وجدي الكومي صاحب «خنادق العذراوات»: أنا أحد أفضل أدباء جيلي

 وجدى الكومى
وجدى الكومى

حوار: سمر نور

يبدو الأديب المصري وجدي الكومي مستاءا من الصحافة الثقافية في مصر، تحديدا الإصدارات المتخصصة، رغم أنه يعمل بالصحافة! عبر عن ذلك في صفحته على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي وفي حوارنا القصير معه حيث يقول: إحدى أقدم الصحف في أوروبا، يرجع تأسيسها لزمن 1780، اهتمت بمشاركتي الأدبية في مهرجان سولوتورن الأدبي الشهر الماضي، وطلبت مني كتابة مقال عن كتابتي، وعن كتبيي، وعن أسباب اختياري لتيمة قطع الشجر كمدخل لمقالي في المهرجان، يحدث هذا بينما تقريبا ولا خبر أو حوار أو أي شىء عني في أي صحيفة أدبية مصرية أو صفحة ثقافية مصرية!

سافر وجدي إلى سويسرا في إطار إقامة أدبية منذ أبريل الماضي، وإلى جانب العمل على مشروعه قام بالمشاركة في لقاءات مع كتاب من سويسرا ويقول عن ذلك: "قدمت للحصول على الإقامة الأدبية إلى سويسرا منذ عامين، وشاركت في العديد من الفاعليات، ونشرت أخباري في العديد من الإصدارات في سويسرا، لكن في مصر تم تجاهل كل ذلك، ولم ينشر خبر عن مشاركتي في مهرجان سويسري أدبي كبير لم أرشح له بالوسطة"

صدر للكومي من قبل 5 روايات منهم: شديد البرودة ليلا 2008، الموت يشربها سادة 2010، خنادق العذراوات 2013م، إيقـاع  2015، بالإضافة للمجموعات القصصية "سبع محاولات للقفز فوق السور 2013م، وشوارع السماء 2017، وكانت أحدث رواياته هي "النسوة اللاتي" العام الماضي، نسأله عن سبب اعتقاده وجود موقف ما ضده في الصحافة الثقافية في مصر فيقول: لا استطيع الجزم بأن هناك ثمة موقفا شخصيا مني. نسأله: بعبارة أخرى، لماذا تشعر بتجاهل الصحافة لمشروعك بالتحديد؟

  • لست الوحيد المعرض للتجاهل، هناك كتاب آخرين، وليس لدي مبرر لهذا التجاهل، كأن هناك اهتمام بدوائر بعينها، وإقصاء تيارات للكتابة بلا مبرر، الإصدارات الثقافية المتخصصة لا تهتم بكل من يحقق نجاح في مجالنا، أنا لست الأفضل في جيلي، لكني من ضمن أفضل الكتاب في جيلي.
  • تقول أن هناك من يتساءل عن سر حصولك على تلك المنح فما ردك عليهم؟

- من المؤكد أن هناك نميمة، تصل إلي من الوسط الثقافي، بشأن مشاركتي في إقامات في سويسرا وما إلى ذلك، هناك ناس تكره النجاح وهناك ناس كسلة، وهناك من لا يهتم إلا بنجاحه الشخصي ونجاح أصدقاءه. أعتبر نفسي مثابر أكثر من غيري، أقدم طول الوقت في مثل تلك المنح، ولا أهتم بقبولي من عدمه منذ كنت في الجامعة، حصلت على أول منحة قبل سن الأربعين. إلى جانب جهدي في تعلم الألمانية، كما إن سيرتي صارت مختلفة بعد مشاركتي في الاشراف على ورشة مشروع قصص القاهرة القصيرة في معهد جوته بمصر، توفر هذا لبعض أبناء جيلي ولم يتوفر لكثيرين.

  • هل طبيعة المشروع الذي تعمل عليه وارتباطه بثقافة الدولة المانحة يعد عنصرا أساسيا في شروط الاختيار؟

أعمل على مشروع رواية عن الجالية السويسرية التي عاشت في مصر في القرن ال19 ولا أنكر أنه حاز على اهتمامهم لارتباطه بثقافتهم، لكن لو لم أكن قد قمت بالبحث وكتابة مشروع متكامل ما كانوا ليقبلونه، كل الأمر إنني أجتهد فيما أسعى إليه ولا أجلس على المقاهي لأنتقد الآخرين دون أن أحاول العمل من أجل هدفي.

 

  • كثيرون من القراء قد يتسائلون عن سر الاهتمام بمثل تلك المنح ومدى أهميتها بالنسبة للكاتب؟

الكتابة الأدبية في مصر ليست مهنة تدر عائد، ظروف الكتابة في مصر صعبة جدا، الكاتب ليس له مصدر دخل سوى مهنته البعيدة عن الكتابة الأدبية، أو البحث عن منح الدعم لمشروعه أو مشروع تفرغ من المجلس الأعلى للثقافة او منح سفر وتفرغ. لا أقدم في منح المجلس الأعلى للثقافة لأنها تشترط تفرغ كامل لفترة طويلة مقابل مبلغ زهيد لا يمكن أن يعيش منه كاتب، والباقي هي منح مؤسسات ثقافية أو منح سفر، والأخيرة توفر دخل مادي متوسط لفترة محدودة، ما يتيح لي المعيشة والتركيز في مشروعي، بلا تعرض لإي ضغط نفسي من إي نوع، والتعرف على ثقافة أخرى.

  • لماذا يبدو اهتمام الصحافة مهما بالنسبة لكاتب متحقق وقادر على التفرغ للكتابة؟

هذا الكلام يقال دائما، نحن نكتب لأنفسنا نحن نكتب لنستمتع نحن نكتب من أجل متعتنا، جميل، لا يوجد إي هدف من وراء الكتابة سوى المنتج عند الجادين، الكاتب الجاد لا يبحث عن سلطة أو سطوة أو مال، لكن لا يمكن اعتبار أن الكاتب الذي يتحدث عن غياب الاهتمام بالمنتج الجاد كاتب غير جاد، هل نرغب من الكتاب الزهد في الحياة!

  • هل يرتبط هذا الاهتمام بالانتشار بطبيعة عصر الانترنت حيث صارت فيه الشهرة والبيست سيلر وما إلى ذلك عامل مهم؟

إذا كان هناك جيل ترينه لا ينتظر شىء من وراء الكتابة غير الكتابة، فهذا غير صحيح، فحتى جيل ما قبل الانترنت كان لديهم صراعاتهم من أجل الاهتمام سواء نقدي أو صحفي، والجيل الحالي يعاني من إقصاء لبعض التيارات في الكتابة مما يستوجب التعبير عن أنفسنا، ليس مطلوبا من الكاتب أن يسير بملابس رثة مثل الزهاد، من حق الكاتب أن يجد اهتمام بمشروعه. لم أعد أتعارك من أجل جوائز، لكني أتحدث عن الاهتمام بما أنجزه، ليس بالضرورة بي، أهتم بغيري، أهتم بالأدب دون حسابات من إي نوع، ولا تكتفي بالدوائر التي تخصك.

  • دائما هناك جدل ما يخصك؛ منذ فترة اتهمك الكاتب أحمد فضل شبلول بالاستيلاء على فكرة رواياته عن محمود سعيد؟

حصلت على دعم من أجل رواية محمود سعيد من مؤسسة المورد، وفوجئت بأن الأستاذ أحمد فضل شبلول كتب روايتين عن محمود سعيد وأتهمني بسرقة التيمة رغم عدم معرفتي بأمر تلك الروايات، واتساءل هل الشخصيات العامة حكر على أحد؟ وهل لا توجد أكثر من رؤية للكتابة عن فنان بقامة محمود سعيد! تشرشل وبيكاسو ودالي وكفافيس كتب عنهم العديد من الكتب، وهناك أعمال أدبية وفنية عن مشاهير تكررت بأكثر من رؤية لأكثر من كاتب وفنان، ولم يفكر أحد في إدعاء أحقيته بالفكرة.