«لا تستسلم أبدًا» .. نظرة سينمائية على حياة أسطورة مانشستر يونايتد

لقطة من فيلم «السير اليكس فيرجسون»
لقطة من فيلم «السير اليكس فيرجسون»

كتب: خالد محمود

يلقى الفيلم الوثائقى الجديد "السير أليكس فيرجسون: لا تستسلم أبدًا" نظرة على حياة وأسطورة ونجاح مدرب مانشستر يونايتد الشهير أليكس فيرجسون الذى يعد احد ابرز ملهمى الساحرة المستديرة، وسوف يكون من أكثر الأفلام التى لا تنسى.

فى لحظة واقعية أدرك الابن جايسون فيرجسون مخرج الفيلم ان الاب يدرك أن ذاكرته قد تهجره، بالتحديد فى عام 2018، حيث عانى الأسطورى السير أليكس فيرجسون من نزيف فى المخ جعله يخشى أن يفقد ذاكرته. أثناء تعافيه، بدأ يروى قصصًا عن ماضيه ليثبت لنفسه ولأسرته أنه قادر على ذلك. استخدم ابنه، جيسون، هذه الفرصة لصنع فيلم وثائقى. 

السير اليكس بصحبة ابنه جايسون مخرج الفيلم 

وعلى الفور فكر ان يسجل التاريخ على الشاشة ويصور السير أليكس وهو يروى أهم القصص التى لا تنسى فى حياته، وحياة عائلته، لم يقتصر هذا على كرة القدم فحسب، بل شمل الجزء الداخلى بالكامل وفق سيناريو مليء باللحظات الإنسانية ومفعم بالمشاعر كتبه مارك مونرو وأجواء موسيقى شجية من تأليف أندرو فيليب لتكتمل عناصر الإلهام.. فالصورة تسرد ونحن نعيش معها حياة.. بل حيوات بل لحظات نجاح وإخفاق.. انتصار وفشل ايضا.

يستكشف الفيلم الوثائقى محطات مهمة منذ النشأة كما يصور رؤيته العميقة التى تنتقل من زوجته وأبنائه وأيضًا مع اللاعبين السابقين، وقد تضمن لقطات حصرية وأرشيفية من كل مسيرته المهنية كمدرب رائع فى تاريخ كرة القدم عبر كل العصور.

الفيلم الذى يخرجه ابن السير أليكس يعتبرحميميًا بشكل ملحوظ كقصة مؤثرة حول قوة الإرادة غير العادية حيث يتذكر أسطورة مانشستر يونايتد مسيرته وحياته الشخصية على نطاق واسع ويروى قصص مهمة داخل وخارج كرة القدم رغم ما عاناه، فقد تم تنفيذ الفيلم أثناء تعافيه من نزيف فى المخ عانى منه عام 2018 وكان يدرك أن ذاكرته قد تتخلى عنه، وما يميز تلك القصص انها عن النمو والنشأة والعائلة والنصر الرياضى وكذلك الفشل، وكانت هناك شهادات صريحة وصادقة من زوجته وأبنائه واللاعبين السابقين مثل إريك كانتونا وريان جيجز وجوردون ستراشان وأرتشى نوكس.

شاهدنا كيف كانت الجذور من الطبقة العاملة فى جلاسكو، وكيف حقق فيرجسون مسيرة ناجحة فى الأندية الاسكتلندية، بما فى ذلك رينجرز، واستمر، وواجه الصعاب، فى قيادة نادى أبردين إلى كأس الكؤوس الأوروبية كمدرب. بعد سنوات قليلة من التجارب الشهيرة فى يونايتد، أحدث تحولا فى ثروات النادى وقادهم إلى أكثر من عقدين من النجاح المستمر، بما فى ذلك لقب الدورى الإنجليزى الممتاز، وخمسة ألقاب كأس الاتحاد الإنجليزى، ولقبين فى دورى أبطال أوروبا )وثلاثية غير مسبوقة فى عام 1999(. فى نظر كثير من الناس، هو أعظم مدير فى كل العصور. 

