كورونا يعطل أعمال الترميم والتنقيب..  الوباء يحاصر آثار منقباد 

كورونا يعطل أعمال الترميم والتنقيب..  الوباء يحاصر آثار منقباد 
كورونا يعطل أعمال الترميم والتنقيب..  الوباء يحاصر آثار منقباد 

على بعد ما يقرب من ٦ كيلو مترات من مدينة أسيوط تقع مدينة أثرية كاملة شملت كل عصور التاريخ "بيزنطي ـ قبطي ـ إسلامي ـ عثماني " وهذا يدل أنه بالقرب منه جبانة فرعونية وتقع تحت سفح جبل أسيوط الغربي ومنطقة مدافن المسلمين الحالية، ومع ذلك حتى الآن لم تنتهي الاكتشافات الأثرية "تنقيب ـ ترميم" إلا إنها تعطلت بسبب جائحة كورونا وتوقف البعثة الإيطالية عن ترميم تلك هذه الآثار، قبل حتى انتهاء الموسم الأول لها، إلا أن اعمالها كشفت الكثير كن اللُقي الثمينة من عهود مختلفة. 

تقع المدينة الأثرية في قرية منقباد شرق جبل أسيوط الغربي، بـ٢ كيلو فقط مساحتها تبلغ حسب تقديرات الآثريين الذين لم ينتهوا من مرحلة الحفائر والتنقيب بمساعدة بعثة أثرية للترميم من دولة إيطاليا بمساحة ٨٣ فدان على بعد ٧ كيلو  من مدينة أسيوط، وكان سبق الكشف عنها منذ ما يقرب من ٥٠ عاماً الا إن قلت الإمكانيات وظروف أخري لم تمكن الدولة من اتخاذ قرلر التنقيب، حتى بدأ التنقيب خلال عام ٢٠١٩. 

 

وقال الدكتور أحمد عوض وكيل وزارة الآثار الإسلامية والقبطية في محافظة أسيوط أن اعمال البعثة الإيطالية بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية توصلت خلال رحلة الترميم عن كشف  بيت حاكم المدينة، وهو مبني من الأجر، كما تم الكشف عن بعض المباني السكنية ومبانٍ استخدمت كمخازن للغلال، كما تم الكشف عن عدة كنائس منها كنائس كبيرة وصغيرة، وكذلك تم الكشف عن مصنع للزيوت، وأيضا تم الكشف عن مبانٍ تتكون من طابقين، كما تم الكشف عن أحواض وآبار وأفران فخارية.

أعمال الحفائر كانت ما قبل جائحة كورونا كانت لا تتوقف هكذا يصف وكيل وزارة الآثار الاسلامية والقبطية توصلت الحفائر إلى الأواني الفخارية والأنفورات والعملات الذهبية التي وصل عددها مائة عملة وثلاث، وبعضها بيزنطي والآخر يرجع إلى عصور إسلامية، كما تم العثور على صور جدارية منفذة بألوان مائية وكتابات قبطية وكتابات إسلامية.

اقرأ أيضا| انتهى الإرهاب.. علم مصر يرفرف في قرية الظهير بشمال سيناء | صور

وأوضح عوض أنه تبني برعاية وزارة الآثار اعادة إحياء هذه المدينة الأثرية وإخراجها للنور مرة أخري وبدت أقدم مباني هذه المدينة أنها تعود إلى القرن الرابع الميلادي، ومن ضمن هذه الاكتشافات حوائط حملة أسم القديس المسيحي"أبو نفر" السائح علي أحد جدران القاعات المكتشفة بالموقع في أحد المواسم، كما وجدت رسوم جداريه تمثل والسيدة مريم والمسيح.

أشار وكيل وزارة الآثار إلى أن هذا الكشف له مدلول أن كل عصر سكن فوق سابقه وأن هناك وحدة وطنية منذ بداية التاريخ حيث تدل الاكتشافات علي أن المسلمين أقاموا بالمنطقة إقامة كاملة منذ القرون الأولي للإسلام حيث وجدت آيات قرآنية علي جدران بعض الحوائط، حيث عملات إسلامية من مختلف العصور  وتحمل كل العصور الإسلامية بداية من العهدة العمرية وحتي العثمانين، لأن العملة المستعملة فى زمن ما يستخدمها سكان المنطقة بأكملها بغض النظر عن ديانة هؤلاء السكان. 

كما عُثر خلال أعمال التنقيب عن أوني وعملات من النحاس، والبرونز، وتاريخها إما قبطي، أو مملوكي أو شركسي، ومن أهمها اثنتا عشرة عملة نحاسية وجدت ضمن أعمال موسم، كانت عليها طبقة من الصدأ "الجنزرة" تم إزالتها وتنظيفها، وهي ترجع إلى العصر الإسلامى، عليها كتابة عربية بالخط الكوفي مكتوب على بعضها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وعلى بعضها الآخر مكتوب عليه" لا إله إلا الله وحده لا شريك له" ، ومن المحتمل أن ترجع للعصر المملوكي، كما عثر علي خمسة أطباق نحاسية.

وترجع البناء بالمكان إلى أثار العمارة المسيحية حيث أن منها العديد من الكنائس القديمة وتضم قلالٍ للرهبان "مساكنهم"، منها خمسة قلالٍ تتشابه كثيراً في التخطيط ، فهي مستطيلة الشكل تقريبا، وُجد بمنتصف الجدار الشرقي منها شرقية الصلاة، كما وجدت بها نوافذ مخروطية الشكل من الداخل تطل علي سلم القلاية الهابط واستخدمت هذه النوافذ للإضاءة والتهوية .

وبعض الدخلات(طاقات) صغيرة كانت لإيقاد الشموع وإطلاق البخور، وألحق بها حجرات تخزين عثر بداخلها علي العديد من الأواني الفخارية، كما كانت تقع فى طابقين الأرضي منها مغطي بقبو برميلي، أغلب هذه الأقبية سقط، يتوصل إليها غالبا عن طريق عدة درجات، وأرضيات هذه الغرف من البلاط الأبيض المصنوع من الجير المخلوط بالقش، ومعظم الجدران مكسوة بطبقة من الملاط، وجد علي بعضها زخارف نباتية أو هندسية .