حبوا بعض

  أمنية طلعت
أمنية طلعت

أخبرتنى ابنتى فى الهاتف أنها لن تعود إلى المنزل اليوم، فهى مضطرة لأن تبقى جوار قطة صغيرة تعرضت لحادث! ليست هذه هى الواقعة الأولى، فأنا متورطة فى رعاية وإنقاذ الحيوانات والطيور منذ طفولتها، فهى دائما ما تضعنى أمام ضميرى فى مواجهة صارخة ينتصر فيها على عقلي.
التورط فى رعاية الحيوانات والمحتاجين من البشر مسألة شديدة الصعوبة بلا مبالغة، فهى تدخلك فى دوامة من الاستهلاك، وقتا وجهدا ومالا، لتجد نفسك قديسا تعيش من أجل الآخر فقط، أى آخر سواء كان انسانا أو حيوانا أو طائرا أو حتى الزواحف!! فأنت فى النهاية تعيش حياة فرق الإنقاذ التى تتنقل بين مواقع الكوارث.
حاولت مرارا أن أثنيها عن توجهاتها تلك، لكننى فشلت بجدارة، ونجحت هى فى أن تجرنى إلى عالمها، الذى اكتشفت أنه رحب لأبعد مدى، فمع كل مال ننفقه نكسب من حيث لا ندري، ومع كل وقت نمضيه مع محتاج، يبارك الله فى يومنا، ومع كل مجهود بدنى يمنحنا الله راحة نفسية تعوض كل تعب.
لقد فتحت ميريت أمامى بابا لم أكن أعرفه، وأدخلت الكثير من الكائنات إلى حياتى فلم أعد أخاف الوحدة، وفتحت قلبى على رحمة لا تتوقف عن احتضانى لحظة واحدة.