بسبب ارتفاع درجات الحرارة وذبابة الفاكهة والمبيدات المحظورة

بسبب ارتفاع الحرارة وذبابة الفاكهة.. خيبة أمل تنتاب مزارعي المشمش بالعمار

 تراجع إنتاج محصول المشمش بقرى العمار
تراجع إنتاج محصول المشمش بقرى العمار

تعد قرى العمار الكبرى ومنشية وكفر العمار التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية من اشهر القرى التى تتميز وذاع صيتها بزراعة المشمش منذ عهد الخديوى توفيق عندما نقلها العمال السوريون اثناء قيامهم بحفر الرياح التوفيقى المار امام تلك القرى والذى اصبح المصدر الوحيد وباب رزق لهم مثلهم كقرى كثيرة والتى تسبح فى الخيرات الزراعية من الخضراوات والفاكهة كما كان يتم تصدير الانتاج الا ان العوامل الطبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة وانتشار ذبابة الفاكهة والبشرية كالمبيدات المغشوشة وانسداد الصرف المغطى ادت إلى تراجع انتاج هذا المحصول هذا العام وخيب امال المزارعين وتكبدوا خسائر كبيرة.


انتقلت الاخبار إلى قرى العمار الكبرى وكفر العمار لرصد ما يدور حول فاكهة المشمش وكيفية النهوض به مرة اخرى، تبدل الحال إلى الأسوأ هذا العام بعد ان شهدت انتاجية المشمش ارتفاعا وتحسنا ملحوظا خلال الموسمين الماضيين هكذا بدأ حديثه محمد سلامة من قرية كفر العمار الكبرى بمركز طوخ وقال سلامة ان المحصول هذا العام شهد انتكاسة وخزل الفلاح بسبب ارتفاع درجات الحرارة والهجوم الحشرى والمبيدات المغشوشة وانسداد الصرف المغطى مما جعل المياه تطفو على سطح التربة وتحرق الاشجار من جذورها بسبب الرطوبة مما ادى إلى تراجع الانتاج اثناء فترة التزهير واضاف سلامة ان شجرة المشمش حساسة لاتحب المياه الكثيرة وتحتاج إلى فترة «فطام» 4 شهور لان جذورها فى حالة خمول وتتم الرية الاولى فى الاول من فبراير ثم تبدأ عمليات التزهير فى نهاية نفس الشهر ويتم ريه مرة اخرى فى الاول من مارس وبعدها يكتمل التزهير وبعد اسبوعين يتم رش الاشجار لحمايتها من البياض الدقيقى وفى شهر ابريل يتم رش الذبابة حتى لاتصاب الثمرة ويصيبها الدود ثم الرشة الاخيرة فى اول مايو لحماية الثمرة والشجرة من تفحمها بسبب العنكبوت.

يقول احمد الجزار مزارع من قرية العمار الكبرى ان القرية كانت تزرع اكثر من 32 فدانا بصنف «الكانينو» فقط والذى يعد من اجود الانواع وكان يتم تصديره بكميات كبيرة إلى معظم الدول العربية وفرنسا لتميزه بطعمه الفريد على مستوى العالم وكان يأتى إلى القرية اطياف من انحاء الجمهورية لشرائه لطعمه المستساغ ووقت جنى الثمار كنا نطلق عليه الموسم السياحى للقرية وبعد نهاية الموسم كنا نحقق امنياتنا ونقوم بتجهيز اولادنا وبناتنا الا اننا هذا العام تكبدنا خسائر كبيرة للعوامل الطبيعية والبشرية ويشير إلى ان شجرة المشمش تعتبر افقر شجرة فى الخدمة لأنها لا تحتاج إلى مياه او اسمدة كثيرة فالسماد البلدى والازوتى يتم وضعه مرة واحدة فقط فى السنة ويعد صنف «الكانينو» من اجود الانواع وكان يتم تصديره بكميات كبيرة إلى معظم الدول العربية وفرنسا لتميزه بطعمه الفريد.

ويقول عبدالمجيد الجزار ان موسم المشمش هذا العام جاء مخيبا للآمال وتراجع كثيرا بعد ان استرد عافيته العامين الماضيين والانتاج لم يتجاوز 3 % مقارنة بالعام الماضي وكنا نطلق عليه الضيف الغائب والعزيز لأن مدته قصيرة لا تتعدى الـ 25 يوما وتظهر فى نهاية ابريل ويصل الكيلو وقتها إلى 40 جنيها وبعد 15 يوما يظهر المشمش ويهجم على الاسواق ويباع من على الاشجار باسعار تتراوح من 6 إلى 12 جنيها حسب النوع والحجم ويزيد سعره مرة اخرى فى نهاية الموسم موضحا أن عمر اشجار المشمش يتراوح ما بين 60 إلى 100 عام ويختلف عن الاشجار الجبلية التى لا يتعدى 12 عاما، الى جانب الطعم واللون.

ويوضح يوسف عامر عمدة قرية العمار ان ارتفاع درجات الحرارة هذا الموسم ادت إلى تراجع الانتاج اثناء فترة التزهير لان شجرة المشمش تحتاج إلى 700 ساعة صقيع مما ادى إلى تكاثر النمو الورقى الذى طغى على النمو الزهرى وبسبب ارتفاع منسوب مصرف طحلة فى بعض اوقات العام مما يتسبب فى ظهور مياه الصرف المغطى على سطح التربة وجفاف اوراق اشجار المشمش فقام المزارعون باقتلاعها واستبدالها بزراعات القمح والبرسيم والذرة.

ومن ناحية اخرى اكد المهندس حسن زايد وكيل وزارة الزراعة انه تم عقد ندوات توعية وارشادية للفلاحين للحفاظ على اشجار المشمش والارشاد بأنواع المبيدات الآمنة واماكن بيعها كما تم توفير منافذ خاصة بوزارة الزراعة لبيع الاسمدة والمخصبات الزراعية ومنشطات الجذور ومقاومة للفطريات ويتم تنفيذ حملات مكثفة لضبط المبيدات والاسمدة المغشوشة والمحظور تداولها بالتنسيق مع مديرية الامن والصحة والبيئة.

واشار المهندس صبحى عبدالمنعم مدير عام الصرف المغطى بالقليوبية انه يتم تطهير ورفع الرواسب من مصرف طحلة المار بطول القرية بصفة دورية بكميات تصل إلى اكثر من 60 الف متر مكعب وتسليك التغطية التى يحدث لها انسداد خاصة امام القرية لسوء سلوك الاهالى بالقاء المخلفات.

من جانبه قال د. ناصر الجيزاوى القائم بأعمال رئيس جامعة بنها أن كلية الزراعة بمشتهر أوصت بإحلال وتجديد شبكات الصرف المغطى بقرى زراعة المشمش والتى تم إنشاؤها منذ ستينيات القرن الماضى للحفاظ على السلالات الجيدة من المحصول القومى التى تتميز بها تلك المنطقة من الانقراض للقضاء على نسبة الملوحة الزائد فى التربة ودهن اشجار المشمش بالجير الأبيض لقتل التصمغ الذى يتسبب فى موت الأشجار.