كتاب الصحف يحيون ذكرى ثورة 30 يونيو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أحيا كتاب صحف القاهرة الصادرة اليوم الجمعة، الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو، مبرزين الإنجازات التي شهدتها مصر طوال الـ 8 سنوات الماضية، وما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وضع استراتيجية لتغيير وجه مصر، وأجرى إصلاحا عميقا وشاملا برؤية بعيدة المدى.

قال علاء ثابت رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) - في مقال حمل عنوان (30 يونيو.. المستقبل الآن) - "إن ثورة 30 يونيو لم تنقذنا من حكم الظلاميين فحسب، بل مازالت تواصل خطواتها الثابتة نحو المستقبل الواعد رغم كل الصعوبات، فمن كان يتخيل أن نخرج من الدلتا المختنقة، والتي جرى تجريفها طوال عقود، وزحفت فيها العشوائيات على أخصب أراضى مصر، وتظهر دلتا جديدة، توقف التجريف والتشوه والتلوث والإهمال والتراخى وغياب القانون، وتفتح بابا واسعا للبناء والإنتاج والخصوبة".

​وتابع الكاتب الصحفي: إن جراد الربيع الإخواني الذى كان يسعى إلى التهام هوية مصر وإرثها الحضاري؛ قد انكفأ وتعافت مصر من أمراضه قبل أن يجرها إلى قاع سحيق من التخلف والتردى والانهيار، مثلما فعلت تلك الجماعة الظلامية في الكثير من دول المنطقة، تحركها أياد بعضها مكشوف وأخرى خفية، تحت ادعاء إقامة دولة خلافة عثمانية، وفي سبيل تحقيق ذلك كانت تضرم النيران في إرث مصر وقيمها ونسيجها الاجتماعي وسماحة شعبها وحضارتها العريقة وتمحو هويتها".

 وأشار إلى أن الشعب المصرى انتفض في أروع الملاحم الشعبية، التي اجتمعت فيها إرادة الشعب مع جيشه وكل قواه الحية، ليطيحوا بحكم الجماعة قبل أن تنفث سمومها في الجسد المصري، وها هو الشعب المصري يُسطر فصلا جديدا من مسيرة ثورته بمشروعات قومية عملاقة، لم نكن نحلم أن ترى النور، ولهذا لم يصدق البعض أن كل تلك الإنجازات الكبرى سوف تتحقق.

ونوه بعاصمة مصر الإدارية التي تنافس أحدث طرز التخطيط العمراني في العالم، ويشع نور ثورتها الإدارية والتنموية، ويمتد من أقصى جنوب الوادى إلى أقصى شماله ومن سيناء إلى الساحل الشمالي، وقطار كهربائي فائق السرعة يعوضنا عن وقتنا المهدور، ويربط - لأول مرة - بين البحر الأحمر شرقا إلى غرب الساحل الشمالى، مرورا بالدلتا الجديدة، التي بدأت تنبت ثمار جهد مستند إلى التخطيط والعلم والإرادة، بنظام رى حديث، يعتمد على مخزوننا من المياه الجوفية، في مشروع سيحول الصحراء إلى سلة غذاء، توفر الكثير من احتياجاتنا الغذائية، ويقلل اعتمادنا على استيراد سلع استراتيجية، ويوفر ما ننفقه على استيرادها من عملات أجنبية وتصدير بعض المنتجات، لتدور عجلة التنمية، وتتيح فرص العمل المنتج وعائدات أكبر، وتوفر فرص عمل ورئة جديدة من الحقول العامرة بأشجار الفواكه والخضراوات والقمح والبنجر، وصناعات غذائية، وأراضى لبناء المزيد من المدن الجديدة فوق رمال الصحراء، التى تتحول إلى مصدر رزق ورخاء. 

وأكد أن مشروع مستقبل مصر يزحف على الصحراء ليعمرها، ويحول رمالها إلى كنوز، على النقيض من مشاريع التجريف التي أفقدت مصر نحو مليوني فدان من أجود أراضيها، وحولتها إلى مبان عشوائية، وأحرقت طمي النيل وحولته إلى طوب أحمر في قمائن تنفث مداخنها الدخان الأسود في كل أنحاء الوادى والدلتا، وكانت الحكومات تغض البصر عن تلك الجرائم الخطيرة على مستقبل مصر، إما بسبب الفساد الذى استشرى فى المحليات، وأنتج فئات من المستفيدين من تجريف تربة مصر، وتحويل أراضيها الزراعية الخصبة إلى أرض بناء تباع بعشرات أضعاف سعر الأرض الزراعية، وآخرون تعمدوا تبوير أراضيهم، وفئات أخرى تنتفع من استخراج تراخيص بناء بالتحايل على القوانين، أو تتجاوز فى عدد الأدوار، ليتمدد البناء، ويلتهم ثروة مصر الزراعية. 

