مساعد الخارجية الأسبق: اجتماع مجلس الجامعة العربية الطارئ دعم موقف مصر في أزمة سد النهضة

السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق

رفضت إثيوبيا بيان اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب حول أزمة سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، داعية مصر والسودان إلى «العودة إلى الطريق الصحيح» للتفاوض بدلا من نقل الملف للمحافل الإقليمية والدولية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أمس الأربعاء، في العاصمة أديس أبابا.


وقال مفتي: «موقف الجامعة العربية ليس جديداً بشأن سد النهضة ونحن رفضناه»، وأشار إلى أن «بيان الجامعة العربية يتحامل على إثيوبيا ويضع نهر النيل ملكية لدول مصر والسودان».

وفى هذا الصدد أكد السفير محمد حجازى مساعد الخارجية أنه يعد الدعم الصادر بشكل واضح وصريح في بيان الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية ودعوته لمجلس الأمن، للتشاور بشأن قضية سد النهضة ووصفها واحدة للقضايا المهددة للأمن والاستقرار في منطقة شرق القارة تعبيراً عن التزام اجتماع الدوحة ومجلس الوزراء العرب لتعزيز موقف مصر على الساحة الدولية وتأكيد التزام ووحدة الأمن العربي وتقديم إسناد دبلوماسي مهم في هذه المرحلة لمصر والسودان وتحفيز المجتمع الدولي علي النظر  في هذا المشهد الذي بات مهددا لأمن واستقرار الإقليم والأمن والسلم العالمي, والمعنية به الآلية الأمنية الممثلة في مجلس الأمن، والذي عليه أن يضطلع بالتزاماته تجاه هذه القضية.

وفي السياق ذاته اجتماع الدوحة في هذا التوقيت الشديد الأهمية هو تعبير أننا أمام مرحلة قرارات مصيرية لا تخص الدول الثلاث فقط لكن تخص المنظمات الإقليمية التي يجب أن تشكل قوة الضغط الأولي علي الموقف الإثيوبي سواء كان ذلك في الاتحاد الأفريقي الذي أفشل التعنت الإثيوبي مرتين تحت الرئاسة الجنوب أفريقية والرئاسة الكونغولية جهود ومساعدي الاتحاد الأفريقي وهو يتشدق بأهمية الالتزام بها لكن المؤكد الآن أن مصر خلال الاتصالات الثنائية ومن خلال مواقف الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي بات موقفها ثنائياً وإقليميا واضحاً.

وبات علي المجتمع الدولي في إطار مجلس الأمن أن يعمل من أجل احتواء هذا المشهد الذي يمكن أن يؤدي إلي اضطراب في منطقة قريبة من مضيق باب المندب ومن حركة الأساطيل العسكرية والتجارية وكذلك لقربها من منطقة الخليج وإمدادات النفط العالمي وحركة التجارة عبر البحر الأحمر ما يهدد أمن الخليج، أما الأمر الآخر هو أن اجتماع الدوحة وما شهده من التزام الموقف العربي بالموقفين المصري والسوداني، هذا تأكيد علي أن المنظمة العربية الأم وهي جامعة الدول العربية ومسعاها من خلال دعوة مجلس الأمن وتكليف للجنة رباعية للعمل هي تطلع بمسؤوليتها الإقليمية، ولذلك علي المؤسسة الدولية مجلس الأمن الاطلاع كذلك بمسؤولياتها وتكون مصر بذلك قد أحاطت المنظمات الإقليمية الممثلة في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية بمخاطر المشروع  لأن هناك تحديات تواجه المنطقة ولا بد من أن تكون منظومة الأمن القومي العربي علي الاستعداد التام للتصدي للتدخلات الإقليمية سواء الإيرانية أو التركية أو التصدي للتهديدات القادمة في ملفات وجودية كملف سد النهضة .

اقرأ أيضا| محمد حجازى : الدول العربية ستشهد ترابطا غير مسبوق الفترة المقبلة