مركز بحوث وتطوير الفلزات.. معدات صناعية وبحثية لا مثيل لها في مصر

جانب من الجولة
جانب من الجولة

أيمن حبنة
قامت «الأخبار المسائى» بجولة فى مركز بحوث وتطوير الفلزات، بمقره فى التبين جنوب حلوان، والذى يترأسه الدكتور عماد عويس وقد أنشئ بهدف تطوير المنتجات والعمليات الإنتاجية، وإحلال الواردات ببدائل محلية وتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية ومصادرها الثانوية وإثراء المعرفة العلمية في مجال علوم وتكنولوجيا المواد وتنمية الموارد البشرية.

شملت الجولة جميع أقسام وورش وأفران الصهر ومعامل المركز، حيث استهلت «الأخبار المسائي» جولتها بتفقد وحدة الاختبارات الميكانيكة بإدارة الخدمات الفنية والتى حصلت على الإعتماد والجودة وتم خلال الجولة تفقد عدد من الأجهزة العلمية المتقدمة وتفقد قسم التصنيع الرقمى والمسبك التجريبيى بقسم تكنولوجي السباكة ومعمل التآكل ومعالجة السطوح ووحدتي الطلاء بالتبخير الكيميائي المعزز بالبلازما، وقياس الخواص الميكانيكية للطبقات ذات التخانة النانومترية ومعمل التشكيل اللدن بشعبة الفلزات.

اقرأ أيضا| وزير التعليم العالي يستعرض تقريرًا حول جهود ربط البحث العلمي بالصناعة  


والتقت «الأخبار المسائي» بالدكتور خالد محمود عبدالغني «رئيس شعبة تكنولوجيا التصنيع» والذي أوضح أن قسم التصنيع الرقمي في مركز بحوث وتطوير الفلزات هو أول قسم متخصص في تكنولوجيا الصناعة الحديثة والذكاء الإصطناعي والتصنيع بالليزر والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتم إنشاء القسم عام 2003 علي يده وأنه ما زال يرأسه حتي الآن؛ حيث تم تطويره عدة مرات لتصل قيمة المعدات والأجهزة الحديثة فيه إلي أكثر من مائة مليون جنيه وهي معدات صناعية وبحثية متطورة لا مثيل لها في أي مكان آخر في مصر. 

ويعمل القسم بالتعاون مع عدد كبير من المراكز البحثية والجامعات في مختلف دول العالم ومنها: أمريكا واليابان والصين وألمانيا وإنجلترا ويتم التعاون معهم من خلال مشروعات دولية وأبحاث مشتركة تهدف إلي رفع مستوى الباحثين في مصر، ونقل تكنولوجيا التصنيع الرقمي والتصنيع الذكي من الدول المتقدمة إلي مصر.

وتهدف أنشطة القسم إلي دعم وتطوير القطاع الصناعي بمصر وربط البحث العلمى التطبيقي بإحتياجات الصناعة الفعلية وإدخال تكنولوجيا الصناعة الحديثة المستخدمة في العالم كله، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والتصنيع بالليزر وببرامج الكمبيوتر المتقدمة إلي الشركات الصناعية المصرية وتدريب شباب الجامعات والمهندسين علي استخدام تكنولوجيا الصناعة الحديثة.

وأشار الدكتور خالد محمود عبدالغني إلى أنه في خلال السنوات الماضية قام القسم بمساعدة الشركات الصناعية الكبرى والناشئة ورواد الأعمال في تصنيع المنتجات الصناعية المبتكرة باستخدام تكنولوجيا الصناعة الحديثة ومنها منتجات طبية وقطع غيار ومنتجات موفرة للطاقة وعدد آخر من المنتجات المحلية الصنع ذات الجودة العالية والبديلة عن المنتجات المستوردة.

