الصراع السنوى بين المايوهات

«البوركينى» يهزم «البكينى»!السياحة تنهى الجدل وتحذر الفنادق والمنتجعات: منع المحجبات من نزول حمام السباحة غير قانونى

«البوركينى» يهزم «البكينى»
«البوركينى» يهزم «البكينى»

كتبت: ياسمين عبدالحميد 

لسنا فئة مُختلفة عنكم، ولا درجه ثانية، وليس من حق أى شخص أن يحكم علينا بما يصح وبما لا يصح فعله، المحجبة امرأة شأنها شأن غيرها من النساء، غير مقبول إجبارها على فعل شيء ضد معتقداتها وأفكارها.. هكذا تحدثت معظم الفتيات اللاتى تعرضن لتعنيف بسبب حجابهن سواء عن طريق رفضهن فى العمل أو إجبارهن على خلعه أو عدم تواجدهن بأماكن بها غير محجبات كونهن يسئن للمنظر العام. 
تحولت الأزمة من ارتداء الحجاب بشكل عام إلى ارتدائه كزى فى البحر «المايوه الشرعى» أو ما يطلق عليه «البوركينى»، فهو لا يختلف كثيرًا عن المايوه العادى، نفس الخامة ونفس المواصفات، والفرق الوحيد هو المساحة المغطاة من جسم الفتاة.
تصدرت تلك المشكلة صفحات السوشيال ميديا مؤخرًا بسبب  فيديو لفتاة عشرينية تدعى دينا هشام، هى ابنة استشارية العلاقات الزوجية، الدكتورة هبة قطب، وتعمل الفتاة كخبيرة تجميل، بثت الفيديو عبر إنستجرام  ولاقى عددا كبيرا من المشاهدات، حيث كانت فى حالة انهيار تام وبكاء بسبب ما تعرضت له نتيجة ارتدائها المايوه الشرعى حسب قولها، وعرضت دينا ما تعرضت له أثناء ذهابها لحمام السباحة بأحد الأندية برفقة صديقة لها غير مُحجبة، ففوجئت بمنعها من الدخول أو نزول حمام السباحة بالزى الشرعى للمحجبات.
ووصفت دينا، ما تعرضت له بالتنمر، وروت تفاصيل الموقف قائلة: «ليه مينفعش أنزل عشان محجبة، مش كفاية قهر بقى .. أنا عايشة فى كندا من 10 سنوات، عمرى ما حسيت إنى مش مقبولة عشان حجابى، أو حسيت إن فى ضغط عليا يخلينى أقلع الحجاب».
تساؤلات عدة طرحتها عدد من الفتيات اللاتى تعرضن لمواقف مشابهة وقررن أن ينتفضن على السوشيال ميديا لأنها المُحرك الأقوى والفعال الآن، «لماذا ترفض الأخت غير المحجبة الفاضلة تواجدى معها فى نفس المكان؟.. هل أنا بيئة خصبة للبكتيريا!.. أم أنا نوع من أنواع القوارض السامة التى يجب ألا تقترب من البشر، فمن الواجب عزلى؟.. يمكنها بكل بساطة أن تغض بصرها عنى وتعتبرنى سرابا إن شاءت ويمكنها أيضًا الانشغال بذات أمرها وترك كل شخص فى حاله»، بهذه المقدمة، بدأت باكينام ناصر صاحبة فكرة ومؤسسة صفحة «مش من حقك تمنعنى» للتصدى للأماكن التى تعامل المحجبات بدونية وترفض تواجدهن، حديثها مُضيفة: «الموضوع أصبح سخيفا وخارج نطاق المنطق! فليس مطلوبا منى أن أشرح أو أُبرر سبب رغبتى فى نزول حمام سباحة أو سبب تواجدى فى مكان معين! حقى هو حقك نتعرض نحن المحجبات لأسوأ أنواع الإهانة والاستفزاز عندما يرفض مكان دخولنا». 
أكد عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، هشام الشاعر، أنه لا توجد مادة فى القانون أو فى العرف السياحى، تمنع نزول السيدات المحجبات لحمام السباحة فى الفنادق بالمايوه الشرعى.. وعن شروط نزول المحجبات حمامات السباحة، أوضح أن الحالة الوحيدة التى تجعل إدارة الفندق تمنع نزولهن الحمام، هو أن تكون نوعية الأقمشة المصنوعة منها المايوه غير مناسبة للحمام، ما قد يجعلها تتفاعل مع المياه، بما يؤثر بالسلب على الصحة العامة.
وأرسلت بالفعل وزارة السياحة لغرفة المنشآت الفندقية خطابًا حمل رقم 513، بعدم وجود أية موانع من نزول السيدات اللاتى ترتدين المايوة الشرعى من نزول حمام السباحة بالفنادق والقرى السياحية طالما أنه مصنوع من خامات لا تؤثر بالسلب على الصحة العامة ولا تتسبب فى تغيير خصائص مياة تلك الحمامات.
وأضاف عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية، أن السيدات اللاتى يتم منعهن من نزول حمام السباحة بسبب ارتدائهن البوركينى، عليهن التقدم بشكوى ضد المنشأة الفندقية لدى وزارة السياحة والآثار، حيث سيتم التحقيق فى الواقعة وستصدر عقوبات على الفندق لارتكابه مخالفة فى حق النزلاء.

دينا هشام
كما حذرت غرفة المنشآت الفندقية، كافة الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية التى تمنع مرتديات المايوه الشرعى من نزول حمام السباحة بها، من التعرض للمساءلة لمخالفتها قرارات وزارة السياحة والآثار الصادرة فى هذا الشأن.
الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أكدت أن العنصرية فى المجتمع ليست وليدة اللحظة، والحجاب جزء بسيط جدًا من الممارسات التى نتعرض لها يوميًا. وتؤكد انتشار العنصرية بين أطياف عديدة بالمجتمع، مُشيرة إلى أن التنشئة الاجتماعية تلعب دورًا أساسيًا فى خلق إنسان سوى لا يفرق بين الناس إلا بالعمل والمجهود والمعيار الأول والوحيد هو الإنتاج والكفاءة، والأزمة ستظل مادامت أفكارنا ضد التغيير.
ووجهت رسالة لمن يمارسون العنف ضد المحجبات قائلة: «أطالبهم بمراجعة الدستور جيدًا وخاصة المواد الخاصة بالمواطنة والحريات، ولابد من الرجوع للقانون المدنى وتحديدًا باب الحقوق العينية لمالك العين، المقصود بهم أصحاب الفنادق، وقانون التجارة، وقبل كل هذا مراجعة ضمائرهم ومحاسبة أنفسهم.