وأردف: جاء الإنقاذ مع ثورة 30 يونيو وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وضع استراتيجية لتغيير وجه مصر، وإصلاح عميق وشامل برؤية بعيدة المدى، وتصدٍ لمنظومة العشوائيات والمخالفات، وبالطبع كانت هناك تحديات ممن اعتادوا تحقيق الربح على حساب المصلحة العامة ومستقبل الأجيال الجديدة، وأثار المستفيدون موجات من الشائعات عن عمليات هدم واسعة للمخالفين، لكن القيادة السياسية تعاملت بحكمة وهدوء وثبات، والاعتماد على وعي الشعب بأهمية الحفاظ على لقمة عيشه وإنتاجه الزراعي؛ ليبصر مشروع (مستقبل مصر) النور مع المرحلة الأولى من المشروع الطموح بزراعة مليونين ونصف مليون فدان، والواقع على محور روض الفرج – الضبعة، بعد مسافة قصيرة من مدينة 6 أكتوبر وحتى الساحل الشمالى، وهى منطقة لها مزايا مهمة، لغناها بالمياه الجوفية وقربها من الموانى، وشبكة طرق حديثة، ستجعلها من أكثر المناطق جذبا للاستثمارات الزراعية والصناعية. 

ولفت إلى أن هذا المشروع القومي العملاق مع مشروع تطوير الريف المصري، والذي يشمل تطوير 4741 قرية، و30 ألفا و888 عزبة ونجعا على ثلاث مراحل، في تغيير جذري لأوضاع الريف المصرى العمرانية والإنتاجية والصحية والتعليمية والاجتماعية، ويعد أكبر مشروع إنمائي في تاريخ مصر، ويصل عدد المستفيدين منه إلى 55 مليون مصري، يتمتعون بخدمات متطورة، ويحسن نوعية الحياة، ويتيح رفع معدلات النمو بنسب كبيرة. 

​واستطرد: إذا أضفنا ما تحقق من إنجاز العاصمة الإدارية التي ستنقل مصر إلى عصر الحداثة، وسلسلة المدن الجديدة وما يجري في سيناء، وشبكة الطرق الحديثة، ومشروعات البنية الأساسية المتطورة، والاهتمام بالتعليم والبحث العلمى، وأحد ثماره المشروع القومي لإنتاج مشتقات البلازما، وغيره من مشروعات؛ فسندرك أن ثورة 30 يونيو كانت حدثا فارقا في تاريخ مصر، وأنها تشق طريقا جديدا فى انطلاقة غير مسبوقة نحو التنمية الشاملة، وأن مصر تسابق الزمن لتكون في مكانتها اللائقة بإرثها الحضارى، ليس بالنظر إلى الماضى فقطـ بل باستلهامه من أجل شحذ الإرادة نحو بناء مستقبل واعد في ظل قيادة تتمتع برؤية واسعة، تثق فى قدرات ومكانة مصر، وعازمة على المضى بها نحو مستقبل واعد.

​وفي عموده (بدون تردد) بصحيفة (الأخبار)، قال الكاتب الصحفي محمد بركات - تحت عنوان (إرادة شعب) - "ونحن مازلنا في رحاب الذكرى الثامنة لثورة الثلاثين من يونيو 2013؛ نحاول القيام بإطلالة فاحصة ومتأملة على ما جرى وما كان، في تلك الثورة الشارقة في تاريخ مصر المعاصر، اعتمادا على ما ذكرته مراكز وهيئات ومحطات المتابعة والـرصد الإقليمية والدولية، عـن ذلـك الحـدث غير المسبوق في المنطقة والعالم.. حيث اتفقت هذه المراكز على أن ما جرى في الثلاثين من يونيو، أنقذ مصر من المصير المظلم الذي كانت تتحدر إليه على أيدي جماعة التطرف والإرهاب التي سيطرت على البلاد، واستولت على مراكز الحكم طوال عام أسود، كادت فيه البلاد أن تفقد هويتها تماما".

