باحثون يتوصلون لأسباب مرض «الألم العضلي الليفي»

 الألم العضلي الليفي
الألم العضلي الليفي

قد يكون الألم العضلي الليفي - حالة غير مفهومة جيدًا، وهي تسبب ألمًا واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم، وإرهاقًا شديدًا - ناتجًا عن استجابة مناعية ذاتية، تزيد من نشاط أعصاب استشعار الألم في جميع أنحاء الجسم.

وتتحدى نتائج دراسة حديثة نُشرت في مجلة التحقيقات السريرية، الرأي السائد بأن الحالة تنشأ في الدماغ، ويمكن أن تمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية لملايين الأشخاص المصابين، بل إن سببها قد يكون أمراض الجهاز المناعي.

ويمكن أن يكون آلم العضلي الليفي له أيضًا آثار على المرضى الذين يعانون من التهاب الدماغ، والنخاع العضلي متلازمة التعب المزمن (ME / CFS)/ و "كوفيد الطويل". 

وقال الدكتور ديفيد أندرسون من معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في كينجز كوليدج لندن، الذي قاد الدراسة الجديدة: "هذه المتلازمات المختلفة متشابهة جدًا من حيث الأعراض، لذا أعتقد أنها قد تكون وثيقة الصلة بهاتين الحالتين".

ويصيب الألم العضلي الليفي شخصًا واحدًا على الأقل من بين كل 40 شخصًا في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن بعض التقديرات تشير إلى أن شخصًا واحدًا من بين كل 20 شخصًا قد يتأثر إلى حد ما، وهو يتميز بألم واسع النطاق وإرهاق معوق - غالبًا ما يشار إليه باسم "الضباب الليفي" - ويتطور عادةً بين سن 25 و 55 عامًا، على الرغم من أن الأطفال يمكن أن يصابوا به أيضًا على غرار العديد من أمراض المناعة الذاتية، فإن الغالبية العظمى من المصابين (80 ٪ من النساء).

ويميل العلاج الحالي إلى التركيز على التمارين الهوائية الخفيفة، إضافة إلى العلاجات الدوائية والنفسية المصممة للتحكم في الألم، ومع ذلك فقد أثبتت عدم فعاليتها في معظم المرضى، وتركت ورائها حاجة سريرية هائلة لم تتم تلبيتها، كما قال أندرسون، الذي أضاف قائلا: "النموذج السائد حاليًا هو أن هذا مرض ينبع من الدماغ، وأعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الأمر ليس كذلك".

كما تم إعاقة تطوير علاجات جديدة بسبب الفهم العلمي المحدود لما يسبب هذه الحالة في المقام الأول، ولكن هذا قد يتغير مع اكتشاف أن الجهاز المناعي متورط.

وحصد أندرسون وزملاؤه دمًا من 44 شخصًا مصابًا بالفيبروميالغيا أو الألم العضلي الليفي، وحقنوا أجسامًا مضادة منقاة من كل منهم في فئران مختلفة، و سرعان ما أصبحت الفئران أكثر حساسية للضغط والبرد، وأظهرت قوة قبضة منخفضة في مخالبها.

وقالت البروفيسور كاميلا سفينسون من معهد كارولينسكا في السويد، والتي شاركت أيضًا في الدراسة: "الأجسام المضادة من الأشخاص المصابين بالفيبروميالغيا الذين يعيشون في بلدين مختلفين، المملكة المتحدة والسويد، أعطت نتائج مماثلة، مما يضيف قوة هائلة إلى النتائج التي توصلنا إليها."

وقد تعافت الفئران بمجرد إزالة الأجسام المضادة من أنظمتها، الأمر الذي استغرق بضعة أسابيع. يشير هذا إلى أن العلاجات مثل تبادل البلازما، المصممة لتقليل مستويات الأجسام المضادة والمتاحة لاضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل الوهن العضلي الوبيل، وقد تكون فعالة في مرضى الألم العضلي الليفي.

وقال أندرسون: "إن إثبات أن الألم العضلي الليفي هو اضطراب في المناعة الذاتية سيغير الطريقة التي ننظر بها إلى الحالة ويجب أن يمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية لملايين الأشخاص المصابين"، وأضاف: "لقد كشف عملنا عن مجال جديد تمامًا من الخيارات العلاجية، ويجب أن يعطي أملًا حقيقيًا لمرضى الألم العضلي الليفي.