منذ 2014 ومصر تضع عمقها الافريقى على رأس أولوياتها. وسعت بجدية لاستعادة دورها الافريقى وتفعيل ما يطلق عليه "الدبلوماسية الرئاسية" من خلال الزيارات الخارجية واستضافة الرؤساء الافارقة لتوطيد العلاقات واستخدامها لتنمية القارة السمراء. وتكثفت هذه الجهود اثناء رئاسة مصر للاتحاد الافريقى فى 2019.. البداية جاءت مع اطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الافريقية خلال القمة الاستثنائية الافريقية التى عُقدت بالنيجر فى يوليو 2019، حيث تستهدف المنطقة 2 مليار نسمة، و3 تريليون دولار.. الاتفاقية التى تهدف إلى إزالة الحواجز التجارية والقيود الجمركية أمام حركة التجارة البينية الأفريقية، جاءت فى وقت تشير فيه التقارير الأممية إلى أن أقل من 40٪ من التجارة الافريقية بالقارة تخص المواد الأولية، و60٪ تخص المواد المصنعة.
وقد أكد التقرير السنوى الصادر عن برنامج الحكومة المصرية أن الفترة من يوليو 2018 ليونيو 2019، وتزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الافريقى، شهدت مضاعفة أنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى افريقيا، وبلغت نسبة زيادة المستفيدين من الكوادر الافريقية 61٪، فضلا عن ارتفاع قيمة المنح والمساعدات بنسبة 113٪ عن النصف الأول من العام، والتى بلغت 27.9 مليون جنيه. كما أنشآت مصر 8 مزارع نموذجية من إجمالى 22 مزرعة اعنلت وزراة الزراعة الانتهاء من انجازها بنهاية عام 2020. كذلك عملت مصر أثناء رئاستها الاتحاد الافريقى، على دعم جهود الدول الافريقية لتوليد الطاقة النظيفة من المصادر المتجددة واستهدفت توليد 10 جيجاوات من مشروعات الطاقة المتجددة خلال 2020، وزيادة هذه القدرات لتصل إلى 300 جيجاوات بحلول عام 2030. وفى نفس السياق، تعاون الاتحاد الافريقى مع الصين منذ أبريل 2019، فى حل مشكلة الطاقة والكهرباء لأكثر من 600 مليون افريقى يعيشون فى الظلام. كما عزز فوز مصر برئاسة لجنة السياسات الاجتماعية والفقر بالأمم المتحدة عن قارة أفريقيا، لمدة عامين 2020− 2021، للمرة الثالثة على التوالى منذ إنشاء اللجنة عام 1979، الدور الريادى المصرى بالقارة الأفريقية.