وأضاف الكاتب "إذا كانت هناك ملامح أكثر بروزا من غيرها فيما رصدته وسجلته هـذه الهيئات، عـن هـذا اليوم، فهو ذلك المشهد المهيب وغير المسبوق للخروج الكبير لكل الشعب المصري، الذي هب من كل مكان على الأرض المصرية؛ لإعلان إرادته، والتعبير عن رفضه القاطع لاستمرار المرشد وجماعته المتطرفة والباغية في حكم البلاد والتحكم في مصير العباد".

​​ولفت الكاتب إلى ما أكدته هذه المراكز بأن هذا الخروج الشعبي الكبير هو حدث متفرد وغير مسبوق، حيث لم تسجل الوقائع التاريخية المعاصرة، خروجا يماثله في تاريخ الشعوب والأمم، ولم يذكر التاريخ - على كثرة ما ذكر - خروجا لأي شعب من الشعوب يماثل خروج الشعب المصري في ثورته التاريخية.

​​وأكد الكاتب أنه كان حدثا مشهودا لفت أنظار العالم كله، وهو يرقب ويشاهد خروج الشعب المصري؛ ليعلن إرادته وثورته على ما كان قائما، ويؤكد رفضه لحكم المرشد وجماعته، وإصراره على عودة مصر من غربتها واستعادتها لهويتها الوطنية، وطبيعتها السمحة والوسطية والكارهة للتطرف والإرهاب والغلو، والساعية للحرية والديمقراطية والعدالة والبناء والسلام والمستقبل الأفضل.

وفي السياق، قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام بمقاله في صحيفة (الأهرام) حمل عنوان (30 يونيو والهوية المصرية) "حظيت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013، باهتمام وطني وقومي وعالمي، وفي جوانب شتى وبرؤى مختلفة، لكنها تشترك فيما بينها بأن هذه الثورة، حدث وطني وقومي ضخم، تكاتفت خلاله جموع المصريين وتوحدت كلمتهم خلف مؤسسات الدولة والمخلصين من أبناء الوطن، لتعلن - للجميع - أن الأمة المصرية متمسكة بما لديها من جذور عميقة كامنة بالحفاظ على مسيرة الاستقرار والتنمية، مع التدين الصحيح المبنى على القيم الأخلاقية والحضارية المستقرة، لا التدين المغشوش أو المصطنع. 

وأضاف "إنها معانٍ واضحة تؤكد أن مصر بلد آمنة ومستقرة، وأن مجموع الشعب المصرى سالمٌ من الفتن والاضطرابات، ولا شك أنها مظاهر حقيقية ووقائع منقولة عبر التاريخ تؤكد منقبة عظيمة، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم فى أهل مصر: «لَا يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» ومصر تقع فى غرب المدينة المنورة بالاتفاق، وروى الصحابى عمرو بن الْحَمِقِ الخزاعى (ت: سنة 50 هـ) رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «تكون فتنة، يكون أسلم الناس فيها، أو قال: خير الناس فيها الجند الغربى»، قال ابن الْحَمِقِ: «فلذلك قدمت عليكم مصر».

وتابع: نعم، في هذه الثورة واجه المصريون (مسلمون ومسيحيون) هذه التحديات ووقفوا صفًّا واحدًا تجاه الأخطار والجماعات المهددة للاستقرار والأمن القومى والفكرى للأمة المصرية، والتى كان من بينها تعمد استهداف وحدة المصريين بهدف بعث قطار الفتنة الطائفية، لكن كان مصيرها دائمًا الفشل والخسران والحمد لله، حيث جعل أهلها في رباط الرحمة والمودة والتكاتف والتآلف إلى يوم القيامة.

وأشار إلى أن من يسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية والمحافظة على مصر ففيه "الخيرية"، ومن يريدها بعدوان أو سوء فهو بلا شك- يحارب السنة الإلهية ويعارض إرادة النبيين والمصلحين، حيث قال - تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام -: «..وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» ولذا كانت أحداث هذه الثورة وما تلاها مواقف عملية شاهدة على أن مُصابهم واحد، وألمهم واحد، ودماءهم الزكية التي سُفكت غدرًا وخيانةً واحدة، بل إنها كانت ولا تزال تزيد الأرض قوةً وصلابةً تحت أقدام الأبطال المخلصين من أبناء الشعب والجيش والشرطة فى مواصلة الجهاد المقدس ضد المرجفين وأهل البغى والفساد مع مزامنة متكاملة فى مواصلة المسيرة نحو البناء والتنمية. 

