«الموبايل القاتل».. «العاشر» شاهدة على خيانة الأهل والأصدقاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يعلم الشاب صاحب السبعة عشر ربيعًا، أن هاتفه الحديث ذات الماركة العالية، سيكون سببًا في إنهاء حياته، من أعز الأصدقاء، بعدما زاغ الهاتف في أعين رفاقه، وطمعوا فيه، وفكرا في سرقته والتخلص من صاحبه، وبيتا النية على فعلتهما التي أفجعت والدة صاحبهما وقهرتها على حياة فلذة كبدها.

اقرأ ايضا |  التحريات تكشف ملابسات فيديو ضرب سيدة بالنهضة

لم يتوقع الشاب، الخيانة من صديقيه عندما عرضا عليه التنزه بسيارة ملاكي، ولم يطلع على ما يدور في عقولهما، لأنه لم يعرف كيف لعب الشيطان بهما ومهد لهما طريقًا لن يفلتا منه، فهو إلى لقاء ربه وهما إلى خلف القضبان.

نسى الشابان البالغ عمرهما 22 و18 عامًا، - أحدهم ابن خالة الضحية - حق الصداقة والجيرة وحتى صلة الرحم، ولم يرا إلا ما يملكه هذا البرئ من هاتف لا يسوى من حطام الدنيا إلا بضعة آلاف، لا تستحق نقطة دم تسيل من صديقهما.

بلع المسكين الطعم وهيئ نفسه للحظات ظن أنه ستكون سعيدة، ويرفه فيها عن نفسه، ورسم بداخله خريطة رحلته التي لم يعلم أن فيها سيلفظ آخر أنفاسه.

استقل معهما السيارة وخرجا في الموعد المحدد وغادرا بعيدًا عن مقر إقامتهما، ووسوس الشيطان داخلهما بأن الوقت المناسب جاء لتنفيذ مخططهما، ولم يتوانا أي منهما في القيام بدوره - الذي سيظل آسفًا عليه ما دام حيًا - وما لبث أحدهما حتى شل حركة الضحية وأمسك بيديه، قبل أن يحضر المتهم الثاني حجرًا ضخمًا وانهال به على رأس صديقه فودع الحياة بين يديهما، دون شفقة منهم أو رحمة.

حل الرعب بالمتهمان وفكرا في حيلة للتخلص من آثار جريمتهما، حتى لا تقودهما إلى أروقة المحاكم لملاقاة عقابهما، فدفنا الجثة في مزرعة نائية وهرولا ومعهما الهاتف إلى منازلهما.

غاب «القتيل» عن والدته وتم غلق هاتفه، فساورها الشك عن حياته، وارتجف قلب الأم وشعرت بالقلق، وبحثت عنه هنا وهناك فلم تعثر له على أثر، فتوجهت لقسم شرطة وبلغت عن اختفائه قبل أن تفجع بخبر رحيله.

وتمكن قطاع الأمن العام، بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، من كشف غموض واقعة اختفاء طالب بمدينة العاشر من رمضان، واتضح أن صديقيه قاما بقتله ودفنه في أحد المزارع لسرقة هاتفة المحمول.