مصرية أنا

٨ سنوات

إيمان أنور
إيمان أنور

نحتفل بذكرى ثمانى سنوات كاملة تمر على ثورة ٣٠ يونيه التى كانت بمثابة طوق النجاة أنقذنا من عام أسود فى تاريخ مصر شهد حكم الإخوان المتأسلمين تفككت خلاله مفاصل الدولة وضرب بأمنها القومى عرض الحائط..

جاءت ثورة ٣٠ يونيه لتصحح مسارا وتبنى وطنا تبعثرت أوصاله وتفتح أبواب الحلم والأمل من جديد أمام ملايين المصريين الذين انتفضوا جميعا فى ميدان التحرير الشاهد على ثورة يناير ٢٠١١.. أبدا لن ننسى هذا اليوم العظيم.. استعيد الشريط فى مخيلتى.. عندما كنّا فى شهر رمضان المبارك ونزلت الميدان برفقة صديقات الطفولة حاملين معنا عددا من الوجبات الخفيفة والمشروبات بعد ان قررنا ان افطارنا سيكون فى ساحة الميدان.. كانت الصورة رائعة ونحن نسير على الأقدام من كوبرى قصر النيل مرورا بمبنى جامعة الدول العربية لنلتحم بالجماهير التى قررت إسقاط حكم الإخوان الفاشى فجاء إعلان عزلهم من الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع −آن ذاك −الذى جاءت به الأقدار لإنقاذ مصرنا الغالية من الهاوية فى ٣ يوليه.. ولعل أروع المشاهد كان عندما ارتفع صوت المؤذن لصلاة المغرب بينما لمحت امرأة جميلة ترتدى زى راهبة تقف على مقربة منى وهى تمد يدها بتوزيع زجاجات المياه وتتناول رشفة تفك ريقها.. فبادرتها مندهشة بالسؤال: هو حضرتك صايمة ؟.. فأومأت برأسها قائلة " نعم.. ايوه انا كنت صايمة.. لأدعو الرب أن يتقبل منا جميعا".. هذا المشهد الرائع عبر واختصر معنى تلاحم شعب مصر العظيم.. وجسد للوطنية المخلصة الخالصة.. فالكل كان على قلب رجل واحد.. لا فرق بين مسلم ومسيحى الكل كان يبحث عن استعادة الوطن الذى سرق منا فى غفلة من الزمن..

ثمانى سنوات مضت بكل ما فيها من تحديات.. ثمانى سنوات كاملة مرت بحلوها ومرها.. نجحت خلالها الدولة فى استعادة كيانها ومقدراتها وأمنها وأمانها واقتصادها ومكانتها اقليميا ودوليا.. ولا تزال مصر تواجه تحديات جسام على مختلف الأصعدة لعل أهمها حقنا فى مياه نهر النيل الخالد وقضية سد إثيوبيا.. بينما هناك جنود مرابطون فى سيناء لدحر الإرهاب.. وفِى سيدى برانى لتأمين حدودنا الغربية.. ومكافحة وباء كورونا الذى اجتاح العالم بأثره..

ثقتى لا حدود لها فى الرئيس عبدالفتاح السيسى وقيادته الحكيمة بأننا سنعبر بنجاح كل هذه الأزمات بإذن الله.