقابة الرابعة للفلاحين


أما النقابة الرابعة تحت مسمى نقابة الفلاحين الزراعيين ونقيبها محمد عبدالستار، الذى تولى أمور النقابة خلفًا لعماد أبوحسين، الذى تم إقالته، وقال عبدالستار إن النقابة تم إنشاؤها منذ عام 2013 وأنه يسعى لعقد لقاء مع وزيري الزراعة والتموين لتطبيق قانون الزراعة التعاقدية لخدمة الفلاحين، مشيراً إلى أنه يتمنى أن يتم خروج قانون نقابة الفلاحين للنور حتى يمكن تبادل الآراء مع المسؤولين.

لا يوجد نقيب للفلاحين


وحول النزاع بين النقابات المختصة بالفلاحين، قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي إنه حتى الآن لا يوجد نقيب للفلاحين لأنه لم يتم موافقة مجلس النواب على قانون نقابة الفلاحين الموحد، مشيراً إلى أنه يتعامل مع جميع الفلاحين لحل مشاكلهم بلا أى صفة نقابية لهم، وإن الوزارة لا تقدم أى مزايا أو منح تحت أى مسمى غير قانونى أو رسمى لمن يدعون أنهم نقباء للفلاحين وأن الاتحاد التعاوني الزراعي هو الممثل القانوني للفلاحين حتى الآن.

اقرأ أيضا | «نقابة الفلاحين» تعلن انتهاء أزمة توريد البنجر