المفتي: الإخوان يروجون لمصطلح فقهاء السلطان لتشويه العلماء

د. شوقى علام مفتى الجمهورية
د. شوقى علام مفتى الجمهورية

أكد د. شوقى علام مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء تعاملت بذكاء وحكمة مع قضايا العصر والمسائل المستجدة باتِّباعها مبدأ الاختيار الفقهى بعدم الاقتصار على مذهب واحد من المذاهب الفقهية الأربعة، بل استثمرت واستفادت من مذاهب المجتهدين العظام؛ بما يحقق مصلحة العباد والبلاد ما دام الأمر لم يكن مخالفًا للشرع الشريف.

وشدد مفتى الجمهورية، على أن الخطاب الدينى اليوم يواجه الكثير من التحديات لعل أكثرها إلحاحًا وأهمية تلك التهديدات التى تهدد السلم المجتمعى وتهدد الأمة بأكملها؛ مما يحتم ضرورة التصدى لها ومواجهتها، ويفرض عليه أيضًا ضرورة النظر فى تحديث آلياته وأدواته وأساليبه التقليدية وإيجاد آليات جديدة تواكب التقدم العلمى والتكنولوجي، وضرورة إيجاد فهم منضبط للتعامل مع الأفكار المتطرفة التى يستغلها أعداء الدين والوطن لتدمير شباب الأمة الإسلامية وزعزعة قيمهم ومبادئهم وإشاعة التطرف والإرهاب والفوضى فى البلاد.

وأكد أن الإخوان جماعة إرهابية تسعى إلى هدم المرجعيات الدينية والمؤسسات المعتمدة وإنشاء كيانات موازية للدولة فى مختلف المجالات، ويصفون من يخالف منهجهم بـ"علماء السلطان"، وهم أول من أطلقوا هذا المصطلح على من يخالفهم بغرض سياسى وهو تشويه العلماء وعدم إنصافهم.

ونبَّه إلى أن الوسطية فى النقل من التراث عند التعامل مع الواقع والمستجدات يجب أن تتم دون غلو أو تفريط، مضيفًا أنه من العوار أن نستصحب ما كان لما هو كائن الآن وبعقل ليس فاهمًا، وكذلك فمن الخطأ رفض ما قعَّده الفقهاء وما تركوه لنا من ثروة فقهية بدعوى تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث جملة وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح.

وأضاف: أن الأمة عبر تاريخها قد عملت على ضبط حركة الحياة بالأحكام الشرعيَّة فى تناسق حكيم؛ وذلك لأنهم فهموا ماهية "الشرع الشريف" فهمًا صحيحًا على وفق مراد الله تعالى ومراد رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، الذى تُعَدُّ المرونة من أهم خصائصه؛ وهى تقضى على المسلم بضرورة الانطلاق من القواعد الشرعيَّة الكلية والاهتمام بترسيخ القيم والمبادئ العامة الثابتة، وهو منهج حكيم رسَّخه النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى تطبيق الشرع الشريف، ثم سار على ضوء هذا الهدى الخلفاء الراشدون ومن بعدهم أئمة الإسلام المجتهدون عبر العصور من أجل تحقيق هذه الرسالة النبيلة.