موسى صبرى يحذر «جونسون» من أسلوب رعاة البقر

الرئيس جونسون   -   موسى صبرى
الرئيس جونسون - موسى صبرى

عندما صور الغرور لأنطون إيدن رئيس وزراء بريطانيا فى عام 1956 أنه قادر على تحطيم جمال عبد الناصر، وأن العالم لن يتسع له ولعبد الناصر معا.. ودخل مغامرته الحمقاء التى انتهت به إلى القبر.. كان يعتمد على التقارير الغبية التى صورت له أن الهجوم على مصر هو مجرد نزهة.

وعندما صور الغرور للرئيس الأمريكى " هارى ترومان "، والقائد الأمريكى " ماك آرثر " أن مد نطاق الحرب إلى كوريا الشمالية سيدفع إلى النصر.. ولم يستمعا إلى تحذيرات سفير الهند فى بكين من أن ذلك سيؤدى إلى تدخل الصين.. بل استخفا بهذا التحذير.. وكانت النتيجة أن الجيش الأمريكى منى بأسوأ كارثة عسكرية لحقت به.

وعندما صور الغرور للرئيس الأمريكى " ليندون جونسون ".. أن الاعتماد على حكومة عميلة فى سايجون تساندها قوات عسكرية ضخمة.. سيؤدى إلى استعباد شعب فيتنام الحر وكسر عنقه.. كانت النتيجة أن أمريكا تواجه اليوم أبشع الهزائم المتوالية يوما بعد يوم.. وأدت عملية " تصعيد " الحرب فى فيتنام إلى تحذير جاد من الاتحاد السوفيتى والصين بالتدخل.. ولا أحد يستطيع ان يقدر أخطر النتائج التى ستقع بعد ذلك.. ويتحقق بعدها قول الرئيس " جونسون " لأبنته أن التاريخ سيسجل أنه الرجل الذى تسبب فى وقوع حرب عالمية.

واليوم.. يصور حقد الهزيمة المنكرة فى عام 1956، لحكومة العمال البريطانية.. أنها فرصة للانتقام.. ويعميها الحقد أن ترتدع وتتعظ.

واليوم.. قد يصور الغرور للرئيس الأمريكى " جونسون " أنه يستطيع أن ينجح فيما فشلت فيه حليفته منذ أحد عشر عاما.. ويعميه حقد هزائمه المتلاحقة المتضاعفة فى فيتنام فيعتقد أن اعتماده على حكومة عميلة فى تل أبيب.. يمكن أن يوقف حركة التاريخ العربى المتقدمة إلى طريق التحرر العريض.

إذا كان حولك اليوم أيها الرئيس الأمريكى، مستشارون مثقفون يعيشون حركة التاريخ.. فأولى بهم أن يحذروك من الهاوية التى تنزلق إليها لتهدد العالم كله.

أولى بهم أن يصرخوا فى وجهك، أن أسلوب رعاة البقر، يمكن أن يدير ولاية تكساس.. ولكنه من المستحيل أن يدير شئون العالم الجديد.
موسى صبرى
" الأخبار " - 1 يونيو 1967