فى الصميم

لقاح عبدالله!

جلال عارف
جلال عارف

أعلنت دولة كوبا عن لقاح جديد يمر فى مراحل الاختبار الأخيرة، وقالت إنه أثبت نسبة فعالية تفوق ٦٠٪ بعد جرعتين و٩٢٪ بعد ثلاث جرعات.
اللقاح الجديد هو الثانى الذى تعلن عنه «كوبا» بعد لقاح «سوبرانا»، وقد استرعى الانتباه الأسم الذى يحمله وهو «لقاح عبدالله» وهو اسم مستوحى من إحدى مسرحيات شاعر كوبا الشهير «ماركي» فى القرن التاسع عشر والتى حملت اسم بطل المسرحية «عبدالله» المناضل المصرى من أصل نوبى.
اللقاحان الكوبيان أمامهما خطوات عدة حتى الحصول على اعتماد الهيئات الدولية لكن اعتماد الهيئات المختصة فى كوبا لن يتأخر، وبهما ستتمكن كوبا من تطعيم جميع سكانها قبل نهاية العام، كما أن هناك اتفاقات قد عقدت بالفعل لتصدير لقاح عبدالله إلى عدة دول معظمها فى أمركيا الجنوبية.
ما جعل العالم يتعامل بجدية كبيرة مع الاعلان الكوبى عن لقاح «سوبرانا»، ولقاح «عبدالله» هو التاريخ الطبى المشرف لهذه الدولة الصغيرة الفقيرة. لقد تحدت «كوبا» الحصار الأمريكى المفروض عليها منذ ستين عاما وأقامت واحدا من أفضل نظم الصحة العامة الذى وفر الرعاية الصحية لكل سكانها. واستمرت فى طريقها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.. ورغم تعرضها لظروف اقتصادية غاية فى الصعوبة حافظت على نظامها الصحى ووفرت بيئة علمية جديدة للبحث العلمى والتعليم الطبى الذى وفر لها نسبة عالية من الأطباء، وجيشا من المساعدين الطبيين الأكفاء.
لهذا قوبل الاعلان عن اللقاحين الكوبيين بجدية كاملة وبكثير من الأمل فى أن يحصل اللقاحان على اعتماد الهيئات الدولية، ليفتح الباب أمام كسر احتكار الدول الغنية للقاحات. وليكون «عبدالله عنوانا لما يمكن أن تحققه دولة صغيرة فقيرة محاصرة بالعلم والإرادة رغم كل التحديات.