لقد جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للتمويل العقارى فى توقيت حيوى وهام وخطير حيث اصبح حلم حصول كل شاب على شقة تمليك بتيسيرات حقيقية واقعا واصبح القسط الشهرى مقابل التمليك يقل يكثيرا عن ايجار اى شقة مساحتها محدودة وعلى سبيل المثال فإذا كان الشاب يعمل ويحصل على اربعة آلاف جنيه كمرتب شهرى فأقل ايجار لأقل شقة هو ألف وخمسمائة جنيه شهريا ولا يمكن للمبلغ المتبقى أن يفى بمتطلبات شاب مقبل على الزواج يرغب فى تأسيس بيت أو ما يطلق عليه (عش الزوجية) فالقسط الشهرى للشقة التمليك طبقا لمبادرة الرئيس لن يزيد على 1127 جنيها ولما كان التمويل للشقة الواحدة يصل الى 350 ألف جنيه وبفائدة سنوية لاتزيد على 3% وأجل يصل إلى 30 عاماً فقد تحقق الحلم واصبح حقيقة على ارض الواقع .
وإذا كان البعض يتخوف من زيادة إقبال الشباب على الزواج بسبب هذه التيسيرات غير المسبوقة وبالتالى زيادة عدد السكان فهذه تخوفات لا اساس لها من الصحة ولا وجود لها على ارض الواقع حيث ان الأسر التى تقطن فى القصور والفلل والمنتجعات لايزيد عدد الأسرة فيها عن اربعة افراد (الأب والأم وطفلين) فى حين ان الأسر التى تعيش فى المناطق العشوائية او فى الشوارع تنجب اكثر من ستة اطفال وفى بعض الأحوال ثمانية اطفال والسبب ان الكبت الذى تعانيه هذه الأسر بسبب السكن فى هذه المناطق التى لايوجد بها ادنى مقومات الحياة يؤدى الى ان يخرجه صاحبه فى انجاب المزيد من الأطفال حتى لو أصبحوا أطفال شوارع.
إن تحقيق أحلام الشباب فى تملك شقة ومسكن ملائم سيؤدى إلى السكينة والطمأنينة وسيفكر كل شاب فى تأسيس حياة آدمية لأى طفل يرزق به وسيركز كل جهوده على الاهتمام به وتربيته تربية سليمة وتعليمه وتثقيفه والوصول به إلى أعلى المستويات التعليمية والثقافية وسينعكس ذلك على المجتمع بأن يكون لدينا أجيالاً جديدة تفهم وتدرك معنى تكوين أسرة متحضرة.
