منى هلا:« ليالى الشمال» يتناول استقطاب الجماعات المتطرفة للاجئين الهاربين

الفنانة منى هلا
الفنانة منى هلا

الحلم عند الفنانة منى هلا لا يتوقف، وفى الوقت الذى تواجه فيه السينما المستقلة التى تنتمى إليها صعوبات، إلا ان تتويجها بجائزة أفضل ممثلة بالمهرجان القومى للسينما عن فيلمها " ليل خارجى " ومن قبلها جوائز عديدة جعلها تشعر انها تسير على الطريق الصحيح، وان تحقيق الاحلام قادم مع الايام، وهى تخوض عدة تجارب سينمائية وتليفزيونية جديدة تصورها حاليا بمصر والخارج، وتراها تشكل محطات مختلفة تكسبها مزيدا من التنوع والحضور والخبرة.

تقول منى هلا : أتفاءل جدا بفيلم " ليل خارجى "، ورغم نجاحه الكبير بالمهرجانات، للأسف الأفلام المستقلة عادة ما تصنف على أنها افلام ليست جماهيرية لا اعرف لماذا، فى مصر ينظر لأفلام المهرجانات أنها افلام للصفوة،والحقيقة ان اى منتج يقدم فيلما تكون أسمى أهدافه العرض الجماهيرى وليس ان يحبس فى الادراج.

 

- وهل السبب فى هذه الرؤية صناع الاعمال ام الموزعون وأصحاب دور العرض ؟

مع الاسف يفرض عليك نوعا معينا فقط هو الذى تشاهده وبالتالى يهجر الجمهور الاعمال المصنوعة جيداً، اصبح هناك مشكلة حقيقية فى الذوق العام بسبب عدم وجود منافسة فالدفة فى يد اصحاب الافلام التجارية فقط وليس لدى مشكلة مطلقاً مع هذا النوع من الأعمال بالعكس ولكن يجب ان يكون هناك تواجد ومنافسة ما بين الافلام المستقلة والأفلام التجارية لأن المتفرج من حقه يختار ما سوف يشاهده، فالجمهور ليس لديه الآن سوى نمط واحد ووجهة نظر واحدة.

والمصريون ليست هذه طبيعتهم بالعكس فبالرجوع إلى الخمسينات كنا نرى الجمهور يصرخ وتعلو اهاته مع ام كلثوم وكذلك يدخل فيلم مثل أنا حرة والباب المفتوح ودعاء الكروان وكلها افلام صنفت عالمية، لذا اندهش من حدودية الفكر الان، انا لست ضد افلام العيد والافلام الكوميدية ولكن اريد التنويع والارتقاء بالذوق العام.

- وماذا بعد "ليل خارجى" ؟

جاء لى اكثر من عرض لكن للأسف كانوا دائما يحصروننى فى منطقة الاغراء رغم ان ليل خارجى لم يكن به اى اغراء مع الدور لفتاة ليل، وانا ضد تصنيفى فى هذه المنطقة فقط، انا لست ممثلة إغراء، فقد قدمت الكوميدى والتراجيدى وغيره، انا ممثلة أقدم كل الأدوار، مؤخرا عملت مسلسل اسمه " ليالى الشمال " تم تصويره بالكامل فى السويد حيث التقيت المخرج عماد النجار على هامش فاعليات مهرجان مالمو،ثم جاءت ازمة الكورونا ولانى طول الوقت مع امى خشيت ان أتى بعدوى لها لا قدر الله، ورغم كل هذا الخوف والحرص اصبت بكورونا لم اكن ارفع الكمامة إلا لشرب الماء فقط.

- وكيف تعاملت مع هذه التجربة؟

كانت تجربة قاسية للغاية، فكرة العزل هذه قاسية جدا رغم انى بحب اجلس فى البيت وحدى ولفترات طويلة ولكنى أفعل هذا برغبتى لكن فكرة انك تكون محبوس ومريض ومتألم لا تستطيع الشم اوالتذوق هذا امر بائس جدا وعندما تعافيت والحمد لله شكرت الله على كل نعمه التى لا نشعر بها احيانا مثل نعمة الشم مثلا والتذوق، وقد جاء لى شراهة للطعام ما بعد كورونا.

- وماذا عن دورك فى مسلسل "ليالى الشمال" ؟

قمت بدور صحفية تعيش فى السويد وكانت هناك مشاهد تتحدث فيها سويدى وانا لا اجيد هذه اللغة ولكن لانها لغة قريبة من الألمانية فكانت سهلة على إلى حد ما، ويتحدث العمل عن قضية اللاجئين وكيف يهرب الناس من المناطق المضطربة وكيف يتم استقطابهم من قبل الجماعات المتطرفة، والعمل يعرض لأكثر من نموذج وهو واقعى ومهم وبه أكثر من جنسية من الوطن العربى شاركوا بالعمل من المغرب ومصر وسوريا ولبنان.

- متى سيعرض العمل ؟

لا اعرف بالتحديد لكن عملا بهذه الضخامة والتشعب بالتأكيد سيحتاج وقتا ومونتاجا طويلا.

- هل لمجرد التواجد يمكن ان تقبلى عمل حتى لو كنت غير مقتنعة به تماما؟

احيانا الممثل يكون مجبرا وأحيانا اخرى يكون لديه حرية الاختيار، يأتينى أعمال وارفضها واحيانا اخرى اقبل لست مضطرة ولكن افضل احسن المتاح لاقدمه باعلى جودة ممكنة واعترف انه ليس كل ما اقدمه مقتنعه به مائة فى المائة.

- وماذا عن تجربة مسلسل " بيت العيلة ؛ ؟

بيت العيلة عمل لايت كوميدى، وأشارك فى الجزء الثالث مع هالة فاخر وإيمان السيد وشيرين وكانت تجربة جميلة لان فريق العمل احتضننى جدا وأصبحت بيننا علاقات انسانية جميلة.

- هل الكوميديا فى مصر تختلف عن الخارج ؟

طبعا تختلف تماما فما يضحكنا قد لا يضحكهم والعكس.

- هناك تجربة تليفزيونية جديدة قمت بتصويرها اسمها" حلم حى " ؟

مسلسل " حلم حى " ينتمى لأعمال الرعب وهو من اخراج كمبا وهو مخرج اعلانات يقدم صورة مبهرة وتشارك معى منة عرفة لكن فى منطقة الرعب بالذات هناك جزئية تتعلق بعقدة الخواجة حيث يقال طالما فى اجنبى مبهر لماذا تشاهد المصرى.

- ما وجه الاختلاف فى الشخصية التى قدمتيها فى ليل خارجى ولماذا حصدت كل هذه الجوائز من وجهك نظرك ؟

ميزة هذا العمل انه تحول لمرجع مهم لأى فنان يريد ان يقدم فيلم سينما مستقلة فى المستقبل من الشباب، حيث يأخذ نفس نهج تجربة المنتجة هالة لطفى فى هذا الفيلم، لان طريقة انتاجه كانت مختلفة إلى حد ما عن طريقة انتاج السينما المصرية، فهذا الفيلم تم انتاجه بشكل يسمح لنا ان نكون ملاك الفيلم الاصليين، الفيلم مملوك لصناعه وليس مملوكا لجهة ممكن تتحكم فيه هذه الفكرة والطريقة ستتحول إلى مرجع فى السينما المستقلة، وهذه الروح هى ما خلقت الخصوصية ولذلك الفيلم على مدار ثلاث سنوات يسافر مهرجانات ويحصد جوائز وحتى الجمهور استقبله استقبالا رائعا وغير الفكرة عن جماهيرية الافلام المستقلة.