ورأى مفتي الجمهورية أن الاحتفال بهذه الذكرى الثامنة لثورة الثلاثين من يونيو لا يتوقف على استدعاء ذكريات المجد وقصص البطولة لأبطال القوات المسلحة والشرطة والشعب فقط؛ بل لابد أن نستلهم منها ومن مواقفها دروسًا ملهمة تغرس فينا قيم الولاء وصدق الانتماء وحب هذا الوطن المبارك، وتجدد في نفوسنا ضرورة التمسك بمؤسسات الدولة الوطنية والإيمان بأهمية دورها الأصيل لأجل رفعة وعزة مصرنا المحروسة، من أجل تحقيق أهداف خطة القيادة المصرية الطموحة للتنمية المستدامة التى ستجعل من مصر "دولة العلم وبناء الإنسان" مع تنمية هذه الأرض المباركة وتعمير ربوعها ومختلف نواحيها على جميع الأصعدة والمجالات.

وتحت عنوان (الإرادة الإنسانية)، قال رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) عبد الرازق توفيق "في الوقت الذي واجهت فيه الدولة تحديات وتهديدات وجودية لم تدر ظهرها لأزمات وأوجاع ومشاكل المواطن المصري".

​وأضاف الكاتب الصحفي أن الرئيس السيسي قاد ملحمة غير مسبوقة في تخفيف المعاناة عن المصريين وتوفير احتياجاتهم والحياة الكريمة لهم، معتبرا أن 3 ملايين دولار لعلاج الحالة الواحدة من الأطفال حديثي الولادة المصابين بالضمور العضلي، مبلغ يمثل المستحيل ذاته، حيث يعجز عنه المواطن، كما أن دولا كثيرة في العالم لم تستطع أن تواجه أو تعالج مثل هذه الحالات لكن من يعرف الرئيس السيسي وإنسانيته وعطاءه المتدفق وغير المحدود، يدرك تماما معنى هذا القرار .

​وأكد أن ما قدمه الرئيس السيسي - لشعبه على مدار الـ7 سنوات - يؤكد ويجسد المعنى الحقيقي للانحياز للمصريين، وأن جل أهدافه، تحقيق أمال وتطلعات شعبه، وإنهاء أزمات وأوجاع المصريين.

​وأشار الكاتب إلى أن الإرادة الإنسانية عند الرئيس السيسي هزمت المستحيل، وكان التمدد والنمو الإنساني، هو العلاج الحقيقي للضمور العقلي، منوها بما أعلنه الرئيس - في مفاجأة أبهرت الجميع وتوقف عندها الجميع، وأعـادت الأمل والحياة لعشرات المرضى والأسر - أن الدولة سوف تتحمل تكلفة علاج مرض الضمور العضلي للأطفال حديثي الولادة، والتي تبلغ 3 ملايين دولار لكل طفل مريض؛ وهو ما يعكس أن الدولة (مصر - السيسي)، لم يغب عن اهتمامها هذه المشكلة الإنسانية، وكافحت وبذلت مجهودات ومساع مضنية حتى نجحت في الاتفاق مع شركة (نوفارتس) بجنيف على توفير العلاج لهؤلاء الأطفال مع استيراد "كواشف" هذا المرض مبكرا منذ الولادة؛ لتخفيف المعاناة التي تتحملها الأسر لفقدان أطفالهم بسبب مرض الضمور العضلي. 

​وتابع : إن الرئيس السيسي، ورغـم كثرة التحديات والتهديدات والمخاطر والأزمات التي واجهت البلاد على مدار 7 سنوات في الداخل والخارج، إلا أنه أبدا لم يتجاهل على الإطلاق مشاكل ومعاناة وآلام وأوجاع المصريين، بل وضعها في قلب اهتماماته، وعلى رأس أولوياته، ولم يسبقه أي رئيس مصري سابق فيما تحقق للمواطن المصري على مختلف المستويات من خدمات ورعاية وحل للأزمات المزمنة وعـلاج ناجع للأوجاع والآلام، وبناء الإنسان المصري بشكل شامل وكامل وتوفير احتياجاته والحياة الكريمة له.

​وشدد الكاتب على أن المواطن المصري - كان ومازال - هو أهم أهداف وأولويات (مصر السيسي)، ولعل "الإرادة الإنسانية" المتدفقة لدى الرئيس السيسي حققت أهدافا وإنجازات غير مسبوقة.

​وأشار إلى أن الإرادة الإنسانية الرئاسية تجاوزت خطوط المستحيل، وفرجت كرب المهمومين والمأزومين واليائسين؛ فطالما وجدت النيات الصادقة والقدرة على العطاء الإنساني الفياض وأيضا امتلاك قوة التحدي؛ فإن الحلول تصبح سهلة المنال.