في عيد ميلاده.. العازف العالمي «حمزة علاء الدين» المجهول لدى المصريين

العازف العالمي حمزة علاء الدين
العازف العالمي حمزة علاء الدين

يصادف اليوم ذكرى ميلاد العازف العالمي حمزة علاء الدين.

ولد حمزة في قرية توشكى النوبية بمحافظة أسوان عام 1929، واضطر للهجرة مع أسرته بعد غرق قريته على إثر التعلية الثانية لخزان أسوان عام 1933.
وبعد أن استقر حمزة، التحق بجامعة القاهرة ليدرس الهندسة الكهربية، وبعد التخرج التحق بالعمل ضمن خطوط السكك الحديدية.


ولكن بسبب شغفه بالموسيقي التحق بمعهد «إبراهيم شفيق للموسيقى»، ودرس الموشحات، ثم التحق بمعهد الموسيقي العربية، لدراسة آلة العود والموسيقى العربية، ولتفوقه العلمى حصل على منحة دراسية لروما لمدة 4 سنوات، بمعهد سانتشيليا في سانت سيسيليا، وعقب عودته لمصر عمل مدرسًا في مدرسة عنيبة بأسوان.


ولكن حمزة لم يكتفى بذلك بل أراد أن يعبر بالموسيقى عن محنة الشعب النوبي النازح، فتواصل مع معهد ليوناردو دافنشي بالقاهرة "المركز الثقافي الايطالي حاليا" .


وقام بتطوير أشكال موسيقية جديدة وأدخل الموسيقى النوبية في التركيب الفنى الجمالى للموسيقى العربية الكلاسيكية، مما فتح أمامه الطريق للعالمية، حيث شارك في حفل الامم المتحدة الذى حضره أمين عام المنظمة، بالولايات المتحدة الأمريكية.


بصوته الشجى الحزين وعوده المشدود ودفه الذي يحكي معاناته واشتياقه لوطنه توشكى،التى نشأ فيها، كان ذلك دافعًا في أن يكرس كل حياتهوجهوده وأعماله للحفاظ على التراث النوبي، وتوثيق أشكاله وقيمه وإظهار جماله، وبالاضافة الى مهارته في دمج السلالم الموسيقية مع الغناء النوبي وربطهما بالموسيقى الشرقية، كل ذلك ساعده في شق طريقه نحو العالمية.


وجد حمزة الحب والتقدير من الجمهور الغربي الذي أحب صوته وموسيقاه، حيث وصفه الجمهور بأن هناك شيئًا في صوته ومسيقاه يلمس الروحويهيم بهم في عالم أخر دون عوائق. لدرجة أنه ساهم في اعتناق الكثير منهم الدين الاسلامى.


ثم حدثت له نقلة كبيرة، حين عرضت عليه الحكومة اليابانية منحة لتدريس علم الموسيقى في احدى أكبر جامعات طوكيو، وهناك أقام حمزة قرابة العشرة أشهر، وتزوج من فتاة يابانية تدعى "نبرا".


كما أتيحت له الفرصة ليعزف مع أشهر الفرق الموسيقية، ووضع لها بعض المعزوفات.

 

وفي أحد الحوارات حين سُأل عن العود أجاب: أشعر أن العود يعبر عن لهجة النوبة، لقد عزفت للناس في قريتي وكانوا مفتونين، ولكن أنا الآن موسيقي نوبي أعزف للعالم.

 

توفى حمزة علاء الدين في 22 مايو عام 2006 على أثر مضاعفات حدثت له بعد إجراء عملية جراحية في المرارة بأحد المستشفيات ببيركيلى بكاليفورنيا وسط اهتمام إعلامى كبير بوسائل الأعلام الأمريكية واليابانية وتجاهل تام من وسائل الأعلام المصرية.


 وقد صنفته نيويورك تايمز من أعظم العازفين على آلة العود.

أما لوس أنجلوس تايمز فلقبته بـ "والد الموسيقى النوبية" الذي ساعد على نشر ثقافة وطنه في العالم.