«متحرش القطار» ومرض البيدوفيلياز.. سر الميول للاعتداء على الأطفال

«متحرش القطار» ومرض البيدوفيلياز.. سر الميول للاعتداء على الأطفال
«متحرش القطار» ومرض البيدوفيلياز.. سر الميول للاعتداء على الأطفال

اشتعلت القضية المعروفة إعلاميا بـ«متحرش القطار» مواقع التواصل الاجتماعي، بدءًا من تسريب مقطع فيديو له وثقته كاميرات، حيث يتضمن الفيديو قيام أحد الأشخاص، بارتكاب أفعال منافية للآداب مع أحد الصبية، داخل إحدى عربات القطارات.

 

وعلى الفور تحركت الجهات الأمنية، وبتقنين الإجراءات، تمكن قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، من تحديد وضبط مرتكب الواقعة «سمسار مقيم دائرة مركز شرطة سوهاج»، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.

 

ويطلق العلماء على الحالة المرضية التي تسبب الميول الجنسي تجاه الأطفال بمرض "البيدوفيليا"، وذلك بعد أن أكد بعض الباحثين من ألمانيا أن البيدوفيليا لها علاقة بالدماغ.

 

وأثبتت الدراسات الحديثة أن مرضى البيدوفيليا يعانون من بعض التشوهات العصبية فضلا عن قلة نسبة الذكاء لديهم بحوالي 8% عن المتوسط، فيما يشير الطبيب النفسي جورخي بونسيتي، إلى أن المصاب بهذا المرض كلما زادت نسبة الغباء عنده أصبح ضحاياه أصغر سنًا.

 

وبحسب الطبيب النفسي جورخي بونسيتي فإن الأبحاث أثبتت أن المولعين بالأطفال يكونون أقصر من متوسط حجم الإنسان المتوسط الطول، كما وجد باحثون كنديون أن المولعين بالأطفال في الغالب قد تعرضوا لضعف عدد إصابات الرأس في مرحلة الطفولة بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال.

 

وأضاف بونسيتي، أن الطب الجنسي صنف الاعتداء الجنبي على الأطفال بالاضطراب العقلي، وبالتالي كمرض، وهذا صحيح فقط إذا كان ذلك يتسببت في ضرر شخصي أو للآخر، وذلك وفقا لتصنيف الطب النفسي الأمريكي الجديد، تصنف البيدوفيليا كاضطراب عقلي عندما يكون الشخص ذو التوجه الجنسي يعيش هذه الرغبة، دون أن يصبح الجاني أو على الأقل يعاني بسببها، فيمكن الحديث عن مجرد ميول جنسي.

 

وتوصل الطب النفسي إلى علاج مرض «البيدوفيليا»، ولكن على المريض أولا أن يعترف بإصابته بذلك المرض، ثم تستكمل رحلة العلاج في عدة محاور من بينها العقاقير الطبية التي تسهم في خفض الدوافع الجنسية، فضلا عن علاج سلوكي من خلال أحد الأطباء النفسيين، وربما يصل للعلاج بواسطة جلسات الكهرباء.

 

ويؤكد خبراء الطب النفسي أن اكتشاف مرض "البيدوفيليا" من شأنه أن يساعد في علاج المرضىن فضلا عن إنقاذ الكثير من الأطفال من اعتداءاتهم.

 

ووفقا لإحصائية أصدرتها منظمة الصحة العالمية، في عام 2008، يعاني نحو 40 مليون طفل من العنف الجنسي من البالغين، في منطقة الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي وهذا يشمل جميع أنواع العنف.

 

وغالبية القصر الذين يعانون من الاعتداء البدني تتراوح أعمارهم بين 2 و 7 سنوات، وأكثر المتضررين بشدة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات، و85% من الوفيات ناجمة عن انتهاكات وسوء معاملة أو اعراض غير محددة، كما أن 71 مليون طفل يعانون من إصابات خطيرة وضحايا لا تعد ولا تحصى مع الاضطرابات النفسية.

 

ويحق للجهات القضائية التأكد من سلامة القوي العقلية والنفسية لأي متهم، وذلك بناء على المادة 338 من قانون الإجراءات الجنائية التي نصت على: «إذا دعا الأمر إلى فحص حالة المتهم العقلية يجوز لقاضي التحقيق أو للقاضي الجزئي كطلب النيابة العامة أو المحكمة المنظورة أمامها الدعوى، حسب الأحوال أن يأمر بوضع المتهم إذا كان محبوسا احتياطيا تحت الملاحظة في أحد المحال الحكومية المخصصة لذلك لمدة أو لمدد لا يزيد مجموعها على خمسة وأربعين يوما، بعد سماع أقوال النيابة العامة والمدافع عن المتهم إن كان له مدافع».