مصرية أنا

قراءة فى جلسة مجلس الأمن

إيمان أنور
إيمان أنور

بعد متابعتى الدقيقة للجلسة الطارئة التى عقدها مجلس الامن الخميس الماضى لمناقشة ازمة سد النهضة الاثيوبى ..والتى ضمت ١٥ عضوا واستغرقت نحو ساعتين ونصف الساعة .. استخلص الآتى :
إننا فى عالم تحكمه المصالح.. والمصالح وحدها فقط..
إن كل ما يقال حول مفاهيم العدالة والمساواة فى المجتمع الدولى هى مجرد شعارات لا أكثر ولا أقل .
إننا نعيش فى مجتمع لاوجود فيه للضعيف .. أما القوى كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل " محدش يقدر ياكل لقمته " .
إن حققك لن يمنحه لك أحد.. ولن يقدم لك على طبق من ذهب .. وإنما كل صاحب حق عليه أن يسعى إليه وبكل قوة.. إنه من الممكن أن تستمع إلى مجاملات وكلمات إطراء وشجب وإدانة .. قل كما تشاء .. ولكن عند الجد ما حك لحمك مثل ظفرك .. كلام تانى خالص ..

إنه بالرغم من يقينى أن جلسة مجلس الأمن لن تؤخر أو تقدم وذلك لمعرفتى عن قرب بمنظمة الأمم المتحدة والتى اجتزت بها منحة فى نيويورك استمرت عاما كاملا أعطتنى فرصة كاملة للعيش بين طرقاتها والتعرف على منظماتها ومجلسها الموقر ودراسة ميثاقها وروتينها.. تبينت خلالها أنها مجرد مظلة أو مسمى لتجمع دولى تحكمه مصالح وتوازنات بين الدول الكبرى وعلاقاتها ومصالحها بالدول الاقل قوة ثم الدول النامية .. أقول رغم أن جلسة مجلس الأمن بدت سلبية إلا أنه كان لابد من انعقادها وذلك لصالح كل من مصر والسودان .. أولا لتظهر كل الأطراف على حقيقتها دون مواربة ..

فجاءت كلمات المتحدثين معبرة عن مواقفهم وهوما يدعو مصر الى إعادة حساباتها وتقييم علاقاتها.. وثانيا أنها كانت فرصة ذهبية لمصر لكشف أوراق اللعبة أمام المجتمع الدولى .. وثالثا حتى لا يلومن العالم مصر التى صبرت وتحملت الكثير من المراوغة والتسويف والتعنت والصلف من الجانب الاثيوبى فى قضية وجودية تمثل حياة أو موت لأكثر من مائة مليون مصرى والتى عبر عنها وزير الخارجية السيد سامح شكرى فى كلمته القوية الرائعة .

علينا اذن الانتظار .. لنرى التقرير الذى سيصدر عن الجلسة بعد المشاورات التى تجرى حاليا خلف الأبواب المغلقة بين الأطراف المعنية والذى نأمل أن يكون فى صالح مصرنا الغالية .

أثق ثقة لامثيل لها فى رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى الثاقبة وأفوضه فى كافة القرارات التى يتخذها .