لا مؤاخذة!

متى.. نلعب الكرة ؟

فتحى سند
فتحى سند

  عندما.. تأهل منخب مصر لنهائيات كأس العالم 1990.. بعبقرية الجوهرى ورأس حسام حسن.. بعد غياب طويل استمر 56 عاما بالتمام والكمال.. كانت الفرحة عارمة على كل الاصعدة الشعبية والرسمية .وكان المتوقع ان تأخذ الكرة المصرية دفعة قوية لتتواجد بعدها فى نهائيات المونديال.. ولكن «هيهات».. لسبب «معضل».. هو.. «اننا لانلعب الكرة.. ولا نعرف ننظمها» !
المدهش ان الشارع الرياضى فى المحروسة.. استبشر خيرا.. عندما اوصى الكابتن الجوهرى بتطبيق نظام الاحتراف.. حتى تنضبط امور اللعبة.. وبالفعل تحرك اتحاد الكرة فى تلقى عقود اللاعبين الذين اتفقت معهم الاندية.. وكانت هذه الخطوة هى الوحيدة التى اخذها حضرات الافاضل.. من هذا النظام حتى الآن.!
  أما المحزن. فهو.. انه منذ اكثر من 30 عاما كثر فيها الكلام عن الاحتراف «المزعوم».. لم يتم اتخاذ اى خطوة لتعميم السياسة الكروية الموجود فى كل الدول.. بما فيها الافريقية والعربية.. لأسباب.. معظمها يرتبط «بقلة حيلة».. القائمين على شئون اللعبة.. ولانهم.. ينشغلون بأمور اخرى.. بعيدة كل البعد عن تطوير الساحرة المستديرة .
  راحت اتحادات وجاءت اتحادات و تولى السيد ابو ريدة ومجموعته المسئولية فتفاءل الكل «بنقلة نوعية».. فى شكل ومضمون كرة القدم باعتبار ان «حضرته» عضو دائم فى الاتحادين الدولى والافريقى.. ولكن للاسف.. لم يحدث.. والمحصلة.. هى ان الاحتراف اخذ يتحول تدريجيا الى «اغتراف».. برعاية الجبلاية.. وادارات الاندية!
  فى ظل كل هذه «اللخبطة».. اصبح الانجاز يرتبط بالصدفة.. وليس بالتخطيط.. والدليل ان المنتخب الوطنى لم يتأهل لنهائيات كأس العالم إلا بعد 28عاما من مونديال1990.. ولان اتحاد الكرة الموقر اعتبر حجز بطاقة السفر الى موسكو إنجازا.. اقام وقتها الافراح والليالى الملاح.. فكانت «الفضايح» بالجملة فى روسيا.. غير الهزيمة فى المباريات الثلاث امام روسيا واوروجواى والسعودية.. دون ان يلعب كرة !
  من السهل.. ان «تهنكر».. او «تهرتل».. بأى كلام من شأنه ان يخدر «الزبون».. ليبقى اى وضع على ماهو.. عليه بحثا عن «مصلحة»..  ووضع كرة القدم الحالى مؤلم يحتاج دراسات وابحاثاً وعلم وخبرات وإنكار ذات.. ولامؤاخذة !