قضية ورأى

حياة كريمة.. بناءُ الإنسان والأوطان معا

د. خالد قنديل
د. خالد قنديل

لأن بناء الأوطان يكون بالأفعال وصدق المساعي، لا بمجرد الأقوال والشعارات الزائفة، يمكننا تأمل تلك المسافة بين ما قبل 30 يونيو وما بعدها، حيث العمل الجاد وتحمل المسئولية ومواجهة الصعاب وتحدى المستحيل، كلها مبادئ تمحو بالصدق والإخلاص آثار فترةٍ مظلمةٍ من التاريخ علت فيها الحناجر وهبطت الهمم، لتكون 30 يونيو وما بعدها فصلا جديدًا وناصعا من قصة بناء الإنسان المصرى المعاصر الذى يمثل امتدادًا حقيقيًا للأجداد الذين أبهرت أخبارهم الآفاق.
ولما كان الفردُ هو اللبنة الأولى والأساس الأول فى بناء الوطن، كانت الدعوة الشجاعة والمخلصة من القائد المصرى المخلص تجاه أبناء وطنه للانخراط فى تحقيق “حياةٍ كريمة”، تليق بكل مصرى فى كل ربوع مصر، فقال: “إننى أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق لاستنهاض عزيمة أمتنا العريقة شبابا وشيوخا رجالا ونساء وبرعايتى المباشرة لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا”، لتولد من رحم التحدى “حياة كريمة”، تلك المبادرة التى تمثل إنجازا تاريخيا مشرفًا ونبراسًا مضيئا وناصعة فى جبهة الوطن، شاهدة على هذا الميثاق الغليظ بين الدولة والشعب المصري، على بناء وطن جديد تتلاحم فيه كل الأطياف، وتعلو قيمة العدالة الاجتماعية، فرأينا برنامج تكافل وكرامة وزيادات التموين والتأمينات الاجتماعية والإسكان الاجتماعى والتوسع فى نقل سكان المناطق غير الآمنة، حتى ظهرت آثار كل ذلك على حياة المصريين.
ومجددًا يؤكد الرئيس السيسى الإنسان المصرى والقائد المحب لوطنه خلال احتفالية تفقد المعدات المشاركة بمبادرة “حياة كريمة” لتطوير الريف، أنه تم رصد 200 مليار جنيه بكل مرحلة من مراحل تنفيذ هذا المشروع القومي، والتى أطلقها الرئيس فى 2 يناير 2019 لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، حيث لمس الأهالى حجم التغيير الذى أحدثته المبادرة فى قراهم، من خلال المشروعات التى تقدمها المبادرة فى شتى المجالات سواء الصحة أو التعليم أو مشروعات البنية التحتية، لتكون المبادرة عبر البرنامج الطموح الذى أطلقه الرئيس السيسى الأعظم فى التاريخ، حيث استهداف نتائج كلها فى صالح الإنسان والإنسانية كالتخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر، والتنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية، والارتقاء بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى والبيئى للأسر المستهدفة وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية، إشعار المجتمع المحلى بفارق إيجابى فى مستوى معيشتهم، وتنظيم صفوف المجتمع المدنى وتأكيد الثقة فى مؤسسات الدولة كافة، والاستثمار فى تنمية الانسان المصري، وسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها، وإحياء قيم المسئولية المشتركة بين جميع الجهات الشريكة لتوحيد التدخلات التنموية فى المراكز والقرى وتوابعها، وهو الأمر الذى أكده القائد الهمام مرارًا وتكرارا ودائما بالفعل حين قال حريصون على إحداث تغيير حقيقى فى حياة أكثر من نصف سكان مصر، وليكون حاضر ومستقبل مصر ـ كما قال الرئيس ـ بعظمة ومجد ماضيها وليجد كل مواطن فى هذا البلد متسعًا كريمًا له ولأبنائه.
> عضو مجلس الشيوخ