الابن العاق يطرد والدته بعد وصلة ضرب مبرحة.. والسبب «الانفراد بالشقة للزواج»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مشهد أغرورقت له عين وكيل أول النيابة بالدموع، فالأم العجوز (٧٠ عاما)، تقف أمامه تحاول أن تخفي جرحا غائرا أعلى جبهتها، نظراتها تسبقها نحو ابنها المكبل بالقيود الحديدية، ومتهما بضربها.

وبدموع منهمرة، وصوت متحشرج تقول: لم يضربني ابني، لقد اتهمته زورا، حاكموني بتهمة البلاغ الكاذب، ولا تحبسوه، لقد اقترب عمري من حافة القبر، وقد أموت اليوم، أو غدا، وسأموت مقهورة عليه، فأنا أمه، وليس له في الدنيا غيري.

اقرأ أيضا| تجديد حبس الموظف المتهم بالشروع في قتل «طبيبة الشرقية»

البداية عندما تلقى الرائد حمدي عز الدين رئيس تحقيقات قسم شرطة الظاهر، بلاغا يفيد قيام أحد الأبناء بالاعتداء على أمه العجوز بالضرب المبرح، وما إن انتقل على الفور لمكان الواقعة، تمكن من القبض على الابن المتهم، وتبين إصابة الأم بجروح خطيرة، وغائرة في جبهتها، بسبب ركله لها بحذائه في وجهها.

وكشفت التحقيقات التي باشرها سامح السنوسي، وكيل أول النيابة، أن الأبن يريد الانفراد بشقة أمه ليتزوج فيها، وسبق له أن قام بطردها من المنزل، مرتين، وفي يوم الواقعة طلب منها أن تغادر الشقة، وتقيم لدى شقيقتها (خالته)، ونشبت بينهما مشادة كلامية، وانقض على الأم، وانهال عليها ضربا.

وقبل أن يمسك وكيل النيابة بقلمه، ويأمر بحبس الابن، وتقديمه للمحاكمة، انطلقت صرخات الأم المكتومة، من بين ثنايا فمها، وانهمرت في البكاء المرير، تحاول أن تقبل يده، ليفرج عن ابنها، أصر وكيل النيابة على معاقبة الابن، أخذت صرخاتها تزداد، وتعلن اضرابها عن الطعام، ولن تغادر إلا ومعها ابنها، الذي انهار في بكاء أيضا، قائلا: "سامحيني ياأمي".. وجاءت روح القانون، وقرر وكيل النيابة الإفراج عن الابن، حفاظا على الروابط الأسرية من الانهيار.