ليلة الإثارة والعجائب فى اليورو..

بطل ووصيف المونديال يودعان مبكراً.. والسماء تمطر أهدافًا!

فرحة المنتخب السويسرى بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح والتأهل لربع نهائى اليورو
فرحة المنتخب السويسرى بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح والتأهل لربع نهائى اليورو

إنها حقا الساحرة المجنونة وصدق من قال إن كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج، ليس فى وسعها أن تتقبل سوى المجهود الوفير والقتال من أجل الفوز فلا تنظر لأسماء ولا تهتم بتاريخ.. هذا الوصف ينطبق على ما حدث أمس الأول فى ثالث أيام دور الـ 16، كانت قمة الإثارة والعجائب وتقلب النتائج والسماء الممطرة بالأهداف الغزيرة والمفاجآت الكبيرة .. حينما أطاح السويسريون بالفرنسيين «أبطال العالم» فى مفاجأة لم يتوقعها أحد، أما مباراة إسبانيا وكرواتيا فلم تأخذ نفس السيناريو مثل نظيرتها ففوز الإسبان ليس بالمفاجأة، إلا أن إيقاع اللقاء كان مثيراً بتسجيل ثمانية أهداف وخرج فى النهاية وصيف المونديال السابق.. لليلة العجائب تفاصيل ومفارقات يأتى أبرزها كالتالى:

الأرقام قد تكون لها دلالات خاصة بسير المباريات، ولكنها لا تتعلق بنتيجة المباريات، وهذا ما حدث فى مباراة فرنسا وسويسرا فكل الأرقام تصب فى مصلحة الديوك، البداية من التسديدات التى يأتى مجموعها لفرنسا 26 مقابل 12 أما التسديدات على المرمى فكانت 8 مقابل 5 فقط لسويسرا .

أما الاستحواذ فكان نسبته 55% مقابل 45%، ودقة التمرير 89% مقابل 84%، واستكمالا لمسلسل التفوق الفرنسى جاء فى الضربات الركنية 8 مقابل 5.

ولا يوجد أى تفوق لصالح منتخب سويسرا سوى فى احتساب الأخطاء، فقد ارتكب لاعبوه 13 خطأً مقابل 14 لفرنسا.

أما فى مباراة إسبانيا وكرواتيا فقد اكتسح الماتادور نظيره الكرواتي رقماً ونتيجة وعلى كل الأصعدة، فقد سددوا 23 تصويبة مقابل 12 للكروات، أما على المرمى فكانت 10 مقابل 7، وفى الاستحواذ كان 68% مقابل 32%.

وصلت دقة تمريرات اللاعبين الإسبان89% مقابل 81% للكروات، والضربات الركنية 8 للإسبان مقابل ضربة وحيدة للخصم.

وهنا المفارقة، منتخب فرنسا لعب ولم يكسب، لكنه أبدع وسيطر فى بعض أجزاء من الشوط الثانى وفوجئ بقتال سويسرا لتكافئ الكرة المجتهد وتعاقب من لم يحضر جيداً للخصم، أما المنتخب الإسبانى فلعب وانتصر فى النهاية، قد تكون نسخة ليست بالقوية للماتادور إلا أن فرصه قوية لبلوغ نصف النهائى على الأقل عندما يواجه سويسرا فى دور الثمانية.

شهدت المباراتان تسجيل 14 هدفاً، فى رقم قلما يتكرر فى يوم واحد خلال بطولة بحجم اليورو، كما أن هدف كرواتيا الأول الذى تسبب فيه الحارس سيمون بعدما لم يتمكن من السيطرة على الكرة ليكون أغرب هدف فى البطولة حتى الآن، كما أن اللجوء لضربات الجزاء فى مباراة سويسرا هو اللجوء الأول فى هذه النسخة.

للمنتخب السويسري حكاية خاصة بدور الـ 16 سواء فى كأس العالم أو فى كأس الأمم الأوروبية، حكاية عمرها 15 عاماً، وتحديداً فى مونديال 2006 عندما واجه نظيره الأوكراني فى دور الـ 16 أمام أعين السويسري بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق، وخسر السويسريون بضربات الحظ الترجيحية.

فى مونديال 2014 وصلوا أيضاً لنفس الدور وهذه المرة أمام الأرجنتين، وأقصيت سويسرا بهدف لدى ماريا فى الدقيقة 118 من الوقت الإضافى.. أما فى مونديال 2018 جاء الخروج أمام السويد والخسارة كانت بهدف لفورسبيرج، وفى النسخة الماضية من يورو 2016 خرجت سويسرا أمام بولندا بضربات الجزاء، ليأتى فوزهم أول أمس على فرنسا بمثابة عبور حاجز هذا الدور الصعب.

يتميز المنتخب الإسبانى بأنه أحد أفضل خطوط الهجوم فى البطولة، إن لم يكن أفضلها فالأرقام تتحدث عن نفسها، سجل الإسبان فى أربع مباريات 11 هدفاً من بينها تسجيل 10 أهداف فى مباراتين وعلى النقيض تماماً على المستوى الدفاعى، فقد استقبلت شباك الماتادور أربعة أهداف فى 4 مباريات .

تعرض المنتخب الكرواتى لفقد أحد أهم عناصره قبل لقاء إسبانيا، بعدما تعرض إيفان بيرسيتش جناح الفريق بفيروس كورونا، ومثل بيرسيتش بغيابه ضربة قوية للقائمة الكرواتية لما يمتلكه من حلول فردية مؤثرة.

إنريكى: مستعد لتكرار السيناريو!

أكد لويس إنريكى المدير الفنى للمنتخب الإسبانى أنه مستعد للمرور بسيناريو مباراة كرواتيا إن تكرر مجدداً، لكنه غير متأكد إذا كانت عائلته أو الجماهير يحبون حدوث ذلك مجدداً أم لا .

داليتش: فعلنا كل شيء.. وخسرنا

قال زلاتكو داليتش المدير الفنى لمنتخب كرواتيا إن فريقه لعب جيداً، فعل كل شيء، صنع الفرص، عدل النتيجة من 3/1 إلى 3/3، ولكن فى النهاية لم نحقق الفوز.

لوريس: خارج السيطرة

تحدث هوجو لوريس حارس مرمى المنتخب الفرنسى عن شكل فريقه خلال اللقاء، وقال إن البداية فى الشوط الأول لم تكن كما تنبغى، إلا أن الوضع تغير مع الشوط الثانى، حدثت السيطرة وتم تسجيل ثلاثة أهداف، ولكن تغير الوضع بعد ذلك.

وأشار إلى أن الشيء الذى يجعلهم يشعرون بالأسف هو أنهم جعلوا سويسرا تؤمن بحظوظها حتى النهاية بسبب الهدف الثانى الذى أعادهم للمباراة، واختتم حديثه فى النهاية بأن ضربات الجزاء لا يمكن السيطرة عليها.

سومير: يا لها من مباراة!

أبدى يان سومير حارس مرمى منتخب سويسرا سعادته الشديدة بصعود منتخب بلاده، قائلاً : «يا لها من مباراة، يا لها من ليلة فى كرة القدم، مباراة فرنسا كانت فرصتنا للتأهل لربع النهائى لأننا لم نفعلها من قبل، إنه أمر لا يصدق، لعبنا بالروح والشخصية، إنه أمر مدهش».