30 يونيو ثورة شعب

من تآكل الرقعة الزراعية إلى الدلتا الجديدة .. معجزة خضراء فى صحارى مصر

 الرئيس السيسى يروى بذور التنمية الزراعية
الرئيس السيسى يروى بذور التنمية الزراعية

كتب :  أحمد رفعت

الزراعة هى عماد الاقتصاد المصرى ولكن خلال الفترة التى سبقت ٣٠ يونيو انخفضت المساحات الزراعية الى ما يقرب من مليون و٢٠٠ ألف فدان من اجود الأراضى الزراعية بالوادى والدلتا وذلك بسبب اعمال التعدى على الأراضى بسبب غياب الرقابة مما أدى الى وجود مناطق عشوائية كثيرة وقلة المعروض من المحاصيل الزراعية وزيادة فاتورة الاستيراد من الخارج  ولكن بعد ثورة ٣٠ يونيو وانتخاب الرئيس السيسى رئيسا للبلاد أوقف نزيف التعدى على هذه الأراضى واطلق العديد من المشروعات التى تزيد الرقعة الزراعية منها مشروع المليون ونصف مليون فدان ومشروع ١٠٠ ألف صوبة زراعية التى يوازى إنتاجها زراعة اكثر من مليون فدان  هذا بالاضافة الى مشروع الدلتا الجديدة.
قبل عام ٢٠١٠مساحة الأرض الزراعية لم تكن تزيد على ٨ ملايين فدان ولكن حاليا وفِى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تعدت المساحات المزروعة ١٠ ملايين فدان بسبب التوسع فى زراعة الاراضى الصحراوية والتصدى لكل أشكال التعديات على الاراضى الزراعية مما ساهم فى زيادة الرقعة الزراعية وبالتالى التوسع فى التصدير للمنتجات الزراعية وتحقيق  الأمن الغذائى  حيث تم إطلاق مشروع المليون ونصف مليون فدان وطرح اكثر من ٩٠٠ ألف فدان من خلال مرحلتين على الشباب والمستثمرين وصغار المزارعين وتم زراعة مساحات كبيرة منها فى قرية الأمل بالإسماعيلية والفرافرة بالوادى الجديد وغيرها من المساحات المستصلحة بمختلف المحافظات وذلك بالمحاصيل الاستراتيجية كالقمح الى جانب زراعة الشَّعير والخضراوات والفاكهة.
ويشمل مشروع المليون ونصف مليون فدان ١٣ منطقة فى ٨ محافظات تقع فى صعيد مصر وسيناء طبقا لحالة المناخ وتحليل التربة ودرجة ملوحة المياه وتم اختيارها بعد دراسات متعمقة بحيث تكون قريبة من المناطق الحضرية وخطوط الاتصال بين المحافظات وشبكة الطرق ويتم الاستفادة من هذه الزراعات بالمشروع وطرح المنتجات الزراعية بالأسواق المحلية بأسعار مخفضة لكثرة الإنتاج باعتبارها أرضا بكرا وطرح باقى الانتاج بالأسواق الخارجية بالعديد من الدول. 
وشهدت الصادرات الزراعية زيادة فى نسبة الصادرات والتوغل فى الأسواق العالمية وزيادة نسبة الطلب على الصادرات الزراعية بعد تولى الرئيس السيسى الحكم وذلك نظرا لجودتها العالية وتطبيق كافة الممارسات الزراعية الجيدة وبالفعل نجحت وزارة الزراعة وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية فى زيادة الصادرات الزراعة وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات الزراعية المصرية وكشف آخر تقرير للزراعة عن ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية إلى أكثر من ٥ ملايين طن خلال  ٢٠٢٠ ومن المتوقع زيادتها بنهاية ٢٠٢١
ويأتى مشروع الصوب الزراعية الذى أطلقه الرئيس السيسى لإنشاء ١٠٠ ألف صوبة زراعية على مساحة١٠٠ الف فدان لزيادة الانتاج من الخضر والفاكهة على رأس الانجازات الزراعية حيث يحقق المشروع تعظيم المردود الاقتصادى من خلال زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية  والاختصار فى وحدة المساحة المستغلة للزراعة وتوفير كميات المياه المستخدمة فى الزراعة، حيث تستهلك الزراعات المحمية من ٦٠٪ إلى ٧٠٪ من كميات المياه التى تستهلكها الزراعات التقليدية المكشوفة  كما يشمل المشروع إنشاء وحدات للتصنيع الزراعى والغذائى كقيمة مضافة للمحصول  مما يساهم فى تقليل الفاقد من المحاصيل وإتاحة فرص أفضل للتصدير.. كما أن المشروع يحقق  سيادة مفهوم الجودة الفائقة للمنتجات الطازجة محلياً الخالية من الملوثات بالاضافة إلى توفير زهور القطف بالأسواق المحلية بكميات تسمح بزيادة تداولها.
