أما قبل

الآن.. وفورًا

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

لا شيء أغلى من حياة الإنسان، ولا كارثة أفدح من سقوط لاعب مغشيا عليه ومغادرته الحياة وسط عجز زملائه وصدمة أهله وناسه، ولا جريمة أخطر من السكوت على خطر حقيقى يتهدد الرياضيين، برغم أن التدخل السريع سهل والإسعاف متاح والإنقاذ بسيط، لكنه الإهمال والطبع الغريب: نسخن وقت الصدمة ونتكلم ونشكو ونقرر.. ثم ننزل على فاشوووش!
سقوط لاعب الدنمارك كريستيان إريكسن مغشيا عليه خلال مباراة منتخب بلاده مع فنلندا هز قلوب العالم كله وتوقفت أنفاس ملايين البشر حول الشاشات الناقلة لبطولة اليورو مع توقف قلب إريكسن عن النبض وتعلق الجميع بأيدى المسعفين، حتى ارتاح العالم على خبر إنقاذ حياة اللاعب وعودته للحياة بعد خمس دقائق مات فيها، لكن المجتمعات اليقظة لم تدع المشهد الحزين يمضى دون درس وينتهى من غير الاستفادة منه والبحث عن سبل عدم تكراره قدر الإمكان.. ناس تحول المحنة لمنحة.. فكيف يمكن أن نتعلم؟
هبة الضمير الإنسانى وليس الرياضى فقط كانت لافتة ومسموعة بعد أزمة إريكسن .
الاتحاد الإيطالى، على سبيل المثال، أعلن فورا عن دورات إسعاف متقدمة ومكثفة لكل لاعبى ومدربى وإداريى كل الأندية المشاركة فى دورى المحترفين بكل درجاته الثلاث ولكل المنتخبات الإيطالية. 
وإذا كانت هذه الهبة فى الدنيا كلها حدثت بعد نجاة إريكسن بفعل تدخل زميله سيمون كاير الذى عرف كيف يضعه على الوضع السليم ويوفر فرصة تنفس الهواء والعمل على مواجهة الخطر بوعى حتى تدخل المسعفون بيقظة شديدة وكفاءة عالية، فقد سألت طبيب المنتخب الوطنى السابق د.طارق سليمان الذى فاجأنى بوجود جهاز إنعاش القلب الرئوى AED باتحاد الكرة والذى كان الفيفا قد أرسله لكل الاتحادات الوطنية كمنحة واستمعت من د.سليمان ما يؤكد على ضرورة التدريب السريع والسهل لكل الكوادر الرياضية على الإسعاف السريع لإنقاذ قلب توقف فجأة وبات على مشارف الموت..
وهنا، أجدنى أصرخ فى الصديق العزيز المهندس أحمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة لسرعة عقد دورات مكثفة لكل الأندية.. خصوصا أندية الغلابة قبلى وبحرى فى درجات الدورى الثانية والثالثة والرايعة الذين يلعبون فى ظروف صعبة وعلى ملاعب أسوأ وغالبا فى مباريات نهارية قاسية الحرارة وبإمكانات معيشية وصحية أصعب.. 
ونتمنى العمل على سرعة توفير جهاز إنعاش القلب الرئوى AED والذى علمت من د.طارق سليمان أن سعره لا يتعدى الـ ٣٠ ألف دولار وهو ثمن لا يعنى أى شيء مقابل حياة إنسان وقدرات لاعب محترف يكلف ناديه الملايين.
ألا هل بلغت..