عاجل

المشهد

المشهد| العدالة الفنية

خالد محمود
خالد محمود

بقلم/ خالد محمود

قليل من نجوم السينما الكبار يؤمنون بأهمية اكتشاف مواهب جديدة تنتمى لفئات اجتماعية مختلفة ليس فقط من أجل انتعاش الصناعة واستمرار توهجها لتحقيق حلم العدالة الفنية بمنح فرص حقيقية لمن لا يملكون أدوات التواصل مع هذا العالم، ولكن بفكر جديد وثقافات متنوعة.

 

تأتى مبادرة النجم الأمريكى جورج كلوني، بإطلاق برنامج تربوى وتنويرى يهدف إلى إعداد طلاب المدارس الثانوية من لوس أنجلوس ممن ينحدرون لعائلات فقيرة أو من أقليات للعمل فى مجال السينما، لتمثل محطة إنسانية مدهشة مهمة، بل ومسئولية اجتماعية ونظرة ثاقبة للمستقبل ولحياة تتسع للجميع.

 

انضم إلى كلونى نجوم آخرين مثل إيفا لونجوريا ودون تشيدل وآخرين فى الطريق، وسيبدأ تنفيذ البرنامج فى بداية العام الدراسى 2022 على أن يتوجه فى بادئ الأمر لفتيان وفتيات ما بين 14 و16 عاماً من طلاب المدارس الثانوية ممن لديهم حالة شغف بالفن.

 

نظرة كلونى وفلسفته هنا تعكس وعى كبير بقيمة تواصل الأجيال وتحقيق العدالة لأصحاب الأحلام الكبيرة منذ الصغر.

 

قال كلونى: "هدفنا هو أن نعكس بشكل أفضل تنوّع مجالنا وتعدد اتجاهات بلدنا، وهذا يتطلب البدء فى سن مبكرة"، معلناً إقامة معهد يحمل اسم "مدرسة رويبال لإنتاج السينما والتلفزيون"، ليتولى تنفيذ المشروع الذى يهتم بإنشاء برامج لتعليم الفتيان والفتيات تقنيات الكاميرا والمونتاج والتأثيرات البصرية والصوت وكل فرص العمل التى يمكن أن توفرها هذه الصناعة.

 

وتأتى هذه المبادرة بعد قليل على إعلان منتج الموسيقى دكتور درى وجيمى يوفين مشروعاً مماثلاً بالاشتراك مع مؤسسات أخرى من المدينة.

 

وتعتبر المنطقة الدراسية فى لوس أنجلوس ثانى أكبر منطقة دراسية فى الولايات المتحدة وتضم حوالى 650 ألف تلميذ معظمهم من عائلات متواضعة الدخل وغالباً ما تكون عائلات من السود أو المنحدرين من أمريكا اللاتينية.

 

هوليوود واجهت انتقادات فى السنوات الأخيرة لقلة التنوع فيها سواء أمام الكاميرا أو خلفها، وأطلقت حملة "أوسكارز سو وايت " عام 2015 للتنديد بهيمنة الفنانين البيض على الترشيحات لهذه الجوائز السينمائية.

 

 وفى مؤشر إلى تحسّن الوضع على هذا الصعيد، كشفت دراسة نشرت نتائجها مؤخرا أن الممثلين المنحدرين من أقليات إثنية أو ثقافية باتوا لأول مرّة ممثَّلين بنسبة مطابقة لحصتهم فى التعداد السكانى للولايات المتحدة، إلا أن واضعى الدراسة لفتوا إلى أن الأفلام من إخراج نساء أو أفراد أقلية لديها ميزانيات أدنى بكثير من الأفلام الأخرى، وأن الممثلين المنحدرين من أمريكا اللاتينية ما زالت نسبة تمثيلهم فى السينما منخفضة جداً.

 

 كذلك شدد كلونى الذى سيكون بين أعضاء مجلس الإدارة مع كل النجوم الآخرين المشاركين فى المشروع، على أن البرنامج الذى يطلقه سيعرض "فترات تدريب تقود إلى مهن مجزية".

 

من جهته، قال مسئول منطقة لوس أنجلوس المدرسية أوستن بوتنر، إن مجلس إدارة المشروع سيضم أساتذة مع كُتاب معروفين إضافة إلى محترفين وخبراء فى صناعة (السينما)؛ لتشجيع التوظيف المباشر لمواهب تمثل التنوع فى السينما والتلفزيون.

 

 الفكرة عظيمة وملهمة وأتمنى أن نحذو حذوها هنا ونرسخ لمدارس تعليم الفنون تحتوى أحلام الأجيال الجديدة، بالطبع تختلف الأهداف والنظرة السياسية والاجتماعية عن مجتمع الولايات المتحدة، وكلونى، لكن إنشاء مثل هذه المدارس بات خطوة مهمة لظهور أجيال تحلم بالمستقبل وهى تدرك تطورات العصر قبل أن تؤدى أحلامها.