أمر يهمله الزوج ولعنة «مزعومة».. هل تحدث الأئمة الأربعة عن الاغتصاب الزوجي؟

هل تحدث الأئمة الأربعة عن الاغتصاب الزوجي؟ (صورة تعبيرية)
هل تحدث الأئمة الأربعة عن الاغتصاب الزوجي؟ (صورة تعبيرية)

بين عشية وضحاها، تحوّل فيسبوك وإخوته من مواقع السوشيال ميديا المختلفة لساحات حرب كلامية وجدال واسع بين ملايين المصريين حول قضية «الاغتصاب الزوجي» بين مؤيد ومعارض.

 

انقسمت ملايين التعليقات بين من يدافع عن الرجل باعتباره يطلب حقه الشرعي وآخر يبرئ المرأة ويطالب بالحفاظ على فترات من الراحة وعدم إجبارها على أي شيء.

 

«الاغتصاب الزوجي» مصطلح جديد وصل لآذان المصريين بشكل طارئ عبر روايات عددة من السيدات اللاتي اتهمن أزواجهن الحاليين أو السابقين بممارسة هذا الفعل خلال الفترة الأخيرة..

 

اقرأ أيضا|

 

المصطلح الشائك أثار اختلافا كبيرا بين الشخصيات العامة والدينية فالبعض من وصفها بأنه «استفراغ للشهوة» وآخرون قالوا إنه «سُعار جنسي» بينما ذهب آخرون لتغليظ الوصف بأنه «جنس البهائم».

 

زينة الرجل
في البداية يقول د. أحمد كريمة أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر إن مصطلح «الاغتصاب الزوجي» غير صحيح على الإطلاق، مشيرا إلى أنه في حالة امتناع الزوجة عن زوجها يجب أن توعز في المقام الأول وعلى الزوج أن يتساءل «لماذا امتنعت الزوجة عنه ؟، فمن الممكن أن تكون مصابة بمرض عضوي أو نفسى أو سوء معاملة من الزوج لزوجة».

 

وشدد كريمة بأن للمرأة حقوق فهي ليست كـ«البهيمة» تنفذ الأمر على الفور، مؤكدا أن الأحاديث التي وردت تكون على المرأة  الخالية من العذر ويكون ذلك بالتهديد أو الوعيد، مشيرا إلى أن هناك ثقافة ليس مفهومة لدينا وهو أن يتزين الرجل للمرأة أيضا كما تتزين هي له.

 

وعن رأي الأئمة الأربعة في مسألة الاغتصاب الزوجي أكد أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر أن الإسناد هنا في الأمر يرجع إلى التشريع الإسلامي في العلاقة الزوجية بأن يكون التراضي بين الطرفين وليس بالإجبار، وأن يكون الطرفين قابلين لكلا منهما الآخرن مؤكدا أن الأئمة لم يتناولوا هذا الموضوع بشكل مباشر ولكن يتم الاستناد على التشريع الإسلامي في العلاقة بين الزوجين.

 

اللعنة «المزعومة»
وأضاف أنه لا يعقل بأن يصدر عن الرسول حديث يقول فيما معناه أن الملائكة تلعن المرأة التي ترفض معاشرة زوجها، مؤكدا أن الملائكة تعمل على الاستغفار والدعوة للمؤمنين وليس مهمتها أن تلعن، متسائلا كيف للمرأة المصلية والصائمة أن تُلعن لمجرد أنها امتنعت عن فراش زوجها ؟

 

وشدد كريمة أن مصطلح الاغتصاب الزوجي ليس صحيحا على الإطلاق، مؤكدا أن معنى كلمة الاغتصاب هو الاعتداء وبالتالي فيتم تشبيه الزوج بالأجنبي الذي قام بالاعتداء على زوجته.

 

الأئمة لم يتناولوا الأمر

من جانبها قالت آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن مصطلح الاغتصاب الزوجي مغلوط تماما، مؤكدة أن الزوج والزوجة بينهما «الميثاق الغليظ»،  مشيرة إلى أن بعض الأزواج يتصورون بأن الزوجة من ممتلكاته الخاصة ويجب أن تخضع له في كل الأوقات. 
  

وعن رأي الأئمة الأربعة في مسألة امتناع الزوجة عن زوجة  أكدت أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر أن الامتناع مسألة أخرى مشيرة، إلى أن الأئمة أكدوا بأن يجب أن يكون في سبب للامتناع سواء كان شرعيا أو نفسيا.

 

وأشارت إلى أن الأئمة الأربعة لم يذكروا مفهوم الاغتصاب الزوجي، مؤكدة أن هذا المصطلح تم نقلها من الثقافة الغربية وليس من ثقافة الإسلامية.

 

وأنهت حديثها بأن الأئمة الأربعة قد أكدوا بأن يجب أن تكون العلاقة الزوجية بالتراضي بين الطرفين.