حكايات| مشروع في «3 دقائق».. هالة تسدد ديون والدها بـ«ورد ديلفري»

مشروع في «3 دقائق»
مشروع في «3 دقائق»

«ورد وفل وياسمين وتمر حنة».. جملة تعزفها الفتاة هالة وسط خضرة رائحتها عبير بالشارع، وببسمة تنادي بصوتها «تعالى أقطف وردة وازرع بهجة» حكايتها مدفونة وراء خضار الزرع.

من بعيد تراها مليئة بالعفوية والفرحة، وحينما تقترب لتعرف قصتها ترى أشواك الورد كالسيف اقتلع طفولتها واقتطف نعومة أناملها.. أهلا بكم في عالم «نباتات هالة».

تلك اللافتة الموضوعة على تروسيكل مليء بالزرع والورد، تقف طفلة خفيفة الظل، صانعة أجواء من التفاؤل وسط عبير الزهور، تبيع كافة أنواع النباتات وكأنها بنت الورد تمسكه بلين وتبيعه بعطف.

اقرأ أيضا| حكايات| «عرّافين» في كرة القدم.. من الأخطبوط «بول» إلى قطط السرقاط 

هالة الفتاة البارة بوالدها، سرقت الديون طفولتها وتعليمها، وبدأت بمشروع بيع النباتات لتسديد ديون والدها والاستغناء عن حلمها في التعليم للوصول بوالديها وشقيقها الأصغر لبر الأمان هروباً من الديون بالعمل والكفاح.

«حلمي أكمل تعليمي وأسدد ديون بابا».. كلمات كسرت هالة مصطفى محمود ابنة مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة صمتها، لتروي قصتها المدفونة وسط النباتات والزهور.

 

 

 

 

 

 

تحكي هالة: «عندي 15 عاما طلعت من 5 ابتدائي ومكملتش تعليمي.. والدي كان يمتلك محل خردة بالإيجار وخسر به ومن هنا تراكمت عليه الديون، ثم قام بأخذ قروض من البنك ولم يوفها وبدأت تزداد الديون خاصة بعد أن جلب تروسيكل بهذه القروض لأعمامي ولكنهم لم يأخذوه ولم يسددوا ديونه».

وتمضي الفتاة في حديثها: «هنا فكرت كيف أساعد والدي وأنني لابد أن أقف بجانبه وأساعده في تسديد ديونه وأنا ابنته الكبرى، وشقيقي طفل صغير وأمي ربة منزل لم يكن لدى أبى كتف يستند عليه غيري

 

 

 

 

 


وتروي هالة: «بحب الورد جدا وفكرت إني أحول التروسيكل إلى محل نباتات متنقل.. وألهمني الله لهذه الفكرة في 3 دقائق، وعرضها على والدي وقال لي لدى صديق يمتلك مشتل نباتات وبالفعل ذهبت له وعلمني بعض أنواع الورد والنباتات التي يقبل عليها المواطنون لشرائها، خاصة النباتات ذات الرائحة ونباتات الزينة للبلكونات وأشجار الجناين وغيرها».

 

وتضيق: «لكني لم امتلك المال لشرائها فقال لي صاحب المشتل سأعطيك النباتات لتبيعها وسددي من خلالها ثمنها ولكي الربح، فبدأت أجهز محلي الصغير وهو التروسيكل المتنقل وقمت بعمل لافتة مكتوب عليها نباتات هالة، ورتبت عليه النباتات ونظمتها بطريقة ملفتة وجذابة وتنسيق ألوان الزهور ومراعاة الطول والقصر، ونزلت بالشارع والحمد الله يرزقني الله والناس بيشتروا مني، ووالدي عمل بإحدى العمارات ونجمع المال لتسديد القروض المتراكمة علينا».

 

 

 

 

 


وتختتم بائعة الورد: «أعمل يومياً من الساعة 3 عصراً وحتى الـ 10 مساءً، ولم أقف بمكان واحد ولكني اتنقل من الشوارع على حسب الزبائن، وأسعاري في متناول الجميع ونباتاتي رائحتها عطرة وألوانها زاهية، ولذلك يحبها الزبون ويقبل على شرائها.. ونصيحة للشباب مفيش حاجة اسمها مستحيل وطول ما أنت عندك طموح وبتحلم هتوصل وهتحقق أحلامك».