فيما استعرض الدكتور خالد إبراهيم رئيس معمل السباكة شعبة تكنولوجيا التصنيع تاريخ إنشاء قسم تكنولوجي السباكة بالمركز موضحاً أنه أنشئ عام 1983م بطاقة إنتاجية حوالى 1000 طن- سنة معدن منصهر ويعتبر من أكبر المسابك التجريبية بالمراكز البحثية على مستوى العالم، لمواكبة تزايد الحاجة للبحوث والتطوير فى مجال السباكة التى تعاظمت بشكل كبير فى هذه الفترة والتى شهدت إنشاء العديد من المسابك فى القطاعين العام والخاص لتغطية احتياجات الصناعة المصرية من المسبوكات التى تعتبر حجر الأساس لأى نهضة صناعية حقيقية، وعلى مدى الأعوام السابقة تم استخدام المسبك التجريبيى لأغراض البحث والتطوير وتنفيذ المشروعات البحثية الصناعية ومشروعات نقل التكنولوجيا التى يتعاقد عليها الباحثين بقسم تكنولوجيا السباكة لمواكبة النظريات الحديثة فى علم تكنولوجيات سباكة المعادن وتدريب مهندسى وفنى السباكة بمصر والدول العربية والأفريقية.

ونوه بتدريب المهندسين والفنيين العاملين بمسابك السودان وسوريا والأردن والسعودية وليبيا وإنتاج العينة الأولى من مسبوكات يتم إنتاجها للمرة الأولى قبل البدء فى الإنتاج الكمى بالمسابك التجارية وسد حاجة أكثر الجهات الإنتاجية والخدمية المصرية من قطع الغيار المتميزة التى تغنى عن الاستيراد وتعمل على تلافى المشاكل الناجمة عن توقف المعدات عن العمل لعدم توفر قطع الغيار اللازمة.

كما يضم قسم السباكة بالمركز أحدث الأجهزة والتكنولوجيات الخاصة بالقياسات الكيميائية والميكانيكية والطبيعية التي تستخدم في البحوث الجارية بالقسم واختبار وتوصيف المواد الخام التي تدخل في تصنيع المسبوكات المنتجة بالمسبك التجريبي والاختبارات التي تضمن جودة متميزة لتلك المسبوكات وتبني قسم تكنولوجيا السباكة فكرة التصنيع المحلى لقطع الغيار كبديل للمستورد بحيث يمكن تطبيق نتائج البحوث الجارية بالقسم وتحويلها إلى مسبوكات عالية الجودة تسهم في حل المشكلة القومية المتمثلة في توفير قطع الغيار اللازمة للقطاعات الصناعية والخدمية المختلفة وتم تصميم المسبك بحيث تكون له درجة عالية من المرونة في عمليات الإنتاج تمكنه من تلبية الإحتياجات العاجلة والطارئة لقطع الغيار المطلوبة لخفض فترات توقف الخطوط الإنتاجية وبكميات بسيطة لا يعتبر إنتاجها بالمسابك التجارية اقتصادياً وبجودة عالية لاتقل عن جودة مثيلتها المستوردة وبسعر أقل ولا يقارن بالمستورد.

وتم تطوير المسبك التجريبيى من خلال شراء أحدث الإمكانيات ممثلة فى أفران حث كهربية صغيرة سعة 30 كجم لصهر سبائك الصلب والزهر والنحاس والألومنيوم والزنك لتعضيض الأبحاث العلمية الجارية بالقسم إضافة إلى فرن حث كهربى سعة 500 كجم لتلبية إحتياجات السوق المصرى من قطع الغيار كبيرة الحجم والوزن.

ونجح قسم السباكة مؤخراً فى إنتاج أول جسم محرك سيارة ديزل 4 سلندر حسب المواصفات الدولية المعمول بها فى إنتاج جسم المحرك. 

وواصلت «الأخبار المسائى» جولتها فى مركز بحوث وتطوير الفلزات بتفقد وحدة الطلاء بالتبخير الكيميائى المعزز بالبلازما، والتقت بالدكتورة زينب عبدالحميد رئيس معمل التآكل ومعالجة السطوح شعبة الفلزات والتي أوضحت أنه تم إنشاء هذه الوحدة من خلال تمويل مشترك بين صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية ومركز بحوث وتطوير الفلزات، وتستخدم هذه الوحدة على نطاق واسع في الإلكترونيات الدقيقة وإنتاج الخلايا الشمسية، وتحديداً لترسيب الأغشية الرقيقة من خليط من أنواع الطور الغازي على ركيزة صلبة بجودة عالية وعند درجات حرارة منخفضة مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى.

