خبراء علم نفس لـ«بوابة أخبار اليوم»: «الطالب الغشاش ضحية مجتمع»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"من غشنا فليس منا".. رغم تربيتنا على هذا الحديث الشريف، إلا أن ظاهرة الغش في امتحانات الثانوية العامة هذا العام تلقي بظلالها، فلم يعد الغش يكمن في استراق النظر من أوراق امتحان الغير، أو إعداد قصاصة ورقية معدة مسبقا "البرشام"، بل تعدى الأمر وتجاوز التفكير في أساليب حديثة تواكب العصر التكنولوجي.

وبدأ البعض يتجه إلى الغش عن طريق الهاتف المحمول، وسماعات البلوتوث ، وتصوير الامتحان من داخل اللجان وتداوله على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تلقي اجابات الأسئلة، ففي خلال يومين فقط من امتحانات الثانوية العامة استطاعت وزارة التربية والتعليم ضبط 23 طالبا يقومون بالغش من خلال الهاتف المحمول وتصوير الامتحانات وتداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تلقي الإجابات والغش خلال عقد اللجان، وآخرين استخدموا سماعات بلوتوث في الغش.

"بوابة أخبار اليوم"، حاولت التعرف على شخصية غشاشي الثانوية العامة، وهل هو سلوك عابر أم سلوك مترسخ في الشخصية أم ضحية مجتمع؟.. يجيب عن تلك الأسئلة الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية والتربية وطرق التدريس.

وقالت: "في البداية الطالب الذي يكون لديه استعداد للغش هو ضحية مجتمع لأسباب كثيرة، أهمها أن الطفل في مرحلة النشء يكتسب طاقته الإيجابية او السلبية من تصرفات الأسرة ذاتها، حيث إن المنزل يعد الملتقى الأول والأخير لاستقبال أي طاقة سلبية أو إيجابية، حيث إنه البيئة المحيطة الأولى بالشخص نفسه".

وأضافت: "على سبيل المثال الطفل يقلد الأب أو الأم في كل التصرفات، فلو وجد أن الأب أو الأم ليس لديهم الضمير الكافي أو الأمانة الكافية لمواجهة اي مشكلة وحلها دون ضمير، فمن الطبيعي أن يكتسب الطفل منهم ذلك ويعمل علي ممارستها".

وقالت: "السبب الثاني يتمثل في ضغوط الاسرة على الطالب سواء بالتهديد أو المقارنات غير العادلة بين الطلاب، ما يسبب خوفًا خوف شديدا لدى الطالب تجعله يصر على تحقيق المكتسب المطلوب منه بأي شكل حتى لو بشكل خاطئ فيلجأ إلى مبدأ الغش".

وتابعت: "السبب الثالث يكمن في معاناة الطفل من اضطراب شخصية او نفسية، فيلجأ لأي أسلوب من الأساليب مثل مبدأ السرقة مثلا، ليحصل علي حق ليس من حقه، فبالتالي عندما يلجأ للغش فهو ليس من اجل النجاح في الامتحان ولكن لأنه يريد الحصول علي مجهود غيره".

وقالت: "للأسف مبدأ الغش هو مبدأ سيئ للغاية، وللأسف لم نستطع كأسرة مصرية أن نجعل الطفل دائما يكتسب الأمانة، ويكتسب الضمير"، لافتة إلى أن عدد من الأشخاص بالمجتمع يعانون من ثقافة سيئة للغاية وهي عدم احترام الفروق الفردية بين بعضنا البعض".

وتابعت: كأسرة أو أم مصرية مش قادرة أوصل لابني فكرة ازاي يحترم قدراته، يعني لو انا موصلة لابني إن قدراته توصله للالتحاق بكلية الفنون التطبيقية مثلا فلن يسعى للغش حتى يصل لكلية الطب أو الهندسة، من كليات القمة لأنه سيفشل، وهذه فكرة سيئة للغاية وهي فكرة غريبة".

ووجهت رسالة لجميع أهالي طلاب الثانوية العامة، قائلة: "نحترم قدرات أولادنا ومنضغطش أكثر من اللازم، حيث إن الضغط النفسي لا يجلب عليهم إلا الطاقة السلبية التى ستنعكس بشكل سلبي"، مع تجنب أى مقارنات سيئة.

من جهته، حلل الدكتور ابراهيم مجدي استشاري الطب النفسي بعين شمس، شخصية غشاشي امتحانات الثانوية العامة، حيث قال إن الغشاش هو سيئ السلوك في كل شيء، حيث إنه يعاني من خلل في السلوكيات تقوده للغش مما يترتب عليه اعتياده على الكذب والميل للغش في الامتحانات، مما ينمي لديه شعور السطو على حقوق الغير.

وتابع: "ليس شرطا أن يكون (أهله) من يدفعوه للغش، ولكن على الجانب الآخر يوجد بعض الأهالي وراء هذا السلوك السيئ ليصبح سلوكه في الغش مكتسبا من تشجيع الأهل له في ذلك، ضاربا مثالا على ذلك: "ولي امر يقول لابنه عقب خروجه من الامتحان غشيت ولا لأ، أو لو غشيت من صاحبك سؤال ولا اتنين معرفتش تجاوب عليهم"، مشددا على ان هذا الأمر سلوك يدفع الطالب بطريق غير مباشر لارتكاب السلوك الخاطيء كالغش.

وأكد: "بعض الأهالي يزرعون في الأبناء سلوكيات خاطئة كالغش في اعتقاد أنهم سيلتحقون بكليات القمة، لكن في النهاية سيتخرج دكتور غشاش يضحك على المرضى أو مهندس غشاش، وبالتالي التربية الخاطئة يتود ولد عاق وسوء سلوك انحرافي وعدم وجود وازع ديني يكون سببا في تكوين سلوك الغش".