فكرتى

تربية قبل التعليم

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

لن أمِل من تكرار طلبى بإعادة مادة الاخلاق إلى المدارس، سواء الحكومية او الخاصة. صحيح، التربية يجب أن تبدأ من البيت، لكنى أتصور أن دخول هذه المادة فى المدارس بدراجات مؤثرة فى المجموع، قد يساعد الآباء على تربية الابناء، فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، أدت إلى إنشغالهم الدائم بأعمالهم!
الوحشية  جديدة علينا ! أصاب  بالذعر عندما أعرف أن أباً قتل ابنه بسبب خلاف على نور السلم، أو أن أما قتلت رضيعها لتنتقم من زوجها، أو أن حفيدا قتل جده الذى رباه  بسبب معارضته لزواجه! ومئات من هذه الجرائم تحدث كل يوم.
 كان المدرسون  يعلمونا كيف نحب الناس، وكيف نتعامل معهم باحترام.. مهما اختلفنا فى الرأى أو الفكر. علمونا أن نحترم الأكبر سنا، وأن نتعامل مع الأصدقاء كأنهم أشقاء. تعودنا على كلمات»حضرتك» و»لو سمحت» و»شكرا»،  واستمرينا نقولها فى كل مناسبة.  
الالتزام بأدب  الحديث، كان من الأساسيات، بالنسبة لهذا الجيل من المدرسين. أذكر أن مدرسة الفصل كانت تصر أن نتكلم بصوت خفيض، وتقول أن صاحبة الحجة لا ترفع صوتها.. وأن ارتفاع الصوت معناه أن صاحبته مخطئة.  وكان أكثر المدرسين، يصرون على أهمية الاعتذار عند وقوع الخطأ، مؤكدين أن الاعتذار من شيم الكبار المحترمين. 
تولى معظم زميلاتى فى المدرسة  مناصب هامة، ونجحن فى نفس الوقت  فى حياتهن العائلية..  ونحن جميعا مدينون لأسرنا ومدرسينا، الذين اهتموا بتربيتنا قبل تعليمنا!