كما تستخدم هذه الوحدة لترسيب طبقات من أنابيب الكربون النانومترية ومنتجات الكربون الأخرى، باستخدام هذه التقنية تتحلل غازات المصدر في البلازما عن طريق الاصطدامات بين الإلكترونات النشطة وجزيئات الغاز.

وتحتوى هذه الوحدة على غرفتين مستقلين أحدهما تعمل عند درجة حراة منخفضة تصل إلى 500 درجة مئوية والأخرى تعمل عند درجة حرارة عالية تصل إلى 900 درجة مئوية ويمكن استخدام هذه الوحدة فى عدة أغراض أخرى مثل التنظيف والتخميل والمعالجة الحرارية بالبلازما وغيرها.

وواصلت «الأخبار المسائى» جولتها فى شعبة الفلزات والتقت بالدكتورة إيمان الشناوى رئيس معمل التشكيل اللدن والتى قامت بشرح طريقة عمل جهاز (Gleeble 3500) مؤكدة أنه أحدث جهاز متخصص في عمليات الاختبارات والمحاكاة الميكانيكية الحرارية وتتجاوز قيمته 15 مليون جنيه وهو الوحيد من نوعه الموجود في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وموجود في مركز بحوث وتطوير الفلزات منذ عام 2014.

وتفقدت «الأخبار المسائى» عدد من الأجهزة الحديثة بالمركز والتقت بالمهندس محمد صبحي والذى أوضح أن الميكروسكوب الإلكتروني الماسح هو جهاز يستخدم لفحص أسطح العينات؛ حيث يستطيع تصوير البنية المجهرية للعينات متناهية الصغر ويعطي صور ثلاثية الأبعاد وقوة تكبير فائقة تصل إلى 200000 مرة وبذلك نرى الأشياء فى حجم النانو متر كما يستخدم فى تحليل العينات وموافتنا بالترحيب الكيميائي للعناصر المكون للعينة.

وفى إدارة الخدمات الفنية يؤكد المهندس رضا عبدالمجيد أن جهاز XPS يعتبر من أحدث أجهزة التحليل والتى لا غنى عنها فى جميع مجالات البحث العلمى منها المواد السيراميكيات الحديثة والبوليمرات ومواد الطلاء والأغشية الرقيقة والخلايا الشمسية والمتراكبات والورق والأقمشة والأحبار والمواد العضوية والأدوية، ويخدم هذا الجهاز جميع المراكز البحثية والجامعات والشركات داخل مصر وبعض الدول العربية؛ حيث إنه الجهاز الوحيد حالياً فى مصر.

وخلال جولة «الأخبار المسائى» فى إدارة الخدمات الفنية والتى تم بها اعتماد وحدة الاختبارات الميكانيكة وإلتقت بالمهندس خالد صادق والذى أكد أن وحدة الاختبارات الميكانيكية بإدارة الخدمات الفنية تعد هى الجهة الفنية المنوط بها دراسة الخواص الميكانيكة للمواد عن طريق إجراء الفحوص والاختبارات الميكانيكة للمنتجات المختلفة مثل المواسير وحديد التسليح والألواح المعدنية وتسجيل النتائج الخاصة بها ومطابقتها بالمواصفات المعنية.

ويضيف المهندس خالد صادق أن الوحدة تتميز وتنفرد بإجراء اختبارات اللحامات على المنتجات الملحومة المختلفة طبقاً للأكواد الدولية من خلال اختبارت متنوعة يصدر عنها تقارير معتمدة دولياً وتقوم الوحدة بإجراء جميع الاختبارات والفحوصات حسب المواصفات الوطنية والإقليمية والدولية المطلوبة من قبل عملاء المركز بالداخل والخارج بواسطة نخبة من المهندسين والأخصائيين والفنيين المؤهلين.