الأمم المتحدة: أكثر من 400 ألف دخلوا في مجاعة بتيجراي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل تدهور الأوضاع في إقليم تيجراي لا سيما بعدما دمرت القوات الإثيوبية خلال الأسبوع الحالي جسرين حيويين لنقل المساعدات إلى تيجراي، يواجه أكثر من 400 ألف شخص المجاعة وأن 1,8 مليون آخرين باتوا على عتبة المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

   أكثر من 400 ألف شخص "دخلوا في مجاعة" في إقليم تيجراي، وفق تحذير أعلنه مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة داعيا المتمردين إلى احترام وقف إطلاق النار الذي اعلنته السلطات الأثيوبية.

 ويذكر أن النزاع في إقليم تيجراي في شمال إثيوبيا الذي يشهد حربا منذ ثمانية أشهر، عرف منعطفا رئيسيا الاثنين مع إعلان القوات المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي استعادة السيطرة على ميكيلي عاصمة الإقليم.

   ولفتت منظمات غير حكومية وبرنامج الأغذية العالمي أن القوات الإثيوبية دمرت خلال الأسبوع الحالي جسرين حيويين لنقل المساعدات إلى تيجراي، فيما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالوكالة راميش رجاسينجام الجمعة 2 يوليو، خلال أول اجتماع عام لمجلس الأمن الدولي حول تيجراي منذ بدء النزاع في نوفمبر إن الوضع "تدهور بشكل كبير".

   وتابع "نقدر أن أكثر من 400 ألف شخص دخلوا في مجاعة وأن 1,8 مليون آخرين باتوا على عتبة المجاعة. البعض يقول إن الأعداد أكبر بعد. ويعاني 33 ألف طفل من سوء التغذية الحاد".

وأكدت على أن "حياة عدد كبير من الأشخاص (في تيجراي) رهن بقدرتنا على إيصال المواد الغذائية وأدوية إليهم، يجب أن نصل إليهم الآن وليس الأسبوع المقبل الآن". ورفضت إثيوبيا الجمعة اتهامها بأنها تخطط لمنع دخول المساعدات إلى تيجراي بعدما سيطر المتمردون عليه.

   وقال نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين لدبلوماسيين اجتمع بهم في فندق بالعاصمة أديس أبابا الجمعة 2 إن "التلميح إلى أننا نخطط لخنق شعب تيغراي من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الجوع كسلاح في الحرب هو أمر خارج حدود المقبول".

   وتابع أن المسؤولين الإثيوبيين "يبذلون كل جهد ممكن لانتشال" أهالي تيجراي "من الوضع المريع الذي هم فيه".

   وحضت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو الجمعة المتمردين الذين باتوا يُسمون "قوات الدفاع عن تيجراي"، على "الموافقة على وقف فوري وتام لإطلاق النار" سبق أن أعلنته الحكومة الإثيوبية في المنطقة.

اقرأ أيضاً: أمريكا تحذر مواطنيها في إثيوبيا بالاحتماء بأماكنهم

   وأرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام العام 2019 الجيش الفدرالي إلى تيجراي في نوفمبر الماضي لاعتقال ونزع سلاح قادة حزب جبهة تحرير شعب تيجراي الحاكم في الإقليم آنذاك.

   وقال إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات شنتها جبهة تحرير شعب تيجراي على معسكرات للجيش الفدرالي، وأعلن النصر في غضون أسابيع بعدما استولت القوات الفدرالية على العاصمة الإقليمية ميكيلي. 

   ولكن بعد شهور من إعادة تجميع صفوفهم، شن متمردو تيجراي - بعدما صاروا يطلقون على أنفسهم اسم قوات دفاع تيغراي - هجومًا مضادًا واسعًا الشهر الماضي سمح لهم باستعادة ميكيلي وتأكيد سيطرتهم على غالبية المنطقة.

   على الإثر، أعلنت الحكومة من جانب واحد وقفًا لإطلاق النار وصفته قوات دفاع تيجراي بأنه "مزحة".

   وقالت حكومة تيجراي التي كانت تحكم الإقليم قبل الحرب إنها ستدعم المنظمات الأممية ومنظمات الإغاثة التي تعمل لتسليم سكان تيجراي مساعدات تنقذ أرواحهم.

اقرأ أيضاً: «الأمم المتحدة» تُحذر من احتدام الاشتباكات في إقليم تيجراي الإثيوبي

وتذكر أن الحرب تسببت بخسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيجراي، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة. 

   وقال البرنامج الجمعة إنه استأنف عمليات الإغاثة بعد توقف ليومين وأعرب عن أمله في الوصول إلى 30 ألف شخص "بحلول نهاية الأسبوع". لكنه أعرب عن أسفه لتدمير جسرين رئيسيين يؤديان إلى تيجراي وشدد على أن أرواح الناس مهددة جراء ذلك.

  وتابع البرنامج أن "العائلات تتلقى بعضا من آخر مخزونات برنامج الأغذية العالمي من الغذاء. ستهدر أرواح إذا لم تُفتح طرق الإمداد المؤدية إلى تيجراي بالكامل واستمر أطراف النزاع في تعطيل أو تعريض حرية حركة (شاحنات) برنامج الأغذية العالمي وغيره من وكالات الإغاثة للخطر". 

   وشددت دول عدة من بينها الولايات المتحدة وإيرلندا والمملكة المتحدة التي تقف وراء الاجتماع الذي عارضته الدول الإفريقية باعتبار أن الأمر يتعلق بشأن إثيوبي داخلي، على أن وصول المساعدات الإنسانية يجب ألا تشوبه أي عراقيل.

   وفي حديثه للدبلوماسيين الجمعة، كرر ديميكي موقف الحكومة بقوله إن وقف إطلاق النار كان بدافع المخاوف الإنسانية وبهدف تسهيل زراعة الأراضي، لكن مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وتعليق الرحلات الجوية وانقطاع غالبية الطرقات، يخشى مسؤولون في الأمم المتحدة ودبلوماسيون أن يتفاقم الوضع.

   وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل في تغريدة "وقف إطلاق النار لا يعني قطع الكهرباء وتدمير البنى التحية الأساسية. وقف إطلاق نار فعلي يعني بذل المستحيل لوصول المساعدات إلى ملايين الأطفال والنساء والرجال الذين يحتاجونها بشكل عاجل".

   وقال ديميكي للدبلوماسيين ان الحكومة تعد بعد الانتخابات الوطنية التي جرت في 21 يونيو ويتوقع ان تعطي تفويضا جديدا لأبيي، "لحوار يشمل الجميع لحل أزمة تيجراي".

   وأضاف "هذه العملية ستشمل أحزاب المعارضة الشرعية وأعضاء في قاعدة جبهة تحرير شعب تيجراي يبدون استعدادهم لسلوك طريق السلام، وأوساط الأعمال ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات بارزة اخرى".

   إلا أن المسؤولين الإثيوبيين أشاروا إلى أن إجراء مفاوضات مع قادة جبهة تحرير شعب تيجراي مرفوض.

   وقال ديميكي والناطق باسم خلية الأزمة الحكومية من أجل تيجراي رضوان حسين إن اديس أبابا ترغب بفرض عقوبات على قادة الجبهة بسبب "مسؤولياتهم". لكن ديميكي اعتبر أن بعض عناصر الجبهة "أبرياء" ويجب ان ينضموا إلى المحادثات على ما أفاد دبلوماسيون.