غادر مصر.. سر توقف طه حسين عن التدريس بالجامعة

طه حسين برفقة زوجته - أرشيف أخبار اليوم
طه حسين برفقة زوجته - أرشيف أخبار اليوم

طه حسين أديب وناقد مصري لقب بعميد الأدب العربي، وقد غير الرواية العربية، وهو مبدع السيرة الذاتية في كتابه «الأيام»، الذي نشر عام1929 ، ويعتبر هذا الكتاب من أشهر مؤلفات طه حسين التي تحولت إلى أعمال تلفزيونية وإذاعية.

 

ففي عام 1963 تم تحويل كتاب الأيام من عمل أدبي كتبت كلماته في صفحات كتاب إلى صوت مسموع بصوت طه حسين نفسه، وذلك بعد أن حولها خيري شلبي إلى 6 حلقات إذاعية مدة الحلقة نصف ساعة، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 9 يناير من نفس العام.

 

المخرج الذي تولى إخراج هذا العمل الإذاعي هو إسلام فارس، ويعتبر هذا العمل الإذاعي الثاني الذي يخرجه للدكتور طه حسين، فقد أخرج له من قبل «على هامش السيرة».

 

وعندما علمت أسرة مجلة "أخر ساعة" بهذا الحدث ذهبت إلى الدكتور "طه حسين" بعد تحديد موعد معه، وكان مكان اللقاء في غرفة مكتبه بفيلته بالهرم وكان طه حسين يجلس وأمامه ميكروفون الإذاعة أثناء تسجيل أيامه التي تولت تقديمها إذاعة صوت العرب خلال شهر رمضان في حلقات مسلسلة.

 

اقرأ أيضًا| صباح تخطف «الميكروفون» من شادية وترسل الكوافير لنجوى فؤاد

 

ودخلت المكتب حرم الدكتور وسألته هل تسجيل الإذاعة سيجهدك؟.. قال لها لا أعتقد.. فأنا أشعر بتحسن كبير. ووقتها وقف مصور "آخر ساعة" يستأذن طه حسين في تصويره، ووافق وأسرعت زوجته لتقترب من زوجها وأشارت إلى جبهته وهي تقول: صورها.. ففيها كل العبقرية.

 

ثم التفت طه حسين إلى المخرج الإذاعي وسأله عن المقدمة التي يريدونها فقال له المخرج: نفس المقدمة التي كتبتها في كتاب "الأيام"، وقال طه حسين وهو يبتسم: ما رأيك في مقدمة جديدة لم يسمعها أحد من قبل؟، فرحب المخرج إسلام بذلك.

 

وبهدوء قال الدكتور إنه مستعد للتسجيل، وخرج صوته بنبراته المميزة فقال: هذا الكتاب لم أدبر تأليفه ولم أفكر فيه، وإنما دفعت إليه دفعًا، فقد دفعتني إليه ظروف قاسية عندما ضاقت بي الحياة في مصر، كان ذلك حين صدر لي كتاب "الشعر الجاهلي" وآثار الأزمة التي آثارها واشتد سخط البعض وقد صحب ذلك اشتداد سخط الملك ودبرت فيه المكائد.

 

ولذلك ضاقت بي الحياة في مصر فتركتها، وعندما وصلت إلى فرنسا لم أستطع أن أفر من هذه الظروف فلم أجد إلا وسيلة واحدة للهروب من هذا الضيق وهي أن أفر من الحاضر إلى الماضي، وبدأت في كتابة مذكرات وانتهيت منها في أسبوع دون أن يخطر ببالي أن هذه المذكرات يمكن أن تؤلف كتابًا.

 

ومضت لحظات صمت قصيرة عاد بعدها عميد الأدب العربي يكمل حديثة فقال: ولكن صاحب دار الهلال في تلك الأيام طلب مني نشر بعض إنتاجي ففكرت في أن أعطيه هذه الصفحات مع إنها لون من المذكرات.

 

وأردت وقتها أن استشير بعض أصدقائي فاستشرت صديقي المرحوم "عبد الحميد العبادي" ونصحني ألا أنشر هذا الكلام، ولكن إلحاح صاحب الهلال جعلني أعطيها له، ونشرت في الهلال متتابعة وقرأها الناس ورضى عنها بعضهم.

 

وإذا ببعضهم يستأذنني في نشر هذه الصفحات في كتاب، وذات يوم إذا بالكتاب قد أرسل إلي دون أن أكون قد قدرت لهذا الأمر تقديرًا، ولست أدري ما هذا الحظ الذي أقيم لهذا الكتاب الذي ترجم إلى 10 لغات عالمية.

 

ثم قال طه حسين سرًا لأول مرة شرح فيه الظروف التي أخرج فيها الجزء الثاني من أيامه فقال: كنت في أزمة مع رئيس الوزراء في ذلك الوقت فأنهيت حياتي من الجامعة ومن العمل في الجامعة وبدأت إعداد الجزء الثاني وانتهيت منه في 9 أيام، وترجما معًا في مجلد واحد، وكانت روسيا أول من ترجم هذا الكتاب.

 

وانتهى دور الدكتور طه حسين عند هذا الحد ليبدأ دور المخرج إسلام فارس الذي تكلم عن الممثلين فقال: إن أمينة رزق ستلعب دور أم الدكتور طه حسين في الأيام، أما دور الأب فسيقوم به الممثل عبد الوارث عسر، وسيقوم الطفل وجدي عبد البديع بتأدية دور طه حسين في طفولته.

 

وفي عام 1979 تم تحويل كتاب "الأيام" إلى مسلسل تلفزيوني قام فيه أحمد زكي بدور طه حسين إلى جانب كل من محمود المليجي، وأمينة رزق، وحمدي غيث، ويحيى شاهين.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم