«رؤية ابنتي تقاتل حتى لا تستسلم للموت، علمتني ألا أتخلى عن نفسي.. في تلك اللحظة أعطتني هدفًا جديدًا في الحياة.. لكي أعتني بها».. بين تلك الكلمات قصة شاب تحول إلى «سوبر بابا وماما».
قبل عامين (2019) كان ألفاريز وزوجته الحامل يسينيا ليزيت أجيلار، يسيران على رصيف في أنهايم جنوب شرق مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، عندما قفزت سيارة جيب تقودها امرأة لها تاريخ في القيادة تحت تأثير الكحول على الرصيف وتخرج يد الزوج أجيلار (23 عامًا) من قبضة ألفاريز.
ماتت الزوجة لكن الطفلة التي تم ولادتها عن طريق قسم قيصري طارئ نجت، وعندما يسأل الناس ألفاريز كيف يستمر حاليا، فإن إجابته بسيطة: (أدالين روز)، فقد أعطى الأب الشاب ابنته الصغيرة الاسم الذي اختاره مع زوجته قبل رحيلها.
على مدار العام الماضي، أصبح ألفاريز (37 عامًا) أول طفلة له مصدر إلهام للأبوة والأمومة معاً، ويتابعه أكثر من 30 ألف شخص على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وكان معظمهم يهتف له في أعقاب وفاة زوجته.
اقرأ أيضًا| «إعادة بناء الوجوه».. الملامح الحقيقية لملوك المصريين القدماء
يتعلم العديد من الرجال في هذا الحشد شيئًا عن الأبوة من مشاركات ألفاريز، ومن دوره المتنامي مع منظمة مومز أورانج كاونتي غير الربحية في مقاطعة أورانج، فالروتين الذي يسجله هو مألوف لأي والد واحد.
على مدار العام الماضي، انتقل ألفاريز وأدالين روز إلى منزل طفولته في بوربانك. أثناء النهار ، بينما يعمل ألفاريز محققًا في الإصابات في شركة محاماة ، تراقب والدته الطفل. ولكن ، بعد العمل ، تولى ألفاريز زمام الأمور ، وأطعم أدالين روز ، واستحمها ، واللعب معها.
مرة واحدة في الأسبوع تقريبا يحمل فيها ألفاريز طفلته الصغيرة ويتجه إلى مقاطعة أورانج؛ حيث يمكن للصغيرة زيارة أقارب الأب وكذلك قبر الأم، بحسب ما نشره موقع (ocregister).
في 2021، بات اليوم الإثنين 21 يونيو هو أول عيد أب له، لكن الأمر لا يرتبط به بل إن قصة النجاح والصبر تعود إلى الصغيرة أدالين روز.. «الحبيبة ذات الشعر الداكن والوجه السمين والتي تبدو وكأنها تزدهر بعد أن أمضت الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها في المستشفى».
عيد الأب أيضًا يتعلق بزوجته الراحلة، والتي كان ألفاريز متأكدًا من أن فكرتها الأخيرة كانت تتعلق برفاهية طفلهما؛ إذ تشير الكدمات على ذراعي الراحلة يسينيا أجيلار، والتي وصفها تقرير تشريح الجثة، إلى أنها قبل الاصطدام قامت بلف ذراعيها حول بطنها لحماية الطفل في رحمها.
يعلم الشاب الأب أيضًا أن هناك فراغًا شديدًا في حياته، حتى مع كل أنواع الدعم التي تأتي من الأسرة والمجتمع، بما في ذلك أكثر من 116000 دولار تم جمعها إحدى المؤسسات، يؤمن بأن مفتاح سعادة روز رغم ظروف ولادتها سيكون كيف يؤدي دوره كأب.
ومن الآلام أيضًا أن الأب وزوجته الراحلة ظلا لعامين يحاولان الحمل، وبعد ذلك وفي أواخر عام 2019، تأكد لأجيلار ما اقترحه لها غثيان الصباح بأنهما سيكونان والدين.
كان الجميع متحمسين لأن الطفل سيكون فتاة، فبالنسبة لعائلة ألفاريز، سيكون هذا الحفيد الأول، وبالفعل كانا الزوجان مسرورين.. "كنا نعلم أنها ستكون مدللة وملكة الأسرة".
لكن أجيلار كانت قلقة كثيرًا بشأن الحمل الصحي، فقبل شهرين من ولادة الطفل، اقترح عليها طبيب التوليد الخروج والمشي أكثر، لذلك جعل الزوجان من القيام بنزهة معًا كل يوم أمرًا روتينيًا.
وفي كثير من الأحيان، انتهى بهم المطاف في أحد شوارع أنهايم على بعد مسافة قصيرة من المكان الذي كانوا يعيشون فيه في مبنى تهيمن عليه المباني السكنية.
وفي مساء 11 أغسطس 2019، أخذهم مشيهم إلى مركز تسوق قريب، لقد قطعا طريقهما الطويل إلى المنزل، وفجأة رأى ألفاريز سيارة جيب خارجة عن السيطرة قفزت على الرصيف وكانت تتجه نحوهم، قبل أن يتجمد كلاهمان وهنا يقول: "كنت أتساءل هل هذه هي الطريقة التي سأموت بها؟.. يمكنني فقط أن أتخيل زوجتي تفكر في نفس الشيء. أضمن لك أنها كانت تفكر في ابنتنا".
عانت أدالين روز من سكتة دماغية طفيفة أثناء وجودها في رحم والدتها؛ حيث كان الأطباء قلقين بشأن تلف الدماغ واعتقدوا أنها ستقضي شهورًا في وحدة حديثي الولادة.
لم يتمكن ألفاريز من رؤية ابنته حتى منتصف الليل، وعندما فعل ذلك كانت في حالة حرجة، أنبوب يساعدها على التنفس.. في تلك الليلة ظل ألفاريز المنكسر يراقب صراع ابنته.. "رؤية ابنتي تقاتل حتى لا تستسلم.. علمتني ألا أتخلى عن نفسي. في تلك اللحظة أعطتني هدفًا جديدًا في الحياة لكي أعتني بها".
منذ عام مضى، كان ألفاريز وأجيلار يتعلمان بالفعل بعض الأساسيات - كيفية تغيير حفاضات الطفلة واستحمامها - عندما أخذا دروسًا في تربية الأبناء بدون تكلفة من خلال مؤسسة ماميز أورانج، حيث كان حريصًا على أن يكون والدًا نشطًا.
بعد أشهر، مع رحيل زوجته، أحضر أدالين روز إلى المنزل، والذي كان في ذلك الوقت لا تزال شقة أخت زوجته في أنهايم؛ قال إن كلا الجانبين من الأسرة كانا داعمين، لكن جدول نوم الطفل جعله يشعر وكأنه زومبي وطلب المساعدة من والدته، وانتقل للعيش مع والديه بالتازار وسوكورو ألفاريز، حيث أقام مع ابنته في غرفة نوم طفولته في بوربانك.
التحق ألفاريز إلى برنامج باللغة الإسبانية، وهو مجموعة الرجال.. ببساطة مجموعة دعم للرجال الذين يعانون من الأبوة لأول مرة أو الذين يكافحون من أجل الأبوة والأمومة، بعضهم أب عازب وبعضهم مطلق وبعضهم أجداد.
