هل تتسبب حرب تيجراي في حركة انفصالية جديدة بإثيوبيا على غرار إريتريا؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لا تزال إثيوبيا تعيش على وقع حربٍ أهليةٍ ونزاعٍ مسلحٍ في إقليم تيجراي مستمر منذ بضعة أشهر، شمال البلاد، يقوده منشقون في مواجهة القوات الحكومية، التي تسعى لوأد أية نزعة انفصالية داخل الإقليم.

وفي ظل النزاع المسلح القائم هناك، بات سكان الإقليم هم الضحية الأبرز في حلقة هذا الصراع، فقد خلصت الأمم المتحدة أن نحو 350 ألف شخص فى منطقة تيجراى يعانون المجاعة.

ووفقًا لوثيقة صادرة عن الأمم المتحدة، فإنه "فيما يتعلق بخطر المجاعة، لوحظ أن أرقام التصنيف الدولي لمحل نزاع من قبل الحكومة الإثيوبية، قُدر بوجود مئات الآلاف من الأشخاص فى تيجراى فى حالة مجاعة مؤكدة".

وأعلنت الحكومة الإثيوبية، أول أمس الاثنين، وقف إطلاق النار من جانبٍ واحدٍ، وذلك إثر سقوط عاصمة إقليم تيجراي ميكيلي في قبضة قوات جبهة تحرير الإقليم، في الوقت الذي عززت فيه قوات تيجراي تقدمها في المنطقة.

وفتحت أحداث الصراع في تيجراي، المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، المجال لاسترجاع ذكريات انفصال إريتريا عن إثيوبيا، في ظروف مشابهة، وقد جاءت بعد ثلاثة عقود من الصراع والحرب بين أديس أبابا والانفصاليين في أسمرة.

انفصال إريتريا عن إثيوبيا

وقبل عام 1993، كانت إريتريا جزءًا من دولة إثيوبيا، وقد عاشت البلدان في الفترة ما بين عامي 1961 و1991، واحدة من أسوأ حروب القارة السمراء، لمدة ثلاثة عقود بين قوات الحكومة الإثيوبية والانفصاليين في إريتريا، واستمرت الحرب إلى أن انفصلت إريتريا عن التبعية لبلاد الحبشة في عام 1993.

ولكن مع ذلك، ظلت المشاكل السياسي والعداء بين البلدين بصورةٍ مطردةٍ، قبل أن تندلع حربٌ أخرى بين الجارتين من جديدٍ عام 1998، واستمرت لعامين حتى نهاية النصف الأول من عام 2000، وانتهت على وقع اتفاقٍ رعته الجزائر.

ولم يسهم اتفاق الجزائر، الذي وُقع في ديسمبر عام 2000، والذي نصّ على إعادة ترسيم الحدود بين البلدين، وحظي برعاية الأمم المتحدة، في حل النزاع والمشاكل الحدودية العالقة بين البلدين.

ونصّ الاتفاق على إعادة ترسيم الحدود بين البلدين، اللذين كان قبل عقدٍ من الزمن حينها يمثلان دولةً واحدةً، وأفضى الاتفاق الذي حظي برعاية الأمم المتحدة على أن تُسلم إثيوبيا بلدة بادم المتنازع عليها بين أديس أبابا وأسمرة إلى إريتريا بحلول عام 2015، إضافةً إلى مناطق حدودية أخرى مجاورة.

ولكن مع حلول عام 2015، امتنعت أديس أبابا عن تسليم بلدة بادم إلى إريتريا، ورفضت سحب قواتها من البلدة، طبقًا للاتفاق الموقع قبل خمسة عشر عامًا.

ومن السابق لأوانه الحديث عن احتمالية انفصال إقليم تيجراي عن إثيوبيا، فالصراع هناك لم يتخطى حتى حاجز العام الواحد، لكن استمرار الصراع والحرب هناك يُنذر بإمكانية أن يتكرر ما حدث مع إريتريا في إقليم تيجراي. 

انتفاضة الأورومو

وما يزيد من إمكانية حدوث ذلك، أن تطور الأحداث السريع في إثيوبيا والمكاسب التي تحققها جبهة تحرير تيجراي، بدأ بسببه عددٌ من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المنتمين إلى عرقية الأورومو في التغريد من أجل الضغط على حكومة أبي أحمد من أجل الإفراج عن عدد من النشطاء المحبوسين منذ فترة.

ويشكل الأورومو أكثر من ثلث سكان إثيوبيا حيث تمثل حوالي 34.4% من سكان إثيوبيا وتليها عرقية الأمهرا بنسبة تقارب 27%.

وكانت إثيوبيا شهدت منذ سنوات تظاهرات كبرى لعرقية الأورومو بسبب مصادرة الحكومة الإثيوبية لعدد من الأراضي التي كانوا يمتلكونها من أجل بناء سد النهضة.

اقرأ أيضًا: بعد الهزيمة بتيجراي.. هل تفقد إثيوبيا السيطرة على منطقة سد النهضة؟