محمد الشندويلى
القارئ والمبتهل والإذاعى الكبير الشيخ محمد الطوخى هو أحد رموز وعمالقة فن الإنشاد الدينى ـ ولذلك لقبوه «عمدة المبتهلين» أو عميد الإنشاد الدينى والابتهالات والتواشيح الدينية فى القرن العشرين. تعلق قلبه منذ صباه بالإنشاد الدينى وكان معلقا بالمنشد الكبير الشيخ على محمود ـ وغيره فى فترة الثلاثينيات بالإضافة إلى أن الله وهبه حنجرة متميزة ـ وآداء راق خاص به ظل على هذا الحال 70 عاما.
ولد الشيخ محمد الطوخى فى قرية سنتريس ـ مركز أشمون محافظة المنوفية عام 1922م دفعه والده منذ نعومة أظافره إلى حفظ القرآن الكريم.. وهذه عادة المصريين فى الفترات الأولى من القرن الماضى.. حفظ الصغير القرآن الكريم وعمره لا يتعدى العاشرة وفى عام 1932م التحق بالأزهر الشريف ثم حصل على إجازة فى علم القراءات خلال تلك الفترة لازم الشيخ مرسى الحريرى.. وأتقن على يديه العزف على العود.. وبجوار ذلك أتقن اللغة العربية.. وحفظ القصائد الشعرية فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم إلى أن جمع بين الابتهالات والإنشاد الدينى ـ وقراءة القرآن الكريم.
وكما درس علوم المأذونية وعرف بأنه مأذون منطقة بولاق أبوالعلا.
وفى عام 1949م عين الشيخ قارئا لمسجد السلطان أبوالعلا ـ وكان الملك فاروق مواظبا على صلاة الجمعة فى هذا المسجد.
وفى العام نفسه ظل الشيخ محافظا بقراءة القرآن الكريم فى منزل حسين بك جلال وأخية عبدالله جلال ببنى مزار ـ محافظة المنيا.
واستمر حتى عام 1951م وفى عام 1952م انتقل إلى منزل الحاج رشوان بك عمدة العسيرات بمركز جرجا ـ محافظة سوهاج فى صعيد مصر.
عضو بالمعهد العالى للموسيقى
وفى عام 1960م تميز الشيخ فى الإنشاد الدينى ـ تم اختياره كعضو بالمعهد العالى للموسيقى العربية.
كل ذلك ساعده فى دراسة التواشيح والابتهالات الدينية وعلم المقامات الموسيقية والإنشاد بالموسيقى».
الشيخان رفعت والطوخى
ومن المفارقات أن قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت اتصل بالشيخ محمد الطوخى بأنه يريده فى أمر مهم ـ وعندما قابله بالفعل طلب منه الشيخ رفعت أن يحل محله لقراءة السورة فى مسجد فاضل باشا فرفض الشيخ الطوخى فى بادئ الأمر.. على اعتبار كيف يحل الشيخ الطوخى محل الشيخ رفعت فى القراءة.. وكيف يواجه جمهوره الذى يأتيه بصفة منتظمة للاستماع إليه.
ولكن مع إصرار الشيخ وافق كذا شهر ولكنه لم يستطع أن يجلس على كرسى هذا الرجل العملاق.