فى حديثه عن الفيلم الوثائقى، قال فيرجسون: "كان فقدان ذاكرتى أكبر مخاوفى عندما عانيت من نزيف فى المخ فى عام 2018. أثناء صنع هذا الفيلم، تمكنت من زيارة أهم لحظات حياتى مرة أخرى، سواء كانت جيدة أو سيئة. إن وجود ابنى جايسون لإخراج هذا الفيلم قد كفل سردًا صادقًا وحميمًا ".

ونعود إلى الفيلم الذى يشرح بالتفصيل عبر لقطات متتابعة حياة وإرث السير أليكس فيرجسون فى ملعب مانشستر يونايتد، أولد ترافورد أو المسرح الذى شهد بعض أعظم أمجاده.

الفيلم الوثائقى يهدف إلى إعطاء المعجبين نظرة ثاقبة لرجل معروف بشخصيته الصارمة،قرر أن يكون منفتحًا وأن يكون صادقًا وكان، أعتقد أنه ربما كان من الصعب عليه فى بعض الأحيان ان يحكى لكنه حكى وحكى ".

قال "أعتقد أن الأمر الصعب هو عندما تتم مقابلة الأطباء وأنت تحصل على معلومات لم تكن على دراية بها فى ذلك الوقت، من حيث أننى كنت أعرف أنها كانت خطيرة ولكننى لم أكن أعرف تمامًا حتى تم إجراء تلك المقابلات فعلمت بالضبط مدى خطورة الأمر ".

ويظهر الفيلم الوثائقى أنه يتأمل الوقت الذى قضاه فى المستشفى، ومدى تأثير تجربة الاقتراب من الموت عليه وعلى أحبائه.

قال السير أليكس: "كانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية رائعة، كنت فى يوم من الأيام كنت بالمستشفى ولا أتذكر أى شيء".

ويتابع "ومن الواضح أن التعافى كان صعبا فى بعض الأحيان، تشعر بالوحدة وتتساءل" هل يقولون لك الحقيقة "وأشياء من هذا القبيل،،.". قال أولى جونار سولشاير، المدير الفنى الحالى لمانشستر يونايتد: "أعتقد أنه مميز لجميع لاعبيه السابقين. أعتقد أنه حصل على مكان فى قلوبنا لأنه ضحى بحياته من أجل مان يونايتد وبالنسبة لنا، بالطبع قدمنا حياتنا له أيضًا، وربما يكون هذا من أفضل الإطراءات التى يمكننى تقديمها له هو أننا شعرنا به ولعبنا معه.

وأضاف: "إنه نموذج يحتذى به، لقد لعبت ودربت تحت قيادته لمدة 15 عامًا، والآن لا يزال يساعدنى متى احتجت وهذا أمر رائع.

فى مشهد اخر قال جيسون فيرجسون إن والدته كانت "صخرة" والده، مضيفًا "لقد سمحت له بالانغماس فى هوسه.. لقد ربتنى إلى حد ما أنا وإخوتى بمفردها وقدمت تضحيات للسماح له بالقيام بما فعله".

لن يتعلم المشجعون الكثير من الأمور الجديدة بالضرورة، ولكن المقابلات مع الزملاء واللاعبين السابقين،من بينهم إريك كانتونا وجوردون ستراشان وريان جيجز، تضيف جميعًا نظرة ثاقبة على أسلوب فيرجسون الإدارى والاستخدام الميكافيلى لعلم النفس. لا يتجنب الفيلم تمامًا كليشيهات الأفلام الرياضية، ولكن هذا سرد مؤثر وغنى بالمعلومات عن حياة وأوقات أحد أعظم مدربى كرة القدم فى جيله. 

ويقدم نظرة عميقة على الرجل الذى يقف وراء الأساطير. على الرغم من توجيهه من قبل ابنه، إلا أنه لا يتم تصويره دائمًا من خلال عدسة وردية. رابطهم الحقيقى يعنى أن السير أليكس لديه منصة ليكون صريحًا تمامًا مع المخرج.

ان فيلم" أليكس فيرجسون: لا تستسلم أبدًا "صورة مثيرة ومحفزة وملهمة فى رحلة الوعى عبر ماضى المدرب الكبير وابداع ابنه المخرج.