سمير درويش ينشغل بتفاصيل كتابة الشعر! في«ديك الجن»

غلاف ديوان ديك الجن
غلاف ديوان ديك الجن

يحتوي الديوان الجديد للشاعر سمير درويش بعنوان «ديك الجن»، على 32 قصيدة ومشهدًا دون عناوين، كتبت خلال عامين كاملين «25 مايو 2019- 31 مايو 2021»، تنشغل - في الغالب الأعم - بموضوع كتابة الشعر ذاته، والتداعيات التي ترافقها، حيث تتكرر كلمة «قصيدة» بشكل دائم وملفت، وكأن الشاعر يعيش داخل لحظة الإبداع، ويتشارك مع القارئ المحتمل تلك التفاصيل الصغيرة التي يعيد اكتشافها ورصها بطريقة مغايرة، كي ينتج نصًّا يخصه.

لغة الديوان قريبة من اللغة اليومية العادية التي يسمعها المتلقي في أجهزة الإعلام وفي المدرسة والجامعة، ويقرأها في الصحف ومواقع الإنترنت، دون تقعر أو تفاصح، تناسب المشاهد العادية التي رصدها الشاعر من بين مفردات يومه: الشوارع والسيارات والأتربة والأصوات والأرصفة.. إلخ، وهي تتصل بتجربته الشعرية عمومًا في دواوينه السابقة، المنحازة إلى اليومي والهامشي والعابر، لذلك سنجده يقول في أحد مشاهده:

لا أكتبُ القصيدةَ وأنا هائمٌ كالمجاذِيبِ

بل حينَ أمسِكُ مقبضَ بندقيَّتِي كقُطَّاعِ الطُّرُقِ

لهذَا ستكونُ قصيدةً عنِ الحُبِّ

هذَا المصحوبِ بصراخٍ وشتائمَ مجانيَّةٍ

وحدائقَ تنبُتُ فوقَ الخدودْ!

يهتم سمير درويش في هذا الديوان - كما في دواوينه كلها- بالبعد البصري، بتناغم البياض والسواد في صفحات الكتاب، وبالعلاقة بين السطور كوحدة جمالية، باعتبارها بعدًا أساسيًّا في عملية التلقي، لا تنفصل عن جماليات قصيدة النثر نفسها -النوع الذي كتبت فيه القصائد-، تلك التي تعطي للشكل أهمية توازي أهمية المضمون، وهو ما يظهر في توزيع الكتل بين الصفحات.

تم تصدير الديوان بمقطع من إحدى قصائده، وجاء الإهداء للشاعر الكبير الراحل حلمي سالم، ولسهيل وسيف في البدء والمنتهى.

يذكر أن سمير درويش شاعر من جيل الثمانينيات في مصر، أصدر - قبل هذا الديوان- 18 ديوانًا، آخرها «يكيف جرائمه على نحوٍ رومانتيكي»،  كما أصدر روايتين، وكتابًا عن تجربة الإخوان المسلمين في حكم مصر «2012- 2013»، والكتاب الأول من سيرته الذاتية بعنوان «العشر العجاف - من الهزيمة إلى النصر».

اقرأ أيضا: دعاء زكريا.. تكشف صراع النفس والعقل في «عاشقة الظل»