«امبراطورية ميم» .. نصف قرن من الابداع  

فيلم امبراطورية ميم
فيلم امبراطورية ميم



خمسون عاما مرت على إنتاج فيلم " امبراطورية ميم " الذي أنتج عام 1972، يشعرك بمرور العمر باسترجاع ذكرياتك معه بجانب أبطال الفيلم الذين تغيرت ملامحهم مع مرور الزمن، بجانب من وافتهم المنية مثل الفنانة فاتن حمامة ، لم يكن مجرد فيلم بل أحداث تعايش معها المجتمع المصري حتى أصبحت جزءا منه، يمثل فيلم “إمبراطورية ميم” إضافة حقيقية الى مسيرة بطلته فاتن حمامة، ومخرجه حسين كمال، وكل المشاركين فيه، كما أنه أحد أفضل مشاركات نجيب محفوظ في العمل على قصة كتبها إحسان عبد القدوس، دور محفوظ هو إعداد القصة للسينما، وعمل التغييرات اللازمة على قصة إحسان، التي كانت تمنح البطولة لأب يتمرد أولاده على سلطته، فتحولت الحكاية في الفيلم الى قصة أم وأولادها، بما يناسب فاتن حمامة، وتطلب ذلك الكثير من التفصيلات، ومن العلاقات، ومن الأفكار التي تعمق مستويات القصة ذات المغزى السياسي والاجتماعي. ورغم أن قطاعات واسعة من الجمهور، ما زالت تستقبل الفيلم حتى اليوم باعتباره عملا اجتماعيا أسريا بسيطا، عن حيرة أم في تربية أولادها الستة، وما زالت تستمتع في هدوء بمواقف طريفة نسجت ببراعة، سواء فيما يتعلق بصدامات الأم والأبناء، أو فيما يتعلق بقصة حب جديدة تعيشها الأم التي تجاوزت سن الشباب مع عريس جديد في مثل عمرها، إلا أن الكثيرين أيضا يستلفت نظرهم حوارات الأم بالذات مع ابنها الأكبر مصطفي (سيف الله أبو النجا)، ويتوقفون طويلا أمام أغرب فكرة عائلية، وهي مطالبة الأبناء بانتخابات حرة لاختيار الشخص الجدير بإدارة الأسرة، ويتعجبون أيضا أمام فكرة ترشح الابن الأكبر أمام أمه للفوز بمنصب القيادة، ثم اختيار الجميع للأم كقائدة للعائلة، ولكن هذه المرة بالانتخاب، وليس بسبب علاقة الدم القدرية. الحقيقة أن المستوى الاجتماعي، والمغزى السياسي، يندمجان معا في سبيكة متماسكة واحدة، ولا شك عندي أن محفوظ قد استوعب مغزى حكاية إحسان القصيرة، وأعجبه أكثر أن المعادل الموضوعي للفكرة قد وجد ضالته في وعاء العائلة أو الأسرة، وبالتالي يمكن أن يمتد هذا المعادل المرن الى نهايته، وأن يستوعب مناقشات أولاد متمردين يمثلون جيلا قلقا ومختلفا، يريد أن يحقق ذاته، وأن يناقش كل شئ، بل ويريد أن يختار، وأن يفكك علاقات السلطة والإدارة، كما أنه معادل ذكي يستوعب، في نفس الوقت، تفصيلات عاطفية وإنسانية حاضرة في علاقة الأم بأبنائها، وفي وجوه المرأة المختلفة كأم، وكصاحبة مهنة، وكأنثى لم يمت قلبها بعد، ولم تتوقف عن الحب ، ويعتبر فيلم إمبراطورية ميم هو الظهور الوحيد للفنان سيف أبو النجا الشقيق الأكبر للفنان خالد أبو النجا حيث اعتزل بعدها واتجه إلى الاعمال الحرة وتزوج سيف من الفنانة نجلاء فتحي وانجب منها ابنتهما الوحيدة ياسمين لينفصلا بعد زواج دام خمس سنوات وقصة حب عنيفة انتهت بالطلاق قبل أن تتزوج نجلاء فتحي الإعلامي الراحل حمدي قنديل .