ونجح الرئيس السيسى بشكل كبير فى أن يزيد من مساحة الاراضى الزراعية بعد نزيف التعديات من خلال إطلاق مشروع ضخم يجرى تنفيذه حاليا على قدم وساق وهو الدلتا الجديدة وظهرت بوادره إلى الواقع من خلال مشروع مستقبل مصر الذى زاره الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخراً وتفقده للمساحات التى تم استصلاحها واستزراعها كونها مرحلة أولى بلغت نحو ٢٠٠ ألف فدان.. ومن مميزات المشروع  أنه يقع بالقرب من الدلتا القديمة فى محافظات الوجه البحرى وسوف يسهم فى تخفيف التكدس السكانى فى الدلتا القديمة واتاحة الفرص أمام إقامة تجمعات سكانية وعمرانية وصناعية تسهم فى توفير ملايين فرص العمل.
ويقع مشروع مستقبل مصر على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديدة على مساحة ٥٠٠ ألف فدان وتم الانتهاء من استزراع ٢٠٠ ألف فدان باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة ويتوقع أن تصل إلى ٣٥٠ ألف فدان مع بداية عام ٢٠٢٢ باستخدام ١٦٠٠ جهاز رى محورى مطور وتنتج أراضى المشروع أجود المحاصيل الزراعية بإجمالى استثمارات تصل الى ٥ مليارات جنيه.
أما مشروع استصلاح ٥٠٠ ألف فدان بجنوب محور الضبعة يتم تنفيذه فى منطقة جنوب محور الضبعة غرب مشروع مستقبل مصر بالقرب من الدلتا القديمة وشبكة الطرق والموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية ويربط بين الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة وتم إجراء حصر لمساحة ٦٨٨ ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر، وبعد الدراسة اتضح أن أكثر من٩٠ ٪ من المساحة صالحة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية وتبلغ ٥٠٠ ألف فدان وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة.. وسوف يتم إنشاء محطة عملاقة بطاقة ٦ ملايين م٣ فى اليوم لمعالجة مياه الصرف الزراعى لاستغلالها مرة أخرى.
ويعد هذا المشروع تنموياً نموذجياً ومتكاملاً ذا أهمية استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائى للشعب المصرى حيث يتضمن تكوين وإنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارة حديثة وتضم مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعى، وتوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة للشباب والمستثمرين.
ومن  أهداف المشروع تحقيق الأمن الغذائى لمصر والحد من استيراد السلع الاستراتيجية ومواجهة متطلبات الزيادة السكانية للسلع الغذائية إلى جانب إضافة ٣٠٪مساحات زراعية جديدة من صافى أراضى الدلتا القديمة.
كما يستهدف المشروع أيضاً توفير حوالى ٥ ملايين  فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول عام ٢٠٢٥ بالإضافة إلى إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكانى بالوادى والدلتا، وكذلك إقامة مجمعات زراعية صناعية تعمل على الربط بين الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات.. كما ان  احتياجات المشروع من المياه يومياً تتراوح ما بين ١٢.٥ الى ١٥ مليون متر مكعب ويعتمد على أنظمة رى حديثة لضمان ترشيد استهلاك المياه، وكذلك مصادر مياه غير تقليدية كمياه الصرف الزراعى المعالجة بالإضافة إلى المياه الجوفية من خلال ضوابط للسحب والاستخدام بما يضمن استدامة المخزون الجوفى.