انتصرت إرادة الشعب

سكينة فؤاد
سكينة فؤاد

كتبت :ندى البدوى

أكدت الكاتبة الصحفية والروائية، سكينة فؤاد، أن ثورة "30 يونيو" كانت بمثابة طوق النجاة الذى أنقذ مصر من اختطاف تاريخى لهويتها على يد جماعة الإخوان الإرهابية، فقد كانت مصر على شفا حفرة من نار وضياع للهوية القومية وتهديد تاريخ من الحضارة والثقافة والانتماء الوطني، لكن عبقرية المصريين جعلتهم خلال عام حكم الجماعة، يتنبهون لجميع هذه المهددات وأن كل يوم ستستمر الجماعة فى حكمهم هم على حساب جميع المقومات والركائز القومية.

وتوضح: كمصرية قارئة للتاريخ ومنتمية للتاريخ النضالى شاهدت فى صباى كيف انتصرت المقاومة الشعبية ضد القوات الأجنبية، وهو ما يحدث دومًا حينما يدرك المصريون الخطر المحدق بهم، فمخزون المصرى الحضارى والثقافى والتاريخى دائمًا ما يتفاعل داخله خلال المنعطفات التاريخية. ما تحقق خلال الثورة يعد بحق معجزةً ربانية تجلت فيها استجابة الإرادة السماوية التى وعدت مصر بالأمن والأمان.

تتابع: الجماعة الإرهابية أدركت عجزها عن حكم هذا الوطن، وأن الحل هو تفكيك أواصر الدولة وأعمدتها الصلبة ومؤسساتها من الجيش والشرطة والقضاء، بمحاولة استحضار العناصر والمقومات الذاتية التى صنعتها والميليشيات العسكرية الخارجية، إعلاءً لمصالح الجماعة على حساب الوطن وتنفيذاً لمخطط إسقاط مصر الذى كانت تخطط له القوى الاستعمارية الجديدة من الأمريكان والقوى الإقليمية وأجنحتها، من أجل التمكين الصهيونى للمنطقة بتقسيمها إلى دويلات وعرقيات مُتناحرة، لتدخل مصر فى نفق مظلم وتلحق بما جرى لأشقائنا فى المنطقة، من خلال حرب أهلية تقوم بين من يدعون الشرعية المشكوك فى كيفية وصولهم إليها، والشرعية الحقيقية التى يمثلها عشرات الملايين الذين امتلأت بهم شوارع مصر رافضين حكم هذه الجماعة.

وتوضح فؤاد التى شاركت فى اجتماع القوى السياسية لرسم خارطة الطريق للمستقبل قُبيل عزل محمد مرسي، أن إرادة الشعب انتصرت بدعم جيش مصر الوطنى الذى انحاز لجموع المصريين فى لحظة التحام حقيقية وصادقة فى مواجهتهم الوطنية، حيث تم فضح مخطط الإخوان والأكاذيب والادعاءات التى عملوا على نشرها، بدعم القوى الدولية التى كانت الجماعة من أذنابها، وهذا الموقف الوطنى ليس جديداً على جيش مصر الذى يعد أقدم الجيوش النظامية فى العالم، فعقيدته تتمثل فى الدفاع عن الأرض والشرف، ويكفيه أنه على مدار تاريخه لم يخُض أى معركة معتدياً، وإنما خرج دوماً حامياً للوطن وطارداً للغزاة.

وترى أن الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى آنذاك أعطاه حقوقاً مقدسة، وكان بمثابة إعلان سقوط للجماعة التى لم تكن تحلم بشرف حكم مصر وتأكيدًا بأنها لا تصلح لهذه المكانة، والذى دفع الشعب ثمن إزاحتها من دمائهم، فأبناؤنا البواسل من شهداء الجيش والشرطة الذين راحوا ضحية غدر وانتقام الإخوان خلال الأحداث التى تلت الثورة، كانوا على استعداد للتضحية فى سبيل الوطن بأى ثمن، وهى عقيدة المصريين الراسخة منذ فجر التاريخ.

وتضيف: ما نعيشه الآن تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى هو عهد جديد فى بناء الدولة المصرية، تزداد عظمته بضرورة بناء الإنسان ودعم الحريات المسئولة، والتأكيد على أن الخلاف على أرضية وطنية لا يؤثر تأثيراً سلبياً فى مسيرة التنمية، لكنه من أهم ركائز بناء الدولة الديمقراطية الحديثة. وأرى أن استعادة مصر لتوازن علاقاتها الدولية ومكانتها فى قيادة القارة الأفريقية يعد من أهم مكتسبات المسيرة الجديدة، فضلاً عن تنويع مصادر السلاح وزيادة تدعيم قدرات الجيش.

غير الطفرة التى تحققت فى عملية البناء والتعمير وخلق المجتمعات العمرانية الجديدة وتوفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا، وأرى أن مشروع تنمية الريف المصرى يعد بمثابة ثورة لإعادة الحياة للريف وإنقاذه من الأزمات التى جعلته لسنوات طويلة طاردًا لأبنائه، كما أن التوسع فى الاستصلاح الزراعى وتغليظ عقوبات البناء على الأراضى الزراعية يُسهم فى تدارك ومعالجة الجريمة التى ارتكبت خلال عقود من الزمن بتبوير الأراضى الزراعية والبناء عليها.