كل خطوة لتعزيز العمل المشترك بين مصر والعراق والأردن هى خطوة على الطريق الصحيح والعمل الجاد لخير شعوب الدول الثلاث ولمستقبل الاستقرار والتقدم فى المنطقة العربية.
الدول الثلاث كانت دائمًا على خط المواجهة ضد المخاطر التى مثلها الإرهاب ومن يدعمونه، وضد أطماع القوى الإقليمية غير العربية التى استغلت سنوات الضعف العربى لكى تمد نفوذها، وأيضاً ضد من أرادوا الفوضى والدمار طريقاً لتفتيت الوطن العربى وإخضاعه لمشروعاتهم المسمومة وخرائطهم المشبوهة والزائفة.
لقاء الدول الثلاث كان ضرورياً مع بدء تعافى العراق الشقيق من محنته التى طالت، ومع صمود الأردن على مدى السنوات الأخيرة للضغوط الهائلة التى تعرض لها، ومع عودة مصر لدورها الفاعل فى المنطقة بعد السنوات الصعبة من الحرب ضد الإرهاب ومن إطلاق كل طاقات البناء والتنمية.
ولقاء الدول الثلاث ينطلق مستفيداً من كل تجارب الماضى يمد مظلة التنسيق إلى كل الميادين لكن تركيزه الأساسى على القضايا الاقتصادية كان ضرورياً لبناء القاعدة المتينة لأى عمل مشترك، ولمواجهة احتياجات ضرورية يمكن أن يوفرها التعاون والتنسيق والاستغلال الأمثل للطاقات والإمكانيات التى تملكها الدول الثلاث.
وربما يمثل البدء بخط أنابيب البترول من العراق عبر الأردن، وبمشروعات نقل الكهرباء من مصر واستكمال البنية الأساسية للتواصل البرى بين الدول الثلاث، إشارة إلى الإمكانيات الواسعة التى يوفرها التعاون بين الدول الثلاث سعياً وراء تكامل اقتصادى تتوفر كل عناصره المادية والبشرية، ويوفر كتلة عربية صلبة من ١٥٠ مليون مواطن قادرين على بناء التنمية وصنع التقدم، وعلى حماية ما يبنونه من كل المخاطر.
الطريق ليس سهلا لكنه ضرورى. والتحديات كثيرة لكن الإرادة السياسية حاضرة. والجهد المطلوب كبير لكن مصالح الشعوب قادرة على تذليل الصعاب. التحركات محسوبة بدقة لأن الواقع معقد. لكن هذا الواقع يؤكد أنه لا بديل عن التقدم للأمام، ولا طريق إلا بتكامل الجهود والعمل المشترك الذى نأمل أن تقدم مصر والعراق والأردن أفضل نموذج له.
